مرفت يس - عودين قصب وحلة قلقاس...

من أقوال أمي التي أحبها وكان لسان حالها يرددها في الأعياد والمناسبات التي تحرص على أداء طقوسها ” ربنا مايقطعلنا عادة ” ، لذا نرتبط بأشياءنا البسيطة إرتباطا وثيقا، لأن بداخلها تكمن سعادتنا ، فربما أكلة معينة ترتبط بذكرى معينة أو إحتفالية معينة وكعادة المصريين ترتبط كل أعيادنا بالأكل .
عيد الغطاس و يسمى (عيد الظهور الإلهى ) وهو من الأعياد السيدية الكبرى أي المرتبطة بالمسيح في الكنيسة حيث يحتفل المسيحيون بعيد الغطاس وهو ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، والأحتفال بالغطاس يكون دائما في موعد ثابت أي بعد 12 يوما من الإحتفال بعيد الميلاد.
لعيد الغطاس كما لغيره من الأعياد صدى كبير في الموروث الشعبي لدى المصريين وهناك العديد من الأمثلة الشعبية التي ارتبطت بالغطاس منها: ، ” شوية مطر وقداس وعودين قصب وحلة قلقاس ” ، ” اللي ماياكلش قصب يصبح من غير عصب ” ، اللي ماياكلش قلقاس يصبح من غير راس، ” في الغطاس مص القصب وأكل القلقاس، و” يغطس النصراني ويطلع البرد الحقاني” .
وقد اعتاد المسيحيون فيه أكل القصب والقلقاس لأسباب منها :
القصب لكونه مزروع فى توقيت عيد الغطاس المجيد إضافة لما له من معاني روحية وتشابه روحي بالمعمودية فهو : نبات مستقيم وهذا يشير إلى حياة الإستقامة الروحية التى يجب أن يتحلى بها المسيحي خصوصاً المُعمد، و يمتاز بغزارة السوائل الموجوده بداخله وهذا السائل رمز لماء المعمودية، كذلك فعصير القصب حلو المذاق يعد رمزاً لفرحة المعمودية ونوال الخلاص ومغفرة الخطايا عن طريق المعمودية
و نبات القصب ينقسم إلى عقلات وكل عقلة تشبه الفضيلة التي نكتسبها في حياتنا الروحية حتى نصل إلى العلوية
والقصب كذلك ينمو فى الأماكن الحارة ففى مصر مثلاً نجده ينمو فى الوجه القبلي مثل الأقصر وقنا وذلك يذكر بحرارة الروح أي الإنسان المسيحي المعمد يكون حاراً بالروح ، نبات القصب قلبه الداخلي لونه أبيض وهذا يشير إلى نقاء قلب الإنسان المعمد والإنسان الروحي والقلب الأبيض بيكون مملوء حلاوة مثل القصب
و قديماً كانوا يضعون الشمع فوق القصب وهذا يرمز لنور الروح القدس ، ويتكاثر نبات القصب عن طريق العقل الساقية ، حيث يتم غرسها تماماً في التربة.ثم يخرج بعد ذلك نباتاً كاملاً حياً وهذا رمزاً للمعمدية فالمعمودية موت وحياة مع المسيح
أما عن ارتباط القلقاس بيوم الغطاس فهذه عادة مسيحية منتشرة وليس لها أصل فى الكتاب المقدس بل لها معاني روحية
حيث يزرع القلقاس عن طريق دفنه كاملاً في الأرض ثم يصير نباتاً حياً صالحاً للطعام ، والمعمودية هي دفن أو موت وقيامة مع المسيح ويقال أيضا أن في القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة ، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة، مغذية، ومن خلال الماء يتطهر الإنسان من سموم الخطية كما يتطهر “القلقاس” من مادته السامة بواسطة الماء .كذلك القلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية ، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة ، فلابد أولاً من خلع القشرة الصلبة قبل أكله ، وهذا مايحدث في المعمودية يتم خلع ثياب الخطية أو الإنسان العتيق لكي يلبس ثياب الطهارة والقداسة عن طريق المعمودية
كل عام وأنت بخير ياصديقتي وعيد غطاس سعيد على الجميع ” وربنا مايقطع لنا عادة “…




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى