بدوي الدقادوسي - البطل يغادر الرواية

خمس سنوات ,وأنا أتحمل السخرية من الجميع ؛حتى زوجتي رغم محاولتها إخفاء سخريتها ؛ إلا أن بعض الكلمات كانت تغافلها وتخرج محطمة ما تبقى بداخلي من روح معنوية أحاول التمسك بها لإنهاء الرواية .
فور توصلي للقفلة التي ظللت شهرا أبحث عنها لتناسب الرواية ؛انطلقت لدار النشر؛ فأكد لي الناشر أن روايتي سترى النور فور سدادي لتكاليف الطبع .
بعت سيارتي ونقدت الناشر ما طلب ؛ أهديت نسخا للنقاد وزملاء دراستي ودعوتهم لحضور حفل التوقيع ؛ وبعد أن تناول النقاد العشاء الفاخر والمشروبات وعلبة الدخان الأجنبي تراصوا حولي على المنصة .
في زهو ألقيت الكلمة الافتتاحية متحدثا عن مدى العناء الذي كابدته حتى تخرج قصتي بحبكة مبتكرة ونهاية صادمة للقارئ وعطفت بحديثي على ما عالجته من قضايا وما قاسته شخوص روايتي وهي تهتف عيش ؛حرية ؛ عدالة اجتماعية .
فإذا بالبطل يخرج ممزقا أوراق الرواية معلنا انسحابه وسط ذهول الحاضرين وتوسلات مني باكية أن يبقى؛ ولكنه لم يأبه .
ذكّرته بيوم مرض زوجتي ورفضي أن أذهب معها للطبيب كي أبحث له عن لحظة تنوير يعرف من خلالها المجرم الحقيقي الذي قتل وسلب ونهب ؛وأن الطبيب استغل عريها أمامه وأخذ يتحسسها ممسكا صدرها ولما جاءتني باكية طالبة مني أن أثور لشرفي وعدتها أنك حين تعرف المجرم الحقيقي ستنتقم منه .مالك أيها البطل كيف تتخلى عن واجبك؟
ظل في طريقه غير عابئ ؛انبطحت على الأرض ألثم حذاءه وأنا أتشبث بطرف بنطاله وهو يسحب قدمه مني ؛ذكرته بابنتي التي يخلب جمالها لب كل من يراها وكيف عادت تنتفض حين تملصت بأعجوبة من المدرس الذئب الذي أغلق عليها الباب ليغتصبها ؛ فقلت لي أنك ستنتقم منه وأنك ستجتث كل الشريرن من فوق الأرض ؛ وكأنه صنم لا يحس وكأنه بلا قلب؛ فقط عيون متحجرة تنظر نحوي ببلاهة .
لم يحتمل الراوي المشهد فندم أسيفا على كل كلمة رواها عن البطل ؛جمع كل ما رواه من أحداث ورحل تاركا أوراق روايتي بيضاء .





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى