فكري عمر - الصندوق

لما تاه التاجر في الصحراء وجد شجرة عظيمة‏..‏جري باتجتهها‏;‏ خوفا من أن يفقدها كما يفقدالماء الذي يجده سرابا في النهاية‏.‏ تمدد تحت الشجرة حالما بأن يأتي من ينقذه من‏:‏ العطش‏,‏ والجوع‏,‏ والضياع‏;‏ فنام‏.‏ واستيقظ مفزوعا إثر كابوس فوجد بجانبه ثعبانا طويلا‏.‏ قذفه بحجر فمات في الحال‏.‏

‏-‏ انتظر‏.‏ واحدة واحدة‏.‏ ما الي أتي بالتاجر إلي الصحراء من البداية أصلا؟
‏-‏ لا تسألني سؤالا واحدا‏;‏ لأكمل لك الحكاية فهكذا هي‏.‏
سكت‏..‏ أكمل مستاء‏:‏ غلب النوم التاجر مرة أخري‏,‏ لكن عفريتا أيقظه بعنف‏.‏ أمسك بتلابيب ثوبه‏,‏ وقال له‏:‏ قتلت ابني يا وغد‏,‏ ولا بد أن أقتلك‏.‏ قال التاجر‏:‏ والله ما قتلت سوي الثعبان‏.‏ قال العفريت هو ابني ظهر في تلك الصورة‏,‏ وسوف أقتلك في الحال‏.‏
‏-‏ بأي هيئة ظهر العفريت الأب للتاجر؟
‏-‏ حذرتك ألا تسألني‏.‏
‏-‏ عفوا‏.‏ إذا فعلتها مرة أخري فافعل ما تشاء‏..‏
استدرك‏:‏ قال التاجر للعفريت‏:‏ معي أمانات سأردها‏,‏ ومال أعطية لأهلي‏.‏ اتركني عاما كاملا‏;‏ حتي أودع هذا الصندوق أيضا هناك‏,‏ وأعود إليك في نفس المكان فينفذالقصاص‏,‏ وأطلب منك أن ترشدني إلي طريق الخروج من المتاهة‏.‏
ارشده العفريت إلي طريق الخروج من صحراء المتاهة‏.‏ خرج التاجر من الصحراء بينما انتظر العفريت لسنوات في مكانه دون أن يري التاجر مرة أخري‏;‏ لأن التاجر بعد أن وصل إلي بلدته بأمان‏....‏
‏-‏ انتظر‏,‏ مرة تقول لي الحكاية هكذا‏,‏ ومرة أخري تخالف الحكاية‏!‏
‏-‏ أن لقد نفدت طاقتي معك‏.‏ لن أكمل لك ما حدث للتاجر في بلدته‏.‏
تركني‏,‏ ومشي‏.‏ وحين نظرت إليه رأيت علي كتفيه عباءة التاجر‏.‏ وصندوق خشبيا صغيرا يحمله بين يديه‏,‏ خبطت جبهتي‏,‏ وجريت وراءه ليكمل الحكاية‏,‏ ويخبرني بحقيقته‏,‏ وما في الصندوق‏.‏ كان قد انعطف من شارع جانبي‏;‏ فظللت طوال اليوم ابحث في الشوارع الضيقة المبلولة بماء المطر أتتبع آثار خطاه‏..‏


فكري عمر ـ الدقهلية



فكري عمر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى