محمد عارف مشه - قصتان بالمحكي الفلسطيني

قصتان بالمحكي الفلسطيني



دخل مسعود البغل حوش الدار راكضا لاهثا متقطع الانفاس وصرخ : صفية . ولك يا صفية وين انت ؟

نفضت صفية يدها من لجن العجين وقالت باقتضاب وهي تجلس خلف اللجن : افففففففففف . خير يا طير ؟ هيني هون بالغرفة

اتجه البغل نحو الغرفة وهو يواصل لهائه ثم قال لصفية : باركيلي يا صفية

* ياقبرت اليهود على ايش اباركلك ؟

- لاقيت شغل يا صفية

باستهزاء لللللللللووووولللللللليش وشو الشغل هاظ ؟ لا يكون عينوك حكمدار ؟

- لا يا صفية اكثر

* أكثر ؟ ...... عينوك شرطي بمخفر المخيم وتلبس بدلة عسكرية ؟

- أكثر

* استاذ مدرسة ؟

- لا . اتعينت في الوكالة ؟

* بفرح : اتعينت بالمؤن ولا ّ بمطعم الوكالة ؟

لا اتعينت ( بالسنتيشن )

* زبّال يا بغل ؟ زبّال اتلم زبالة المخيم ؟ طب روح عن وجهي احسن لك

- مالك يا مرى هاظ بدال ما اتباركيلي... ماله الزبّال ؟ احسن من الحراميه بيشتغل بشرف و...

أبارك لك ؟ حاضر . شوف ........ وبدأت صفية الرقص استهزاء بالبغل

ثانيا

ــــ


دخل طبيب عيادة الوكالة لغرفة طينية واطئة ، لها باب خشبي يئز ، وتفوح منه ومن الغرفة رائحة الرطوبة والعفن ،فلم يستطع الطبيب رؤية الأشياء بوضوح داخل الغرفة لشدة ظلمتها ، فتعثر بإبريق ماء بلاستيكي ... سقطت قطرة ماء فوق صلعة الطبيب ، جفل لها بسبب برودتها . نظر إلى الأعلى فوجد أعواد القصيب سوداء مهترئة كاسنان عجوز .

ــ تفضل يا دكتور . ... جاء له صوت صفية غامقا مرتجفا من شدة البرد . نظر الطبيب نحو مصدر الصوت فلم ير صفية . خلع نظارته عن عينيه . مسح زجاج النظارة ببطنه المنتفخ ثم قال شكرا

تعال هان يا دكتور مسعود نايم هان

مشى الطبيب متوجسا ، وصل قاع الغرفة المبتلة ، وصل لمسعود فوجده يهذي بكلمات غير مفهومة . قاس حرارة جبين مسعود بيده ، أخرج صفيرا متعجبا بسبب ارتفاع حرارة مسعود وعلامات الخوف ترتسم على محياه ، صمت الطبيب قليلا . تنهد . وضع ميزان الحرارة بفم مسعود . ثم قال : يجب نقله إلى المستشفى فورا .

مستشفى ؟ زعقت صفية كفأر مذعور . وأضافت : ليش شو ماله المسخم مسعود ؟

ـــ تخّلى عن الخبز المنقوع بالماء ، وتناول رغيفا ساخنا باللحم . قال الطبيب

*رغيف خبز طري وباللحم كمان ؟ يا خيبتك يا صفية ، مين اللي أطعمتك رغيف خبز باللحم ؟ متجوز علي يا مسعود ؟....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى