فوزية العلوي

ستاتيني ملتحفا خطاياك حافي القلب لتقول لي : هيّا ارتقيني.... لا خيط عندي كما ترى وانا مثقوبة الكفين لأخيط جلباب البلاد هم سافروا شرقا وانا رايت ثيابهم مزقا ورأيت نعالهم لا تقود إلى فلاة اجلس اقاسمك الفراغ او فلنغنّ كي يعود لنا الصدى لا لحن لي إلا الذي خبأته من خيبتين أيام كانت الاوتار انهارا...
ليس لي ما أريد غير هذا النشيد ليس لي عنب في الكروم كي أطال الغيوم أو أحط النجوم في المدار البعيد ليس لي بلح في نخيل الزمان كي أميل المكان او أنادي الجبال أو أدق الحديد ليس لي غير هذي الحروف كي أنال الشذي أو أمس القطوف ليس لي غير قلبي النقي واخضرار القصيد فوزية العلوي
لست لي كما الليل والبحر وبنات آوي والنباتات الوحشية المنتثرة بين الصخور لست لي كما الرمل والنجمة القطبية وقوس قزح وقوافل البط التي تمخر البحيرات البعيدة لست لي كالريح والاهرامات ودجلة وصياد في بحيرة فيكتوريا وتمثال خوفو ولست لست لي كمزاهر قرطبة وأغاني الأعراس في التيبت وفصول فيفالدي الاربعة...
لا ذنب لي الذنب ذنب الشعر هو مدّ لي جسر المجرة في المتاه وهو الذي نثر القلوب على الثرى ورمى لهيب الشوق ما بين المياه وهو الذي ترك الزهور مريضة وهو الذي خط الحروف مهيضة وسرى كهمّ الليل في ملح الشفاه فوزية العلوي تونس
يشتاقك المرمر المخضرّ في العتبات سحّ المزاريب البيض أسطح الجارات عنب الليالي إذ تأتي بلا قمر توت الحقيقة سكّر الساحات تشتاقك امرأة نامت بلا شغف حنين الورد إذ تحمرّ من آهاتها البتلات تشتاقك سفن ضلّت مرافئها نوتيّها امسى بلاوطن فادار دفته كي يستعيد المدّ صولته وتنادي قلبه جنيّة...
في العصور الأولى عندما كان القمر رجلا والشجرات أمهات كنت امرأة بعينين دافئتين وعنق كالجمار وقلب كرغوة النهر كنت عاشقة للنهر وكان يهفو لي إذ أضع قدمي على الحصى فيلثم جسدي بشفاه الأسماك الصغيرة كنت امرأة أسري مع الفجر أجمع القش والأعواد واوقدها حتى إذا تنفس الفجر وجد البن في فناجين الخزف الأحمر...
نحتاج عذابا عاطفيا لكي نشعر باتساع المدينة وبحيرة الخطاطيف عند المساء وهي تعود إلى شجرة التوت و برقص النادل وهو يعد الفنانجين الحالمة على منصات الخيزران وبرعشة الجسر وهو يستقبل عاشقين متمردين على سلطة الاتيقا . نحتاج عذابا عاطفيا لكي نعود شغوفين إلى المعلقات باحثين عن البيت الذي أبكى امرى...
ماكان لي أن أكشف عن قلبي يا جلجامش هل كان لا بدّ من هدهد كي أتيه عن أصل النبع ومن سحب كيما يمور الماء في خلد السنابل ومن بيد كي يعود الصّوت الى حاديه ومن ريح مؤجّلة كي يثور هذا الاعصار ليزوبعني ومنك كيما ينكّر قلبي لي في طرفة عين وتتبارى دموعي في إخضاعي؟ ليس قلبي هذا الذي نبتت على حواشيه...
ألم تكٌ روضي التي قد وعدتْ وكنت كتابي وكنت بهاء الحروف إذا مَ رماني عذابي وكنت شفيف الورقْ وكنت مهادي اذام َابتلاني سهادي وكنت المدى والأفقْ وكنتَ انبثاقَ اليقينْ إذا أربكتني الظنونْ وكنت انبلاجَ الفلقْ وكنت الذي حين وٌزّعتِ النّغمات على عندليب اللغاتْ حروف الصّفير ورفّ الحرير وقبّرة في نخيل...
النساء اللائي تعبن من نشر الغسيل ومن تقشير الثوم في المطابخ المظلمة ومن رتق جوارب العصافير والنسور المتغطرسة ومن تذوق وجبات الملح الشاكيات من الدوالي ومن عرق الأسى ومن فراغ قاموس الحب الزراعات العطرشاء في أصص لا تخضر والغارسات شجرا من الزيتون في حقول الاحلام المسجلات في دفاتر اليأس لأنهن بتن...
نساء كورد الصباح ضياء وورد كمثل نساء يبسن من الانتظار نساء بعطر الخزامى يمسن وبعض النساء مهيضات قلب على قاب قرطين من وجع الأنثى اااه واااه علينا من الوعد والفكرة الزائفة واااه عليك تعيدين تفصيل ثوب براه الزمان وتمسين في نقطة الصفر حيرى مبلبلة واجفة نساء كملح السؤال ويا ويح بال...
ارتب خوابي الماء حتى اذا فاح عطر الطين دعوت القمر انزل ايها الابدي ياصاحب عمامة الضوء واتكئ ها هنا عند جدار الكلس وتبسّط تبسط كما يحلو للغرباء ان يناموا في حضرة جدار بلا اهل اجلس معافى من سلطتهم بعيدا عن عيون الزئبق عنب كفي لقاء مازلنا لم نشرب حلاوته وغناء قلبي تعتعه الشغف اه على زليخا كيف...
لذلك كان التوغّل في اسمك سفرا مستطابا وكان ضياء الحروف يخاتلني سحرة لكي لا أعيدَ إلى شمعتي تاجها وكي ْلا أكون ضِرام الليالي وكي ْلا يصير دمي قبسا أوشهابا٠٠٠ لذلك كنتٌ أسير الهوينا وأخشى اتّقاد خطايْ وكنتٌ إذا برقت وردة في سماكَ أزحت سمايْ وكنتٌ إذا هطلتْ في يديك اللغاتْ ركبتٌ دمي وكنت إذا شخصت...
لو أن لي فقط شجرة كنت منعت ذاك الحسّون من الرحيل لو فقط على مرمى ضوء من يدي ملكت قنديلا كنت دعوت حباحب الليل للسهر انا اذرذر الحكايا وهي تستقطر ما بقي من نور المصباح لو كان لي مزراب كنت دعوت اطفال الحروب ليغسلوا اكفهم من بقايا الدم ويرقبوا ما إذا نزلت من السطح طابة مثقوبة او كجة زجاج حمراء...
إلى ارواح شهداء ساحة الطيران ببغداد احترقت عيني وانا اتصورك تعبر ساحة الطيران... رأيت يماما محلقا ونوارس وأمنيات كنت احدّق في قدميك المسرعتين ويديك اللتين تصور مراويح في الهواء المسافة كانت تختزلك وانا لا ينصفني المكان المقهى الذي تنتظرنا كراسيه يتردد فيه صوت أجش مغمس برذاذ دجلة مالي شغل...

هذا الملف

نصوص
328
آخر تحديث
أعلى