مصطفى معروفي

اِفتتح الطائر خطبة دورته العليا كالتالي: "للريح طفولتها تتراءى من عن كثبٍ منها القول الفصلُ وللطير التسليم وللنوق حنين ممزوج بالصلوات" لهذا السببِ تماهى بالغيب رؤاه طافحة بالحجر المبهج وجناحاه إقليمان كبيران يمدان البحر بفطرته وتدور مزاليج الشك على يده ليفاجئنا بغنائمه منها، كنت أظن بأني وحدي...
أمسِ حولي تساوى الخريف مع الاحتمال هرعت إلى موئلي العدنيِّ وفجُرت خيطا سميكا من الخيل كان يريد التماعا يخفف إفراطه االمتراكمَ تحت جلد الغبار إليَّ تؤول الدوالي بأسئلة الاشتهاء وتحت قميصي فيوضات نارٍ إذا أقبلتْ أصبحتْ ذهبا ناجزا وإذا أدبرتْ ذاب في راحتيَّ جليد العصور القديمة، من أين تأتي...
صاح الولد الأقرب للظل بصاحبه: "هذا قمرٌ يتدلّى" وتفاءلَ أكثرَ تلك العتبات تودُّ مفاتحة الماء بتدبير معاطفه صاح الولد الأقرب للظل بصاحبه ثانيةً: "من ألقى للريح محاريث الليل وأدْلج مسبوقا بالذكرى وعلى قدميه يرش مناقبه الأثرية؟" حطَّ على فمه يده وهْو يؤثث فوق محياه بنايات الفرح العالي نحن هنا...
أيها الطفل الذي خاض شرودا واحدا ينبع من أضلاعه لا توقظ الماءَ ولا ترم الحواشي لقميص هو أحرى بالمراثي قفزت إثري الدوالي ظانَّةً أني لها الأوفر حظا بينما كنت أميط الشك عن قبرة فاتنة، مدَّ إليّ المطر المعسول نارا وسَها فسَّرْتُ وضعي قائلا: إني أحب الظل رفقا وحنانا وتداريني النبوءات التي قد وشمت في...
مشغوفا بجنون متاهي ممتشقا عِنب الأمس أتيت أبارك نجما حطَّ يسارَ كياني، غيْرَ زجاج القلب وغيْرَ نبيذ المدن الكبرى لم أكن الصائب في مدح المطر الناتئ من روزْنامته... عقب الغدِ سوف أثير حديث الصبوات وحينئذٍ سيفلح من يغشى الحفل على عجل إذ يكفى الفارس أن يتهاوى كي تتأثث غلته بسلاف تجاربه، قبْلَ اليوم...
أخذت إلى جانبي خضرة الظل ثم استويت عليها، على كاهل الطين أهرقت شمسا وفي حضنها قد زرعت الظهيرة والليل حاول أن يتملص مني فصرت سعيدا أحيك المرايا له ثم ألقي أهمّ التواشيح للطير أنقل خطوي على حذَرٍ وأساير يومي بما يتيسر لي من أيائلَ لم يبق إلا احتمال له في الطَّزاجة سهم لذا سوف أعطي لسرب القطا نصفه...
متْ لكن خذ أنفك ناحية النجم وضمّد أطيافك بعذوق الماء لعلك ساعة تلبس عنوانك تلقى امرأة جاثية وتميط سحابا جاء إليها يتبرك بشراستها ويرمم سحنته الأخرى، اِتكأ الماء على كتف السهب وجرّ مراثيه يغسلها في حضرة سنبلة بيضاء كليلٍ يسهر عند حدود الذكرى أبصرَ حجته رائعة بعدئذ أدرك أن معاطفه صارت أقصر من...
جدار على جيده وردة في يديه ظلال تحب الإقامة تحت قميص النهار وثمَّةَ بالقرب منه خريف يطيل الصلاة ويسحب ميراثه من مراهنة القش يجعل شيعتَه الوقتَ والنارَ والفيضانَ هناك الفراشات من نايه تنسج الاحتفال تؤثث أحلامها الدنيوية في ثبج الماء ترتاب في نية الطير وهْيَ تحرض كمائنها ضدها إنني قد حذفت...
فارس الامتلاء وصاحب أحلى الإغارات كم ناشدَتْه الطيور ليعطي اقتدار يديه لها هو يعلم سر الأيائل حتى ولو تاقت الأرض للحبر حتى ولو خرجت منه قبرة وأصرّتْ تشي بالمراعي الوئيدة أعرفه رجلا طافحا بالكتائب كان يفجر آياته حول ديك الرياح ليحيي رميم الصفات لدى الظل والنهر و الجهة المستريبة... في مشتل الغيم...
فتح الماء كفيه للشجر المجتبى فانبرى ثَمَّ طفل وخط مدارا تخثّرَ في يده ليؤثث طيفا يخص الظهيرة حين يكون متاحا ويعطي الإقامة للطير حين تريد الرجوع إلى النبع مكترثات بآلائه لا مكان لنا في محابره غير أنا نجيء إليه نعري هشاشتنا قلت اي هزار سيفتي بتأويل وردتنا سيكون حريا بماء الغواية إني هنا ناسك...
ما أجمل أن تغرس كفك في الأرض فتلقى البحر هناك ! وما أردأ أن تدخل جهةً ليس لديها ما تخسره! أعرف ما يعنيه أن تقْبلَ بالمرحلة الأولى من شجر يعبق بالدهشة أن تغلق أبواب الفرح المفتوح على عظةٍ لفقيه السلطة سوف أجيز زبرجد من سبقوا للفردوس وأعطيه اسما آخر فهناك سأشعل زلزلة الأسماء المنسية تحت خيام...
راكبا قداسة ناري ومتكئي من شيوخ المناكبِ بين دروب المدينة كنت أسير وأنعش نفسي بأحجية وبمنزلة العتبات الأليفة أقنعها فانتهى الطرف الآخر المنتمي لليقين إلى الالتباس أتت نزوة النوء بالغيم أعطت تفاصيل شهوتها للقرى منحت يقظة الأنبياء لشخص المدينة لم أزل المستعير لوجه متاهي أزوجه بإماء العصافير بؤت...
لماذا الغدير يحار ويغدو المتاهُ له اسما قصيرا وتقرأ في وجهه الطير أوقاتَها؟ أرفع الحاجبين إليه أحاول تفسير ما قد جرى كنت أسمع كف اليقين تدق دواليب شكي إلى منحناها ارتقيتُ لأفطم مفتأد العرصات بنايٍ وقبعةٍ... دثريني أيا امرأة نَكَّلتْ بالعواصف حتى توحّد فيها ارتباكي بنسل الشجيرات حتى انبرى الغيب...
جسد النخل كان جديرا بتوقيعنا إنه فارس لا يحاذر يبسط كفيه للنار حين يراني يدثر خطوي بمشروع سنبلة يجتبي كاهنا لتفاصيله المنتقاة ويدخل كُمّ غراب على حينَ لا يقتفيه إغواؤه ... رجل يسير طليقا وينشئ في المتاه برازخ طير من هدوء الخيام له ولع نادر بالجحيم وبالقطا وبسلب القبائل من خيلها الضابحات أنا...
من شرفة فندقك الواقف عند الساحل كنت تطل علينا مبتسما أما نحن فكنا نأخذ حفنة ماء ونعوذ بها من سرب النورس وبملح الأرض نجدد بيعة رمل الشاطئ لم تأت تقاسمنا حجرا تركتْه الريح لغزلانٍ ترتع في أيدينا اختلج الماء وصار أميرا جر إليه ضفافا يأخذ فيها الغيب صراعا مع رهط هزائمه أعطته مفاتيحَ لدائرة ساهمةٍ...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى