13 - رسالتان بين حسن مطلك وعبد الهادي السعدون
1/ رسالة عبدالهادي سعدون
الأخ المحترم حسن مطلك.
إنه لمن دواعي سروري وفرحي أن أجد كاتباً عظيماً بأسلوبه وصنعته الأدبية يهديني روايته القيمة ألا وهي دابادا..
كما أكن لك كل التقدير لأنك سبقتنا واقتحمت بجرأة سياج الرواية الواقعية التقليدية، وصرنا...
14 - رسالة من حسن مطلك إلى فارس السردار
فارس الصديق جداً.
لقد ولدتني كلمة، ومضيت حياتي أعجن الفكرة لأحولها إلى شكل فأنفخ فيها فتصير كلمة، أنا أيضاً أحب الباذنجان كالقطيع، إنما لا يميتني شيء كالكلمة، الكلمة.
كل شيء، كل عبث أحببته، كل تخريب ضد الضمير ـ الحصاة، الذي وهبني إياه الآخرون، كل الميتات...
“عزيزي شكري”
بصراحة، لقد افتقدتك هذه الأيام. أعتقد أنني أنا الوحيد الذي يفهمك. ليس لأن لدي القدرة على فهم بعض الأشخاص فحسب، بل لأني مسخوط مثلك، أو لأني ملعون. نحن الملعونين نفهم بعضنا من غير مشكلة. لقد قرأت رسالتك بلهفة. اصمُد في وجه أبيك. أعني يجب ألا تنهار أمام حوادث من هذا النوع. أنا شخصياً...
* من محمد شكري...
العزيز محمد...
أكتب لك من فراشي. دخلت الي شقتي في الخامسة مساء، الساعة الآن التاسعة. تعشيت جزراً وبصلاً وخرشوفاً وزيتوناً وجبناً عربياً. أشرب ما تيسر، أستمع الي برامز.
انتهيت منذ لحظة من مراجعة قصتي المستحيل . كتبتها عام 67 وأعدت كتابتها عام 70.
أستمع الآن الي ليو فرّي. الفأر...
1
بسكنتا لبنان 28 ت 1958
عزيزي السيد عبد الكريم
عليك مني أطيب السلام. وبعد فقد تلقيت رسالتك اللطيفة، وأسفت كثيرًا للأحداث في لبنان تحول دون تلاقينا في الصيف. ومما يزيد في الطين بلة أن حادثًا وقع لي في أواخر آب أقعدني عن العمل نحو ثلاثة شهور. وتراني، بسبب ذلك الحادث، قد هربت مؤخرًا من برد بسكنتا...
17 نوار 1953
سلام عليك
وبعد فقد تصفحت النسخة التي تلطفت باهدائها الي من كتاب " العبير الملتهب " فسرني ان اطالع فيها بوادر النهضة الادبية في المغرب الاقصى ، فكانها ترجيع بعيد لانتفاضة " الرابطة القلمنية " ضد كل ما رث وبلي من تقاليدنا الادبية وموازيننا الروحية. ومن الجلي انك من الذين انشغفوا...
سان باولو 9 تشرين الثاني 1950
اخي الاديب اللامع الاستاذ محمد الصباغ حفظه الله
تسلمت كتابك ومقالك القيمين . فحمدت الله على ان " عبقر " نالت رضا الادباء النوابغ امثالك ، واغتبطت لاخاء شدتنا به اواصر روحية لا تنفصم ، وشكرت لك عاطفتك المنبعثة من قلب كبير وخلق نبيل ، وفضلك الصادر عن ثقافة رحيبة...
من سميح القاسم في حيفا الي محمود درويش بباريس
الان وقد هطلت الحجارة على هذه الصحراء فأصتصلحتها فاثمرت تينا وزيتونا ارى الى هذه الرسائل انها لم تكن مجرد قطرات دمع من عيون بخيلة بالدمع بل مشى حجلان كبيرة تسير بأمان عرض شارع معبدا بالزفت والقطران اراها ضجة العصافير شعرا فى سيمفونية فجائية تبشر...
- رسالة غير منشورة من نزار قباني إلى سميح القاسم
الحبيب الغالي سميح،
هزتني رسالتُك الرائعة.. القادمة من هناك، حيث تُعلمُنا الأيدي الصغيرة مبادئ القراءة والكتابة بعدما تحوّلنا جميعاً إلى أمّيين..
واخجلة الشعر يا سميح، من هؤلاء الأنبياء الذين كسروا بحجارتهم زُجاج أبجدياتنا.. واغتصبونا حرفاً...
صديقي الشاعر الكبير سميح القاسم
بين المسافة والمسافة تتوهج وردة القصيدة .. تذكرتك وأنا أطالع اليوم آخر كتاب أهديته لي .. كنت أتتساءل بيني وبين نفسي كم من الوقت مضى على اللقاء الخير بيننا .. تصور يا صديقي كم هي مسرعة عجلة الأيام في دورانها .. كان هناك حديث طويل ، أذكر أن الدكتور عزمي بشارة قد...
عزيزي أحمد
لا أدري اذا كان أحد يعرف أني مسجون في سجن "معسياهو" منذ يوم الخميس، فالاتصال مقطوع بالطبع، بيني وبين العالم خارج الأسلاك والجدران، ومنذ خمسة أيام لم أسمع أخبارا ولم أقرأ صحفا، ولا يصلني شيء من أخبار العالم، نمت ليلة واحدة في سجن عكا لعلها من أسوأ ليالي عمري، وقد منعني منظر الطعام...
تقديم
"ليست الرسائل سوى قطع من الورق ،أحرقيها وسيبقى مافي القلب في القلب.."
هاروكي موراكامي
سوف نحاول التعرف في هذه الواحة الفكرية على ادب المراسلات، وادب الرسائل كما لايخفى على أحد هو جنس ادبي قائم بذاته ومتميز بصياغته الخالصة والخاصة مثله مثل ضروب الآداب الاخرى التي تنبش في سحيق الذات...
من أين جاءت
هذه السيدة؟
فحركت
غدراننا الراكدة؟
الم يصح
في وجهها عاذل
الم تخف من ريحنا الباردة؟
نشهد أنٌا ما رأينا هوى
مثل هواها
قيل ألقت بها
قبيلة، ألقى بها مركب
مطارد
بل قيل ألقت بها
سحابة
خفيفة
صاعدة
يقال
أو قيل
ولكنها
أشاعت الفوضى
كما تشتهي
وأجرت الريح
كما تشتهي
وأيقظت
قطعاننا كلها
وأشغلتنا...
يا أمي: كأن الرحيل كان البارحة
يا عكّازَ وقتي الكفيفِ
ويا مقاعدي على أرصفةِ التّعب الطويل
هـــــــــــا أنـــــــــــــا
الشاغرُ إلاّ مــنكِ
أبحثُ عن صُرّةٍ لمْلَمْتِ فيها أوجهي التي أنسربت
لمْلَمْتِ فيها براءتي . .
خسائري . . أنا الذي قايض َ الطمأنينة .. بالهزائم ِ
ويا وجعي الفسيح ِ ...
ثلاثة أسابيع، وأحمد ناجي غائباً عن أخبار الأدب. ثلاثة أسابيع، وأنا تشغلني قضية آخري؛ لماذا لا يجب أن تقرأ المرأة الألفاظ الخادشة للحياء؟ لماذا يُشيّد المجتمع بيننا وبين الرجال جسوراً في الوقت الذي نعيش فيه انفتاحاً لا حدود له؟
لا أعرف إن كان مناسباً أن أطرح هذا السؤال وواحد...