ادعى رجل النبوة في البصرة، في زمن المهدي. فلما أدخل عليه، قال: “أنت نبي؟”. قال: “نعم!” قال: “إلى من بعثت؟”. قال: “أو تركتموني أُبعث إلى أحد؟! بُعثتُ بالغداة، وحُبستُ بالعَشيِّ!”.
النويري، “نهاية الأرب في فنون الأدب”
أما أني كذاب فذاك حق، وأما أني سرّاق فو الله أني كذلك، وأما أني قد ادعيت النبوة...
رغم كل ما قرأته عن المدارس والاتجاهات النقدية من حيث تقنياتها البنيوية والجمالية ، فأنا لا زلت أميل
إلى النقد الانطباعي القائم على التحليل الموضوعي
ربما بحكم علاقتي بالإبداع الأدبي الذي لم تسمح لي الظروف إلا بنشر القليل منه ، ولذلك فأتصور أن رأيي ينبع
من الداخل ولا يأتي من الخارج ، ورؤيتي تمتح...
يبحث الناس، في بداية رحلة في القطار، عن مقعد جيد، والبعض منهم يلقون نظرة متفحِّصة على من يجاورونهم ممن اختاروا مقاعدهم، ليروا إذا ما سيكونون جيراناً جيِّدين.
ربما يكون مساعداً أن يحمل كل منا لافتة صغيرة عن العادات التي ستجعل منا مزعجين محتملين، أو غير مزعجين للمسافرين الآخرين من مثل: لن أتكلَّم...
طلبتْ مني أن أشتري لها أولويز ذات الأجنحة. العلبة الخضراء شددتْ. خرجتُ الى العالم البارد وبدأت أمشي نحو الصيدلية. في طريقي الى هناك حاولت أن أتخيل كيف تكون تلك الأجنحة. ومع أننا مارسنا الجنس هنا وهناك وهي مُحاضة، إلا أنني لم أرَ الفُوَط الكبيرة ذات الأجنحة التي تُستعمل في الأيام الأولى. وهكذا...
... ومات أبو فيروز، ذلك الرجل الذي جاء جريحًا وحيدًا إلى قريتنا، عشيّة النكبة، فقد وقعت قنبلةٌ على اللاجئين الذين خرجوا من يافا هربًا من المذابح، فَفقد أبو فيروز سَمعَه، إذ فجّر قيزان القنبلة طبلتيْه، مثلما مزّقت عائلته برمّتها.
كان لأبي فيروز بدلة سوداء، تبذّ أيّ طقم رسمي أو "تاكسيدو" يتزيّن...
أفيضوا على العشب ماءً ودفئا
لأن الخرافْْ
لها ما يبرّر أحزانها إذ يطول الجفافْ
ولي ما يبرّر خوفي على الحقل إذْ يستحيل الربيعْ
إلى وردة في سرابٍ
ويفنى القطيعْ
وقد مرّ سبْعٌ
فمزّق أوصال شاةٍ
ومرّت من السنوات الثقيلة سبْعٌ
فهل صار لي قدَرٌ أن أخافْ
على ما سيأتي
لأحرسَ حاءَ الحياةِ
بما قد تكوّر في...
عبدالحسن بن عودة الشذر البصري.
ولد في مدينة البصرة (جنوبي العراق)، وتوفي فيها ولما يبارح الشباب.
قضى حياته في العراق.
أكمل المرحلة الابتدائية بمدرسة البصرة عام 1963، ثم حصل على الشهادة الثانوية عام 1971، ثم استكمل ثقافته بالاطلاع على الآداب الغربية، وتأثر بالموجة التي كانت سائدة في السبعينيات...
يجيئون،
أبوابُنا البحرُ، فاجأنا مطرٌ. لا إله سوى الله. فاجأنا
مطرٌ و رصاصٌ. هنا الأرضُ سُجّادةٌ، و الحقائب
غربهْ!
يجيئون،
فلتترجّلْ كواكبُ تأتي بلا موعد. و الظهورُ التي
استندتْ للخناجر مضطرة للسقوط
و ماذا حدث ؟
أنت لا تعرف اليوم. لا لون. لا صوت. لا طعم
لا شكل.. يُولد سرحان، يكبر سرحان،
يشرب...
أوقف جزازة العشب في وسط ساحة الدار لأنه شعر أن الشمس في تلك اللحظة بدأت في المغيب والنجوم بدأت تظهر في قبة السماء . وبدأ العشب المقطوع حديثا والذي غطى وجهه بالذبول بهدوء . نعم كانت النجوم هناك ، خافتة في البداية ، ثم تشع ببريق أخاذ في السماء الصحراوية الصافية . سمع باب الشرفة يغلق وشعر أن...
بطيءٌ بريدكَ يا وطني، والرسائلُ لا تصلُ العاشقينْ
فَجهِّز جوادكَ للرعيِ في مرْجِ ذاكرةِ الغيمِ قبلَ الحنينْ
– أحاولُ أن أمسكَ البحرَ من خصرهِ القرمزيِّ،
أراهُ كذلكَ،
لكنَّه يشتهي أن يكونَ ربيعاً،
لكي يُعجبَ الآخرينْ.
بطيءٌ بريدكَ يا وطني، والرسائلُ لا تصلُ العاشقينْ.
وكانت تحومُ النوارسُ،...
بين أضلعه يرفرف قلب استبدّ به شوق إليها بعد طول غياب.. لسانه الأخرص يدخر حكايات صغيرة لبث يراكمها سنة كاملة..ثملةً بفرح اللقاء؛ تطالع وجهه بمقلتيها الباسمتين الناعستين؛ تطوف بكل ثنايا؛ وجهه تحصي أفراحه الموسمية الصغيرة؛ وكأنها لعبة شائقة تزدان بها أنامل صبي يتيم ذاق صنوف حرمان . لا عليك! تسر...
أولاً - قصيدة بشامة بن حزن النهشلي كما وردت في شرحي التبريزي والمرزوقي لديوان (الحماسة) الذي جمعه أبو تمام لشعر شعراء عرب قدماء ، وفي ( خزانة الأدب ...) لعبد القادر البغدادي ، وأضفت البيتين الأخيرين اللذين وردا في رواية أبي العباس المبرد في ( الكامل في اللغة والأدب ) ، وحرّكت بعض مفرادت الأبيات...
( إلى حسن بحراوي )
الآنَ ، وبعدَ أنْ حلّ الأسوأُ الذي لم يكنْ في الحسبان . ?عتقدُ جازماً أنّ الشرارةَ الأولى لكلّ ما وقعَ لاحقاً ، انقدحتْ حينما خرجتُ إلى شرفة شقتي ببيجامة النوم ، لأدخنَ سيجارة .
صدقُوني ، كلّ المصائب التي سوفَ أُخبركمْ بتفاصيلها الغريبة ، سقطتْ على ر?سي دفعةً واحدةً بسبب...
وهو في غياهب السجن اتفق مع رفاقه على موعد غريب..أن يلتقوا كيف ما كانت الأحوال بعد عشرين عاما ليلة رأس السنة في مقهى باليما وسط المدينة..
مرت فصول عديدة وعبرت مياه كثيرة تحت الجسور وغادر الجميع الأسوار وانتشروا في مناكب الأرض منهم من صادف حظا وافرا وترقى في السلالم حتى لم يعد يتعرف عليهم...
أفرغ ما في رأسه على الورق الرابض على مكتبه, يخط أحداثا متصاعدة, لملمها لاهثا, انتقى لها عدة أسماء.. لم يستقر على واحد نها, كان يعلن العصيان على النوم, رغم جفونه المثقلة, احمرارها التي زادها توهجا, مشجعة إياه على رفض إغرائه, وخيوط الشمس تتسلل من بين فراغات الشيش طالة عليه متغلبة على ضوء المصباح...