فتحي عبد السميع - تمثـــــال رملي.. شعر

تَقَدَّموا بهدوء
ولا تَميلوا عليّ
لا أريدُ لأحدٍ أن يَنهارَ بسببي
أريدُ أن أبْقَى حتى النهايةِ
بريئا مِن كلِّ انهيار.
زعقةٌ صغيرة
يُمكِنُ أنْ تُحْدِثَ فَجوةً في صدْري
لا بازلت ولا جرانيت
هشٌ كأرملةٍ تَضُمُّ صغارَها وتَبكي
هشٌّ ولا أدلُّ على خلود
بل أقودُكم إليه .
لا الماضي ولا المستقبَل
أنا الآنَ
أنا سريعُ الزوال
التَقَطَني طِفلٌ مِنَ الهواء
وراحَ يُطعِمُني رَمْلا
ويَكسوني رَمْلا
نَقِيٌ ولا فَرْقَ بيْنَ لحمي وقميصي
الأزرارُ هي ذاتُها عِظَامي .
لم يَلْمَسْنِي إزميل
ولم تُحلِّقْ حوْلي مِطْرَقة .
ما مِن فرعون قَرْقَعَ بالسياطِ
حتى أكون جاهزا
في عيدِ انتصارِه على شعبِه.
تَقَدَّموا بهدوء
والتَقِطوا صورا مَعِي
بوسْعِكم أن تُبصِروا أرواحَكم
وهي تَلمَعُ في ظِلالي
أنْ تبْصِروا ظهورَكم
وهي تَمتَدُّ في البحرِ إلى ما لا نهاية .
تَقَدَّموا الآنَ
قبْلَ أنْ أذوبَ في موجةٍ
فلا يَبقَى أمامَكم سِوَى الرمْل .
أحدِّثُكم وأنَا أتلاشَى
فلا تَسمعونَنِي
أَنْشُبُ أظفاري في أحداقِكم
ولا يَرتَبِكُ لكم جفن
أنَا الأوانُ الذي يفوت .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى