كنت أسير إلى النخلة
ألبس ظل نبيٍّ
داهمْتُ أقاليم الحسرات
وأغرقْث الطير بريح الحمإ المسنون
إذاً
في هذا الموقفِ عرّيْتُ يدي
فانكسر الوقت عليها
أعلن عن خيبته الصغرى
ومضى يزعم أن الحبر
له شغف بمواعيد الرقص
على الماء
يعلّق سيرته بين مساءين صديقين
أنا إن خيْلي في الوادي ضبحتْ
أنشأْتُ لها أغفر ما...
لكمُ الأرض
لي بيعة الماء
و الفيضان إذا كان متسقا
مع أسمائه...
حبقٌ واحدٌ
وثمان من الشرفات
ونصف الأسِرّة
قد عقدوا العزم أن يحرسوا
منزل امرأة تحتفي بالغيوم
وتجلس في مقعدٍ نازلٍ من
سماء بديلةْ...
أنا إن أرتِّبْ شطوط البحار بقوقعةٍ
فلأني أخط أساطيرها بالإقامةِ
بين اليقين ومشتقِّهِ
أنبري فارسا
دمه...
أنت مختلف
فيك تأتلف المتضادات
إنك وحدك اليوم تخرج
من أفُقِ الماء
تبني يقينك بين هوائين
تجعل نارك قصوى
لديك جناحان من ذهبٍ
بينما قدماك لجين مكين
إذا انكسر النهر تحت عيون الفراشات
كنتَ له سحنةً
ومشطْتَ ضفائره كي بها
تجعل الشمس واقفةً عند
باب الشهادة
إنك أنت الطريق الذي يتعلق بالشجرةْ...
تحت رعبي...
بين خريف وربيع
يختلف العشب إلى طفلٍ ما
ثم يقود العربات المائية
نحو جسور عليا
يمتد إلى أفق أخضر
كي يرعى الموتى
ويرى الطير تفيء إلى زنبقة
بمراوح مشرقةٍ
نحو نوافذها يلقي
شغفا أبيض
في معصمه
يدني قبرة من شرَكٍ
تحت ذؤابته
مدن الطين
ومشجرة وارفة حتى الأذقان
(بدا الليل سليماً
والقمر يسامر سرب نجوم...
ذاك ما كنت أخشاه
عادت إلى كهفها الريح
أوقدت الشك في ردَهات المدى
قالت الأرض
لم أستطع أن أشرح الطرقات
بمصطلحي الخاصِّ
ها الليل خبأ لبلابة في معاطفه
في جدار السحابة
ألصق معراجهُ
ثم أغفى قليلا بداثرة تستريح
وتهمسُ:
"أيتها الاحتمالات
هذا انتظاري
وتلك طقوسك قد نزلتْ من
خريفٍ أكيد"
سآتي الفجاج رخاما...
وردة فوق أهدابنا راقصةْ
ورفيف المساء والطرقات الأليفة
يقرأ أعتابنا
سيدي
هذه الارض رؤيتك المنتقاة
ولا شيء حولك غير يباب جميل
وغير رياح بأفْقٍ يجدد وجهتها
يا سليل المداراتِ
جئنا إلى حجر لنفاتحه في
مرافئ أسلافنا
فانسحبْتَ وقلتَ بأنك
والغيم صنوان
رضْنا لك الوقتَ
غِبْنا
وصرنا نظنك تبقى
فكيف إذن...
ياشجر الصيحة
كنت لنا سندا في البدء
نَزلتَ أصابعنا العشر
ولكنك بعدئذٍ
لم تقرأ تاريخ السنبلة
وصرتَ وسيطا محتملا
بين رؤى النهر
وبين خطاه حين مشى
صوب الحجر الأخضر
ما كنا نحسبه مطرا فوق نوافذنا
يتربص بالطرقات
غدا حلزونا يستهزئ بالطير
وينشئ مقصلة لنبيٍ خانتْه الآياتُ
وباعتْه الشرُفات لتاجر قريتها...
وألفيتُني واقفا في رواق الصهيل
أطالع في المرايا جباه الخيول
توسدتُ ماء الشموس
بكل حياءٍ
ومأواي كان على كتف الثلج منتشرا
وهنالك جمر يحث الخطى
حيث يبحث عن جيله في
تفاصيلَ لم تأته بعدُ،
من ولعي بالهوامش
ملْتُ إلى الأرض أمدحها
خانني طلل شاردٌ
بعدها صار لي خاتما أوقِدُ في جسمه
يرقان البراح...
هل الغابة الآن تدحو الأيائل
نحو الإفاضة؟
هل نافخ الناي كان متسعا
للأرق المرتدي جبة الاشتياق؟
هي العتبات وأبوابها الزرق
في صدرها قمر للنبوءة
قد هبطت نجمتان
على دمها
بعد أن صارتا معدن الأرض/ مهوى الطيور
ومقصد كل نساء المدينةِ
أدفن تحت جناحي اغتباط الجنود
وقد رجعوا بالغنائمِ
إني أجالد دهر الخسارات...
اِلْتَفَتُّ إلى كاهن الماء
كان قريبا من النهر
ينصت للقبرات التي تسبق النخل
عند انحناء الطريقِ
فسبحان من سمَك الليلَ
أعطى الطيور محجَّ الرماد
وأسدل في الجب نافذةً
لرعيل من الهِررةْ.
يرحل الوقت في الاحتمال
وقد يرتدي أفُقاً خالصا
يتذكر أحواله العدنيةَ
يسقط مرتقبا لانخطاف جميل
به يختم العاصفةْ...
أرى شجرا يتقدم
ثم يوضّب أشهى أوانيه في
ضفة النهر
يسقط مغتبطا بقدوم
ظباء الشتاء
جعلت أشك بقافلة لا هوادجَ
تحملها في المراحل
لا غيم يدرأ عنها اللهاثَ
لقد قلت مقتنعا
إنها عرضة للمقيل إذا النوق حنتْ
وناءت كَلاكلها
والنهار إذا جاء ألقى
عليها معاطفه
ولها سوف ينشئ في الدرب
قيظا سموحا يطوف السماء...
في المساء الذي ميّز الدهر
عن دمه
وبنى جبلا عاليا لعواطفه
كانت الريح تأخذ كل مسار
وتربط أحصنة الماء بالماء
ثم تشد الرحال إلى قفص
في جدار اليقين
وتطوي ثياب الخريف طواعيةً...
أومض البرق
ثم تهادى على الأرض
قبَّلَ عُشْبَ الحقولِ
ولم ينس سؤدده في الفجاج
هناك تعالى هتاف الأيائل
أشعلت الأرض أسماءها...
رأتْه الفراشات يهذي
فطافت به في ثوانٍ
وأوحتْ بأعشابها لصليب
له لقَبٌ واحدٌ
لم يكن يتماهى بنهر
ولا بغدير
ولم يدرج الناي في خانة المشتهى
كان يكْسِرٌ سربا من الدالياتِ
ويشعلُ في مائه قاربا للنوارسِ
من كبد المصطلى
حين أشرعتُ قلبي ربحتُ به
أرخبيلا من الريح
أولمتُ أطرافه للغياب
مسحْتُ نوافذه بنهار...
ما الذي منحَ الماءَ صورتَه
فغدا كبياض يقيم له
يققُ العين أزكى إفاضاته بين
كافٍ ونونٍ؟
ومَنْ سكَّ نبض الجدار إلى أن
صحا بمناديلَ للطير وهْوَ لها
منشئٌ حالةً من غضبْ؟
حين جئت القبيلة
لم أجد الريح زرقاءَ
لم أجد الخيلَ ذات الصهيل
كعهدي بها
خرج القوم يتجهون لآبارهم
علّقوا الأمنيات على جنَبات...