نصوص بقلم نقوس المهدي

صاح كافور الإخشيدي بأعوانه: (قبل ثلاثة أيام دخل البلاد رجل غريب اسمه المتنبي، وآمركم بإحضاره إلي فورًا حيا أو ميتًا). وكان المتنبي آنئذٍ يمشي في شوارع القاهرة، وئيد الخطى، متنقلاً من شارعٍ إلى شارع، وكل شارع يبدو لعينيه عالمًا جديدًا سحريا قادرًا على أن يهب بهجة تحول الرمل عشبًا أخضر. وبلغت...
ملأ فنجانه بالقهوة الساخنة.. تركه حتى برد.. قبل أن يرفعه من مكانه ويهم بارتشافه.. طُرق الباب.. صَاحبَ الطرق صوت يعرفه كاد أن ينساه.. فتح الباب.. احتضن القادم، أمطره قبلات الوجد، ثم أدخله الدار، ونزل سريعاً سلم العمارة.. كان يفكر هل أقفل الباب خلفه.. في الشارع توقف عند حديقة عامة.. تمدد على الدكة...
سمع لمويل أمه تنادي. انها كثيرا ما تطلب منه الذهاب الي المتجر. رجع الي الخلف واتجه نحو زاوية في بيت الدجاج.. لم يعد يري من الباحة.. شعر بانقباض لأنه جلس علي ذرق دجاجة طازج. من خلال الفتحة التي في الجدار شاهد امه تخرج من المنزل وتضع يدها علي وجهها لتتفادي أشعة الشمس. كانت تبحث عنه. دعها تجد اخته...
نشأ في أسرة تنتمي إلى طبقة متوسطة ؛ قبل أن يتدحرج مكيال وزن اعتبارها إلى الطبقة الدنيا التي تشرف على حافة الفقر؛ والتي تتحصل على قوت يومها بالكاد؛ نتيجة تورطها في امتلاك قبر حياة؛ عن طريق قرض ؛ قضم دعامات بناء الأسرة الصغيرة بكل تؤدة؛ مخلفا أعطابا ؛ تتمنى الأسرة في وحيدها؛ الذي تسعى جادة في...
تلبس جلبابها البني على عجل واضعة طرحتها ذات اللون الغامق على رأسها كما اتفق، تريد إخفاء شعرها الكثيف والفاحم عن الأعين الجاحظة، تمسك بيدي، تجرني خلفها كما خروف العيد الأرعن، تسير بي إلى محل النجارة بحينا، تودعني لدى "لمعلم" المشهور ببراعته في مجال النجارة وصنع التحف؛ محله شبيه بمحرار، وكانه شكل...
جاءتنا الفرصة للهجرة لأمريكا بعد سنوات من المعاناة وشظف العيش. بعنا كل ما نملك فى بلدنا العربى واشترينا منزلا صغيرا جميلا فى حى هادئ بإحدى الولايات. كنا أنا وزوجتى وطفلتاى نشعر أننا نعيش حلما ورديا. لكن فى اليوم الخامس دق الجرس. ظننتهم جيراننا قد جاءوا للتعارف. فتحت الباب. سبعة أشخاص بين رجال...
أول ليلة باردة في خريف عام من أعوام الألفية الثالثة.. اليوم السبت.. شعوري نحوه محايد فأنا من الجيل الذي أمضى نصف عمره يعتبره كباقي الأيام ومؤخرا أصبح رفيقا للجمعة في أجازته.. فاجأني أحد أصدقائي صباح اليوم أنه قد حصل على أجازة مفاجئة من عمله الذي تسلمه منذ فترة قصيرة وأبلغني أنه يريد أن نخرج...
(1) ومازلت.. كلما ذهبت.. إلي شاطيء المدينة أراه، كأنما لا يبرح مكانه، بقايا إنسان، يستر جسده وزاره الأصفر، و فانلته البالية، وينهم بموال يكاد لا يتوقف، يصلني رخيما نحاسيا شجيا يغريك سماعه، ويزعجك إن طغت عليه الآلات الرافعة، التي جيء بها من خارج المدينة،ترفع حجارة نصف طن من علي الشاحنات، تضعها...
نهباً للفرح الغامض، أو الآلام القاصمة وقف َ مستهتراً باليقين الذي تلبسه .يستمع إلي أصوات بطنه خائرا من الجوع مرتعشا حدَّ الفزع. أمام باب الدار .، الذي قرعه وانتظر. ثمة خطو متثاقل وبعيد بدا وكأنه يقترب، أعاد الحجج التي فصلها لتبرير التأخر المستمر، رتبها من جديد ، وردَّدها مسموعة ً بينه وبين نفسه...
الأوركسترا منشغلة منذ أسبوع في مسرح راندليت في برودوي شارع 42. كان اسمه يتلألأ في الأضواء التي غمرت مدخل المسرح الذي علقت فيه يافطة حملت اسم الأوركسترا، وفي الاسفل وضع اسمه لوحده. كان هنالك متسع من الوقت من قبل حينما يثير هذا المشهد الدهشة فيه، حيث كان يتوقف ليدع عقله وعينيه يتريثان عنده وقتا...
ارتعب لمجرد احساسه ان شيئا ما من الروعة او العظمة ربما يعيد له شوقه القديم لانه يعيش التميز والتفرد الذي اعتاده قبل سنوات.. وكل ما يرافق ذلك من قلق.. وعدم اقتناع بكل هذا الذي يحيط به.. ورفض لكل ما هو عادي او متشابه. ذلك القلب الذي تمكنت بشق الانفس ان اجعله يقبل ان يطبع علي جداره من الخارج شارة...
كل يوم تقف اسفل شجرة الكافور العالية تستظل من قيظ يوليو وتتواري خلف جذعها من عيون الرقباء وتسرح الطرف يمنة ويسرة في الرائح والغادي تتحين اللحظة التي يخرج فيها بعد ان تكون عماته قد ذهبن للحقل او السوق. تحت هذه الكافورة ياكم هدهدته وعلمته المشي وكم طلب منها ان ترضعه في هذا المكان الظليل. لو كان...
الوقت خريف. الأوراق خارج الكنيسة تناثرت علي الأرض ميتة ويابسة وبنية اللون. دخان يتصاعد من الموقد. شخص لم يعرفه ديفيد الصغير ينشد »الهي هو الاقرب اليك كان الجو برمته غريبا علي ديفيد: سيبل تجلس الي إحدي جانبيه وأبوه من الجانب الآخر. كانت أفواههم كما لو أنها خيطت تماما في حين انه يفتح فاه بفضول...
أسمر. زادته السنون سمرة، بفعل حرارة الشمس، وماء البحر، تكسو وجهه بثور، وعناقيد جلدية، جلس أمام مطعم افتُتح حديثاً للوجبات السريعة، افترش قطعة قماش، وضع فوقها كومة من الجلود، وصندوقاً من خشب الصندل، تزيّنه مسامير نحاسية خاصة، ورثه من جده، الذي ورثه من أجداده. ظل يراقب المارة بعين نهمة، وكلما مضت...
في سماء فينيسيا.. الحالمة.. حيث الليل والموج وبقايا صراخ امرأة نشوى ترصدت وجهك المكتحل بلون الرمل القائظ في بلادي حيث يستحيل التراب قمحي اللون سنابك تنبئ بقدوم مواسم الحصاد.. وودت الموت مرتين.. كانت موسيقي المقاهي المجاورة لرصيف الميناء في ساحة "سان ماركو" لم تزل بعد تعزف أنغاماً متبادلة فبينما...
أعلى