عمرو صلاح الغندقلي - نصف حياة..

في رحابة هذا الكون أحياناً كثيرة أشعر بضيق ، كلما مر علىّ عبير ذكراه ، أشعر بسياج تحيطني أينما ذهبت تحول بيني وبينها، كانت نوارا قبل أن تتزوج حلم لم يزل حتي الآن لم يتحقق، كلما تذكرت كيف أضعتها من بين يدي، حين سنحت لي فرصة الزواج منها، لكن للأسف لم يحدث، بسبب تلك الظروف التي حالت بيني وبين نصف قلبي، الذي مازلت تحتفظ به، ومازلت أحيا بالنصف الآخر .

أنا الذي لم يعرف طيلة حياته الاكتمال، أعيش نصف حياة في نصف غرفة على نصف سرير وأكل في وجبتي نصف رغيف.

ومازلت قابعا في نصف الطريق، أبحث عن وجودي الذي لن يتحقق إلا من خلال نوارا.

كانت في كل مرة ألقاها تتفتح زهرة ذات لون مختلف وعبير أخاذ، كانت تأتي بالليل حولها لتكون وحدها هي القمر، كنت لا أعرف معنى الدفء إلا إذا مست يداها يداي، حينها يتسرب طعم الدفء إلى قلبي فتشعر به كافة خلاياي.

نوارا ذات العين الحانية التي تحمل كل معاني الأنوثة حين أنظر إليها.

ذهبت ولم تعد لي بعد أن انتظرت سنين، وتحملت قسوة أهلها عندما شعروا بدنوا فوات فرصة زواجها، تزوجت من لا تحب، وأنجبت بنتا أسمتها سما، كما كنا نحلم سويا بأن أول مولود سيكون بنت نسميها سما، لتكون لنا سماء تمطر محبة وحنان.

لو كنت شجاعا بما يكفي لتزوجتها وهربت وعشنا في الإسكندرية، كما كنا نحلم بذلك، لكن، بماذا تفيد كلمة لو؟!.

حين يفوت القطار لا يفيد أي ندم، كانت نوارا نورا يتلألأ في سماء حياتي النحيفة مثلي، كانت بمثابة العيد في كل لقاء، تغزل من الكون ابتسامات تصنع منها رداء ارتديه كلما رأيتها.

لا أعرف من السبب في هذا الفراق، ومن هو المذنب؟ أنا أم تلك الظروف القاسية التي تحطم حلمي تحت عجلاتها، هل حقا كان بيدي شئ ؟

هل حينها بذلت كل ما في وسعي؟

أم تراخيت قليلا، وخشيت ألا أستطيع أن أسعدها بتلك المهية التي لا تكفي لنعيش سوياً نصف حياة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى