فوز حمزة - تحت الموج.. قصة قصيرة

بعد خطفه للسيجارة من يد صاحبه همس كمن يحدث نفسه ونظراته مصوبه نحو لوح زجاجي كبير مضاء من الداخل :
- سأختار الروسية ذات السيقان الطويلة البيضاء ..
ناول صاحبه السيجارة ليكمل حديثه وهو يحاول مد يده ليلامس ساقيها :
- سأعرض عليها الزواج والذهاب معي إلى الشام ..
قال كلماته هذه دون أن يرفع بصره عن لوح الزجاج:
أبدى الصديق استغرابه قائلاً :
- ألم تقل بأن قذيفة هدمت منزلكم وحرقت ما فيه !!
تظاهر بأنه لم يسمع السؤال ..
أستأنف الصديق حديثه:
- ثم من قال لك إنها روسية؟؟
لم يبالِ بما تفوه به رفيقه وأقترب أكثر حتى كاد جسده يلتصق بالزجاج قائلاً :
- وأنت .. ما رأيك بتلك الشقراء .. أظنها من إيطاليا .. هل ستوافق في الذهاب معك إلى بغداد ..
- نجحت الحيلة في إشغال رفيقه .. فأجاب الثاني بأسف :
- لا أظن .. فالحر شديد هناك .. سترفض طلبي أكيد .. وأمي ايضاَ سترفض هذا الزواج ..
- الحب يفعل المستحيل .. أنت فقط حاول ..
- لا .. سأختار اليونانية ذات الشعر الطويل الغامق والنهود الكبيرة .. أنظر لجسدها كم هو ناعم .. سأدعوها للأسلام وارتداء الحجاب وقبل كل شيء عليها ترك العمل في هذا المكان .. بذلك أضمن موافقة امي ..
- اليونانيات لا يفضلن إرتداء الحجاب ؟
- ألم تقل .. الحب يفعل المستحيل ؟
- أنا قلت ذلك .. متى ؟
- ليلة البارحة حين كنا في البار .. هات السيجارة ..
- لكن البارحة لم تكن معي .. وأنا لم أكن في البار .. ولم نكن في صوفيا .. أين كنا أذن ؟!
- تبادلا نظرات الحيرة بصمت ومعها تبادلا السيجارة حتى بادر السوري:
- ما رأيك في الدخول للكازينو .. يختار كل واحد منا الزوجة التي تعجبه بعد مشاهدتهن بالعين بدل الصورة
- غير ممكن .. لا يسمح لنا بالدخول .. لم نتجاوز الثمانية عشرة عاماً ..
- سندفع الرشوة للحراس .. هات ما عندك من نقود ..
- لم يتبق لدي شيء منها .. لقد اشتريت بما معي الماريجوانيا .. أدفع أنت وسنتحاسب لاحقاً ..
- وأنا أيضاً اشتريت بما تبقى معي زجاجتي بيرة ..
بعد أحتساءه للقليل مما في الزجاجة قال :
- لمن سنترك زوجاتنا إذن ؟
- ما رأيك في الذهاب للبيت ومشاهدة برنامج المصارعة الحرة ..
- لا .. سأشاهد فيلما لفاندام ..



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى