أتتْه الغيوم بنافلة القولِ
ثم ارتمت بين أحضانه
داعبته مهاةٌ
وأرختْ عليه حدائقها
فاستطاع السبيل إلى مشيةٍ
كان يحسبها لا تكون
وذاب الجليد
فمد إليه شهامته بكثير
من الحبِّ
حتى احتواه مديح الجهات السعيدة
وارتاب في زخرف كان
فوق جدار به هرَمٌ سائلٌ
فيه نافذة طالما ساندت
أختها بطفولتها ،
إنه مفرد في...
يشرح الماء إشكاله
بينما يعتلي قمة الريح
ساعةَ يغدق أسماءه المجتباة
على الشجر المستحبِّ
لماذا إذاً في المساء
يكون شرودُ الغمامة؟
أطلقتُ شحرورة في الفضاء
لها استعرت انتماء وطيدا
لأحلى الفجاج
فعادت إلى النبع تشكرني
ثم صارت زلالا
على ريشها يتغنى عبير البداية
صرْتُ أرى في السهوب يماما
يهرّب طقْم...
اُدْخلْ قلعتَك الموسومة بالقلق اللاتينيّ
وإذا كنتَ على باب الله اتخذِ الليل
صديقا بحروف طازجةٍ
ثم اتلُ عليه جدارا
وتَحنَّفْ
إنك أروع من شمس
تحكي مقبرة تزهر في الكف
وتملأ بالنبض قرنفلةً من
حاشية الماء
وإني لو فتح الله عليَّ بنهر
لطفقت أجوز معابره بالضحك
وأبْتُ إليك لأغرس في وجهك
خيلا تذهب...
فوق بوصلتي
كانت الريح تمرح
ما رأيتم على صدر نافذتي
هو طفل المسافات
كل نهارٍ
يلقن درس الوجاهة للحجر المنحني
تحت دائرة باسمه الوثنيّ
أنا للطريق مناصٌ
وللظل أنشوطةٌ
واعتدال كريم يعدُّ الطيورَ
من الزبناء الكرام له
لي انبثاق الرياحين حين
يجيء اليقين لجاموره بملامحها
ويشير إلى شمسه مطمئنّا
كأن له في...
دنتْ نخلةٌ من غدير سليمٍ
وباضت سؤالا
له شبَهٌ برخامٍ
على مذهب صابئ
وحين مضت تركت خلفها
شجرا مادحا لحصافتها
مائلا جهة البحر
يؤمن بالعتبات الكريمة
إنك أنت الذي جاء منفلتا
من رياح القيامة
ماج بك الوقتُ
حتى دخلتَ النوى من سراديبها
وادعاك النخيل له ابْناٌ
فملْتَ علينا بميلتك الواحدةْ
جاء عندي الخريف...
من علمني السير على
مروحة عابرة
بسماء عابرةٍ
كان كبير السنِّ
وتعرفه النار كما يعرفه
أخدود الأرض
ملكتُ مزاليج الألق المنثور على
أبّهة الليل
وحرضْتُ صديقته لتخيط قميصا للريح
على عجلٍ
أُلقي النايَ إلى البيداء
بلا طمعٍ في الإثمدِ
كم كنت أمَنّي النفس بأن أجلب
للأرض صليباً
وأُزفَّ لها يَقَقَ...
موجة تتلألؤ في أفْقها المترامي
ويأتي العباب ليشكر رقصتها
لا غصونَ تهبُّ وتعطي
الإيالة للطيرِ
لا عشبَ يمنح روحا لنهر يسير
على الاتكاء الوطيد
وأنت الذي وقفتْ بين كفيك دالية
وادعتْك بأنك واحدها
فكما جئتَ سوف تعود إلى
حجرٍ مكتَفٍ بانكساراته
لم تقلْكَ الرياح
وقد خانك الأصدقاء
وكنت على سفٍر تتعجّل...
إنه سيخاطبكم حاليا
إنه الرجل الفوضويّ الذي في الطريق
يجدد آياته
له شامةٌ
علّق الظل والطين جانبها
وأتى مارجاً لاخضرارٍ
يؤدي طقوس الدلالة عند يديه
يصير المتاه له ناصرا
والعناصر تذبل عنه بمنأى
إذا قاس وجها تبدى له مثل سهْب
يخاتل ذئبا طليقا
ويعصر ضرعَ امتدادٍ لسنبلةٍ
وهْيَ تغفو على مضضٍ
وكان إذا...
أكتب ملحمة فوق جباه الخيل
أدق الأبواب
وأدخل عمدا جهة الماء
على غير وضوءٍ
لأرى الكاف جدارا
وأرى النونَ على خاصرتي
عرسا وثنيا
سأعير الأعتاب قناعا
ثم أحاصرها
للّيل أهيئ حاشيةً
أرشقه بالغيم
لكي هو إن أبرق منشرحا
صار يقينا
وانضاف إلى رئتيه
صباحُ الحدآتِ اللائي يجئن
إلى الحقل ويرجعْنَ وهنَّ
به...
مرة قدت خطوي
إلى نفقِ
وضحكت لأعشابه
والنخيل تراءى على الفور
ثم انتمى للزبرجد
آخى أصابعه بالطيور لكي لا يضام
أنا حين أمشي
أرى كل صوب
يشاكس فجا عميقا
أهيء قوقعةً للوعول الرتيبة
أُدني الفراسخ من نفسها
أعرف الأمر عن كثبٍ
وأباركه بالطريق السوي
وبالارتكاس العزيز
أمد يدي
أدخل الظل
أسقي المواعيد...
قلت لعيني وأنا أضفر
حاشيةً من زخم الإلياذة:
"ذاك كتاب للموتى
فخذيه رويدا كي لا يرتاب
بنا صاحبه"
وتعجلتُ خضير الماء
فجاء إليّ قطاه الكيّس يسعى بالإغواء
ويكسر باب نبوءته
فمددت إلى سنبلة حفْلا مختصَرا
وكشفتُ لها سر نفوق خفافيش الليل
على ناصية الشارع
لكن جعلتْ تسألني:
"هل أنت يقينٌ
إن جن الزمن...
تفتَّق ثوب الغدير
فأشرق في العشب جسم الزلال
وجاز لنطفته أن تكون الوحيدة
عند مجاز الأيائلِ
من غيمة تتألق تأتي البراهين
بين يديها أنا الأبْجديّة
بل عنفوان الأقاصي التي
ستلُمُّ الأساطيرَ ثم تعود بها
نحو خط البداية
أبحث عن لحظة للتهجد
يقتات أحوالها حجر جائع
إنها الريح تبني السلاليم
ثم تفيض وتنسج...
أتت لحظة الابتهاج
فأشعل في ثوبه وردة
وتدلى إلى عضديه لكي يستقي
منهما شغف الاشتعال
لدَى أن ينام تجيء إليه الكوابيس تطلب
إذْنَ الدخول
فيأبى
ويعرب عن أسفٍ بالغ
لا حدود له
وحدك اليوم أنت الطريق
إلى الاحتمال الوطيد
لذا قم إلى موتك المشتهى
واتل شوق المرايا عليه
خريفك ماضٍ
فكيف إذن سترشّ خطاك
بظلٍّ...
أنا والبحر صنوان
لكنَّ موجي له
خضرة الكون
يأتي إلى الشط يقرأ
ألواحه للنوارس
أو يتملى نجوم البراءة تمرح
فوق مناقيرها
بيَدَيّ غيوم أخيط بها
شجن الداليات
أعلق دائرةً من رخام اليقين
على حاجبيه
إذا حطت الطير فوق ضلوع البراح
ونام المساء قليلا بنافذتي
صرت أرزَنَ من شجر مورق
وأشد ارتقاء من الأبديّةِ...