عامر الطيب

أنكم تعرفون أنني لم أجرح أحداً منكم بظل أو بكلمة مشدوهة أو بأفول مفاجئ. لقد أحببتكم جميعاً و وددتُ أن أرثكم جميعاً و أفتح جسدي المعتم لألعب معكم . لقد آن الأوان لأخبركم إن الحقيقة لا يمكنها أن تصبح عبئاً على المرء أنني أحب الشمس من أجل الزهرة التي تتفتح و أبجل العتمة من أجل المجد الذي سيزول ! ♤...
ترى بيدك ما لا تراه بعينك فاليد العاشقة والمتلهفة هى عين تغوص فى الجسد لا تتحسسه فقط بل تولج وتتوغل وتكون بديلة عن كل الحواس وربما بصفة عامة فى نصوص عامر الطيب تلك الإيروتيكية الطاغية بحيويتها ورمزيتها والتى لا تشبع فى الصحو أو فى النوم ورغم أن العالم المادى لا يدرك إلا بالحواس الخمس فلقد استغنى...
عمّا قليل سأجدكِ على مقربة من يدي ستنامين طويلاً و تستيقظين على زمن قد تغير تماماً، على مدن بدت كهدايا قديمة ، على عيون شغوفة بالأيام التي لا تعود مطلقاً، على حياتي وقد ضاع منها الجزء الذي أحبك منه، الجزء الذي اقف عليه راسخاً و متلهفاً. ستستيقظين على حياتي وقد بقي منها الجزء المفعم بالحسبان...
أمشي ببطء لأنني أفكر بك وهذا الحزن و الفزع الجميل يباعد بين خطوتي أو يثقلهما محاولاً أن أتعافى محاولا أن أجعلك أقل فتنة لروحي أزيد سرعتي قليلاً في المشي ثم أتعلم حبكِ كما أتعلم أي فنون شاقة مثل المصارعة أو الرسم محاولاً أن أجعلك محبوبة الأيام المقبلة أيضاً أقلل من سرعة أقدامي لأطير ! ♤ فاتنة و...
كلُ ما يبدو أنه بعيدٌ من يدي قريبٌ عن عينيّ؛ ها هي قبعتكِ ها هو لحمكِ ها هو مطرك الغزير ها هي شفتكِ ها هو دفترك بجلاده الغامق ها هو معطفك ها هو بطنك ها هي قدمكِ ها هي دناءة كلماتك ها هو إرثك من الخيبة و الخطيئة و السأم ها هي حياتك كلها بدءاً من فطورك بمزاج عال أو متوحش ثم تأملك الحمائم و الرسائل...
أحبكِ مراراً في رقصتي الخفيفة هذه من جهات قصية و بلغات جريحة أيضاً. من مدينتي هذه و غداً من بغداد و بعد غد من مدينة لا أعرفها و حتى بعد أن أستوحش حياتي فأهاجر مع الغرباء سأحبك من بيتي الجديد من سقفه و جدرانه من عتمته و فوانيسه و كتبه المستعارة أيضاً. أحبك مراراً في دوري الطفيف على المسرح، كلمتي...
مثل دمعةٍ نزلتُ خفيفاً أو ثقيلاً لا أعرف الأخطار الآن. مثل دمعةٍ زاد وزني في النهر. مثل دمعة أحرجتُ التحديق و السفن البعيدة و الأيام . مثل دمعةٍ بدأتُ أنمو مثل دمعة أوشكت أن أشيخ مثل دمعة ألّفتُ حياتي بنفسي و مثل عينٍ تصفحتُها الآن ! ♤ ظلَ أبي يترقب ساعته مع أنها عاطلة لكنّ المسافرين الذين لا...
أحببتكِ البارحة و سأحبكِ اليوم أيضاً . لكني خائف من الغد، خائف على حبكِ كما أخاف على الوردة، كما أخاف على الألم أو على اللون أو على الضوء ، خائف من أن يكون الغد قد مرَ موجعاً مع البارحة و سيمر سريعاً مع اليوم! ♤ عاشتْ أغرب الأفكار في رأسي لكني رمقتُ حياتي بنظرة ساخرة لأتحرر. إنه عبء ثقيل أن...
حاولتُ أن أحبك الآن لا الأمس ولا غداً ذلك أن الأمس لم يعد كافياً لأفعل ما بوسعي و الغد لم يكمل أشغاله بعد. حاولتُ أن أحبكِ لانك ستستيقظين مذعورة تأخذين حماماً سريعاً و تكتبين شيئاً عن البغضاء أو عن محبة الهمج من السفلة و الأتقياء ثم تتأملين حياة نبتة مطرودة من النور و تعتقدين أنها تشبه حياة أحد...
إن كنتُ بذرةً فسأحبك بالطريقة التي تجعلني جافاً و مهملاً لا يهمني الوقت ولا يصلني الماء . و إن كنتُ طيراً فسأعيش على إرتفاع عال و أحبك بالطريقة التي تلامس فيها قدماي الأرض. وإن كنتُ تلفزيوناً فسأحبك مثل العشاق الحزانى في العالم وحيداً أعرض الأفلام الملونة بالأبيض و الأسود أو بالأسود فقط ! ♤...
تعالي نطالعُ صورنا القديمة في الألبوم ثم نختار صورةً لنا في الكهفِ لنتتبع حياتنا منها. انظري كيف كانت يدي ناعمة كيف كنت رزنة وأنت تبكين انظري كيف كنا دقيقين في اختيار ملامحنا . لقد حصلتِ على عين تبكي في الصورة و تركت لي العين التي تبكي إلى الآن! ♤ تساءلت عما أفعله إن كنت سأنتهي إلى امرأة ملقاة...
أذهب إلى بيت حبيبتي كسائح غريب حاملاً دفتري و كاميرتي. متنكراً لئلا أكون قد وضحتُ حياتي بنفسي . لقد تأخرتُ طويلاً لكنني أصل مبكراً الآن. أقف مبهماً و جسدي يرتعش قبالة البيت كشلال. فلتكن حبيبتي طيبةً مع الطبيعة التي تتوجع منذ زمن سحيقٍ و تفتح لي الباب! ♤ صحون المطعم تعرفنا أكلنا بها ذاتها في...
أحبك لأصير طيباً مع المسامير و القطط و الأزهار . ودوداً مع الأيام و الحقائب و السيارات. صبوراً على غيظ النسوة و اللغة الأم التي تهبنا الحليب ممزوجاً بالدم . مرحاً مع الأصدقاء الجدد و حزيناً مع نفسي! ♤ عدم وجود أي ضجيج في المكان يعني أن ثمة امرأة تسحب صديقها خفية في الركن. شيئاً فشيئاً ستكون...
نسيتُ حياتي عندك البارحة لكني طوال الليل لم أنم فثمة تفاصيل سرية في حياة أي أحد من قبيل أنك تنامين في غرفة معتمة و حياتي تستمتع بالأضواء. أنت تقرأين قصصاً قبل النوم و حياتي تتفرج على مباريات قديمة. أنت تبكين عندما تدخنين و حياتي لا تدخن . أنها ورطة لا أستطيع أن أطمئن على شيء في ساعة متأخرة و ليس...
إلى أنطونيو بورشيا عندما كان أنطونيو بورشيا طفلاً نبهتهُ والدته: " كل سنٍ تقذفه نحو الشمس ستهبك مكانه شيئاً و لأن الشمس خزانة للحِكم فإنها ستهبك الأشياء التي تنفعك لاحقاً لكن ليس في قضم الكعك و التفاح الأخضر فقط ." و هكذا قذف أول سن له فقالت والدته: هل تعتقد أن الشمس تجاهلتك؟ قال: نعم. و تنتظر...

هذا الملف

نصوص
87
آخر تحديث
أعلى