أليسار عمران - ذاكرة

أيقنتُ أنّي لن أتعافى من ذاكرتي ماحييتُ
كلّ عبارةٍ ترجّع حقولاً أو تعصفُ بالشّوكِ المتأججِ في أعماقي
ذاكرةُ الأغاني التي تحملُها عينايِ كشراعٍ مسافرِ يرافقُ الطيور في سمفونيةِ الشتّاءِ،أو قارباً يتوقف ليعيرَ البحرَ مظلةً كي لايغرقُ
امرأةٌ صاخبةٌ بكلّ ما تحاولُ أن تنساهُ أو تتجاهلهُ عن عمدِ
فيجيبها موقعٌ في الذاكرةِ حفرناهُ هنا حتى ميعادٍ آخر
_____
البارحة صادفتُ امرأةً ثمانينية في الشّارعِ تبتسمُ للمارة
وتسألُهم واحداً تلو الآخر..هل تعرفني!؟
هل تعرف اسمي!؟
أريدُ العودة إلى منزلي
لكن لا أعرفُ من أي ضيعةٍ أكونُ
ولستُ أدري إن كنتُ سأصادفُ من يعرفني
ويرشدني إلى وجهتي !
كبلادٍ ترتمي على أرصفةٍ العابرين
لتعبرَ ابتسامتها القارّات فاقدة للذاكرةٍ تفتحُ ضحكتها موانىء
ومطارات لنقلِ جسدٍ خاوٍ من الرّوحِ إلى أي مكانٍ يقذفهُ الموجُ
فوق رمالِ الماضي المبعثرة!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى