نصوص بقلم نقوس المهدي

أفيضوا على العشب ماءً ودفئا لأن الخرافْْ لها ما يبرّر أحزانها إذ يطول الجفافْ ولي ما يبرّر خوفي على الحقل إذْ يستحيل الربيعْ إلى وردة في سرابٍ ويفنى القطيعْ وقد مرّ سبْعٌ فمزّق أوصال شاةٍ ومرّت من السنوات الثقيلة سبْعٌ فهل صار لي قدَرٌ أن أخافْ على ما سيأتي لأحرسَ حاءَ الحياةِ بما قد تكوّر في...
عبدالحسن بن عودة الشذر البصري. ولد في مدينة البصرة (جنوبي العراق)، وتوفي فيها ولما يبارح الشباب. قضى حياته في العراق. أكمل المرحلة الابتدائية بمدرسة البصرة عام 1963، ثم حصل على الشهادة الثانوية عام 1971، ثم استكمل ثقافته بالاطلاع على الآداب الغربية، وتأثر بالموجة التي كانت سائدة في السبعينيات...
يجيئون، أبوابُنا البحرُ، فاجأنا مطرٌ. لا إله سوى الله. فاجأنا مطرٌ و رصاصٌ. هنا الأرضُ سُجّادةٌ، و الحقائب غربهْ! يجيئون، فلتترجّلْ كواكبُ تأتي بلا موعد. و الظهورُ التي استندتْ للخناجر مضطرة للسقوط و ماذا حدث ؟ أنت لا تعرف اليوم. لا لون. لا صوت. لا طعم لا شكل.. يُولد سرحان، يكبر سرحان، يشرب...
أوقف جزازة العشب في وسط ساحة الدار لأنه شعر أن الشمس في تلك اللحظة بدأت في المغيب والنجوم بدأت تظهر في قبة السماء . وبدأ العشب المقطوع حديثا والذي غطى وجهه بالذبول بهدوء . نعم كانت النجوم هناك ، خافتة في البداية ، ثم تشع ببريق أخاذ في السماء الصحراوية الصافية . سمع باب الشرفة يغلق وشعر أن...
بطيءٌ بريدكَ يا وطني، والرسائلُ لا تصلُ العاشقينْ فَجهِّز جوادكَ للرعيِ في مرْجِ ذاكرةِ الغيمِ قبلَ الحنينْ – أحاولُ أن أمسكَ البحرَ من خصرهِ القرمزيِّ، أراهُ كذلكَ، لكنَّه يشتهي أن يكونَ ربيعاً، لكي يُعجبَ الآخرينْ. بطيءٌ بريدكَ يا وطني، والرسائلُ لا تصلُ العاشقينْ. وكانت تحومُ النوارسُ،...
بين أضلعه يرفرف قلب استبدّ به شوق إليها بعد طول غياب.. لسانه الأخرص يدخر حكايات صغيرة لبث يراكمها سنة كاملة..ثملةً بفرح اللقاء؛ تطالع وجهه بمقلتيها الباسمتين الناعستين؛ تطوف بكل ثنايا؛ وجهه تحصي أفراحه الموسمية الصغيرة؛ وكأنها لعبة شائقة تزدان بها أنامل صبي يتيم ذاق صنوف حرمان . لا عليك! تسر...
أولاً - قصيدة بشامة بن حزن النهشلي كما وردت في شرحي التبريزي والمرزوقي لديوان (الحماسة) الذي جمعه أبو تمام لشعر شعراء عرب قدماء ، وفي ( خزانة الأدب ...) لعبد القادر البغدادي ، وأضفت البيتين الأخيرين اللذين وردا في رواية أبي العباس المبرد في ( الكامل في اللغة والأدب ) ، وحرّكت بعض مفرادت الأبيات...
( إلى حسن بحراوي ) الآنَ ، وبعدَ أنْ حلّ الأسوأُ الذي لم يكنْ في الحسبان . ?عتقدُ جازماً أنّ الشرارةَ الأولى لكلّ ما وقعَ لاحقاً ، انقدحتْ حينما خرجتُ إلى شرفة شقتي ببيجامة النوم ، لأدخنَ سيجارة . صدقُوني ، كلّ المصائب التي سوفَ أُخبركمْ بتفاصيلها الغريبة ، سقطتْ على ر?سي دفعةً واحدةً بسبب...
وهو في غياهب السجن اتفق مع رفاقه على موعد غريب..أن يلتقوا كيف ما كانت الأحوال بعد عشرين عاما ليلة رأس السنة في مقهى باليما وسط المدينة.. مرت فصول عديدة وعبرت مياه كثيرة تحت الجسور وغادر الجميع الأسوار وانتشروا في مناكب الأرض منهم من صادف حظا وافرا وترقى في السلالم حتى لم يعد يتعرف عليهم...
أفرغ ما في رأسه على الورق الرابض على مكتبه, يخط أحداثا متصاعدة, لملمها لاهثا, انتقى لها عدة أسماء.. لم يستقر على واحد نها, كان يعلن العصيان على النوم, رغم جفونه المثقلة, احمرارها التي زادها توهجا, مشجعة إياه على رفض إغرائه, وخيوط الشمس تتسلل من بين فراغات الشيش طالة عليه متغلبة على ضوء المصباح...
كم من الأحجار رُمِيَتْ عليَّ! كثيرة حتى إنِّي ما عدتُ أخافها، كثيرة حتى إنَّ حفرتي أصبحت برجًا متينًا، شاهقًا بين أبراج شاهقة. أشكر الرماة البنَّائين – عساهم يُجنَّبون الهمومَ والأحزان – فمن هنا سوف أرى شروق الشمس قبل سواي، ومن هنا سوف يزداد شعاع الشمس الأخير ألقًا. ومن نوافذ غرفتي كثيرًا ما سوف...
لا أدري لماذا تذكَّرتُه ليلة البارحة. كنت مارًّا في الطريق ذاته إلى المقهى. وبعد سهرة طويلة، مفعمة بالارتياح، عدت والظلمة والسكون يستجيبان لوقع خطواتي ولذاك الصدى المنعكس هنا وهناك. ابتسمتُ وأنا أجتاز حاجز الأشجار الكثيفة. همستُ للذاكرة. لا بدَّ للسخرية أن تكون! كنت هنا... توقفت. استدرت نحو...
الفتاة هادئة، وجذابة. من دون شك هي كذلك. ثمة شبان كثر يتوددون إليها. أحد أصدقائي ينظر إليها الآن، يعترف لي، على رغم أنه تأخر في ذلك، بأنه يوماً ما سيضمّها إلى صدره مهما كلفه ذلك من تعب ونقود وصبر وأكاذيب. يا للعري المهذَّب المباح! يا للمقايضات العينية الرائجة! اسمها لوسي، وهو اسم أقرب إلى رمز...
غير بعيد حائط طيني أجلس، ربما لأنقذ كلامي الذي يدور داخل فمي لا غير، لكن البلادة سيّدة نهاري الجديد. بردٌ يموج حول جذع الرمّانة النحيلة. تربتها جافة. يضرب الضوء نصف جذعها العلوي، حائلاً، يسيل بحمرة خفيفة. ألمس وجهي. وجه بلا عمر ليس دليل براءة. أحقاً أنا دمية مدفونة! حسناً، ما السيئ في عالم الدمى...
لم يُقبَل بي مهاجماً، ولا مدافعاً. أنا المفتون بميشال بلاتيني ومحمد التيموري، لم تُعرَض عليَّ حتى حراسة المرمى.خضعتُ لقلة حيلتي ورضيتُ بي متفرجاً منفعلاً شديد الحماسة. في مونديال المكسيك 1986 أوصلنا الليل بالنهار حتى لا نضيّع متابعة مارادونا. خالفني أبي حينها، إذ بقي مخلصاً للبرازيل، ونفّره من...
أعلى