مصطفى معروفي

طفل مليء بالرؤى بالقرب من نافذة يجلس خلفه سرير صامت ويوسع الباب بتحديقاته أمامه أصٌّ يحب الأقحوانَ أغلبَ الأوقاتِ من قائمة الماء مضى يختار أسماء الضفاف كي يقيس بالرمال نجما عاطلا في خمّه طيلة أيام الخريف ذاك الطفل أمسى للمدى ركيزةً عيناه نجمتان تذهبان كل مذهبٍ كفاه سقفان من الغيم الذي في وجهه...
1 من إصبعه خرجت زوبعة قصوى ورمت بالطين إلى شجر يمشي تلقائيّا بطريق أزرقَ ويفتّش فيه عن التاريخ السريِّ لكل هزائمنا. 2 في الضاحية اليمنى للقرية ألقى الراعي خاتمه للمرج ولكن من جهة أخرى أعفى الطير من التحليق على يده لا شك بأن الراعي جدولَ ذلك في دفتره ساعةَ أن رفض الديك الإيفاء بِديْن الفجر صياحا...
هي دائرة وهْي في حاجة ماسة لتكون لها القوس رهن إشارتها... سوف نجبرها أن تكون مشاكسة ربما باتزان يزيد عن الحدِّ مقدارَ سنبلةٍ إنها تشبه الموج حين يحط العباب على كتفيه لكي في يد الشط ينقشَ ما نسي الأولون مباهجه حيث لم يلقموه العددْ، هذه فتنة الشك بل قل قداسته خاط منها اليقين ملابسه ورمى عنجهيته...
البرق منهمِكٌ يحاول نسْجَ أجمل ومضةٍ وغزالةٌ عند الغدير تريد منه أن ينمنم جيدها بالقبرات ويسفح الناي الذي ما زال يوثِر سكْبَ صفرته على حجر الكفاية نخلة الله التي كانت تداري الريح أعطت عهدها للكائنات إزاءها أن لا تبيت وحيدة، مع أن في يدها مفاتيح النبوَّة تركب الغيم المدجج بالمديح وتمنح الأسماء...
يدي أفُقٌ للغيوم وعيد من الاحتمال القريب هو البحر مغتبطا يحمل امرأة تحت جانحه يطرح الزهو في حضن أسماكه لا ينام على حجر بيّنٍ أو يدوّن في إبطه غابة الاستواء على الريح أن تستعير المرايا فما الناي حين أعجبها كان يصبو فقط لإراقة أنفاسه في ثياب الصباح الأنيقةِ كان يحب مفاتحة الأرض في وجهها أين يهبُّ...
تجمّعت الخيل في قفص الأرض واقترب الفتح كانت سنابكها نسخة لاخضرار يلم الطيور إلى صدره ويعري لها جبهات الرداءة، أيتها الأرض آن لك الآن أن تُخرِجي راية الماء من صحن كفيك يستبشر الكون ثم يكون لك الوعد منتجَعا فترينَ غزالا يحث الخطى نحو مذأبة لا يخاف الردى، ما علينا لو اغتال فينا الأحبة أسماءهم...
لا طيرَ تهديك إلى الماء تورطتَ في ظلالك التي تنام باكرا اِرتد عنك القوم تجيء النبعَ كي تغازل القطا فظنوك قناعا تحته يخفي نبيا قائما بذاته قد تركوا الفرسان في الميدان والتفوا على مأدبة أقامها شيخ القبيلة لك الآن احتمالات الضحى بكل ما تعني لك الغايات والموت على سلّمك المرئيِّ بالله عليك قل أيجدر...
برخام القبيلة أرسم سنبلة في ذرى معصمي لا أدين الحدائق في كل حال وأعشق شمس الخريف للون ضفائرها من صباح جميل تدلّت غصون المدينة نحو مينائها بينما البحر ما زال في غفوة والنوارس مالت إلى الشط تسأله عن فهارسَ للموج كيف توفَّق في حفظها أمسِ حين صار يحل الدجى في الطريق وجدت رياحا تسير إلى المصطلى...
جاء يجري إليك الأرقْ لم تنادِ الأعالي فهل في يديك غفا الناي أم هل وراءك كان مآل الغرقْ؟ ليس برجا وليس فؤادا فما كان يحضنه كان عاصفةً ترتدي لفحة الجمر منساتَه فتبيح له الرقص آن لنا أن نقيس شرود الرياح بحشد الديوك و نثني الأقاحي لكي لا ترائي بساتيننا من هنا أنا أدركت معنى الهشاشة لست أبالي إذا...
قرأت جباه الخيول وكسّرت قفل القبيلة صار لدي اندلاع البروق التي اغتبطت وهْي بين الشرود تقيم طقوس الغواية ينهار في جسدى البحر أعطيته جرة الطين قلت له: " هذه درة القلب صنها ولا تقترف نسُك الأولين" فأغضى لكي يستعير له من خريف الهوامش صوتا أليفا يقيم به آجلا، أيها الوقتُ خذ لهَبي أعْطِني لغة الأرض...
اِمرأة واقفة في منتصف المنزل وسرير لاذ بصمت ملاءته وهنالك كرسي يبرق منه عدد في دفتر تلميذ مجتهد (كل الوقت لعصفور مبتدئ كي يعبر قصب النهر كما تملي ذاك العادة) أغوتني فاكهة مسدلة من محبرة الريح فدِنْتُ بعرجونٍ أدْمَى خديه بجنون الماء وهيأت له مقبرة قبل الصبح أخذت أجادله في رهَصِ الغيم وفي تمساحٍ...
عبرنا الماء إلى آخر الليل كنا نود نحاور نجمتنا وهْي تغسل في الفجر أردانها ونقلص حدْس الطيور إلى حدِّ طفلٍ بشرفة منزله لم يزل يتأمل فوضى الهزيع الأخير، شربنا كؤوس الغياب صعدنا دروب المناعة كان لنا أن ننير محاريبنا بالقرنفل أو نجعل القوس خمسَ مراحلَ آخر شبرٍ بها يختلي بالفراسخ سرا ويمكر مستهترا...
ركضتْ نحو ظلي مهاةٌ وغيمٌ سها وهناك السهوب التي إن جرتْ تيّمتْ وعَل السفْح، أدركُ أن السماء تضجُّ إذا أبصرتْني تسلقْتُ مرْجا له الباع في الكيد أمشي بخطْوٍ كثيف جِوارَ جدار يميل إلى شجر مبهمٍ (ليس إلا الرصاص غريما أمينا لصوت العنادل، ينبت من خرقة الجمر سهْدٌ فتأسره مقلتا الماء) حين أحب الحياة...
لا غيم يسلي هذي الخضرة نزلت دفقة ماء بزواياها فاغتربتْ وانداحت كامرأة توقد نار أصابعها بقوارير العطر، وحيدا كنت أصوغ سماءً بالخزف الراقي كنت أرى الشيء وصورته الأخرى أتذكر شمسا تتسكع بالطرق العامة كالعادة والطير حَوَالَيْها صافّات في خدمتها، لي عشرُ أصابع واحدة منها تعبر مشْط يدي وتحاول إغلاق...
كنت في الواقع الغض أفتح مقبرة داخل الريح ثم أسائلها عن مراوحة الطير بين اغتلام المدى ونجاعة نيرانها بين مختصر مترع بالنبوءة والجبل المرتمي في الوهاد ويعلك خيباته بالذي الأريحية تملي عليه أعود إلى غرفتي وهْيَ في فندق عندَ أقدامه ساحلٌ ألتقي بانحناء المساء فأرسم فوق محياه دائرة حيث أغبطه بصريح...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى