محبوبة عطية خليفة

دَخَلتْ إلى البيت المَهَيب الشكل العريق التاريخ،وقد مرّت عليه عائلات طرابلسية وتناوبت على سكناه مراراً ثم استقر الحال بساكنيه الآن. هو بيت عزاء يمتلء بالمعزيات يتجاذبن أطراف الحديث ويتذاكرن مناقب الرجل الكريم إبن إحدى أعرق عائلات هذه المدينةالذي عاصر مراحل عديدة من تاريخها،عهد الإستعمار وعهد...
لم يفتح الباب بمفتاحه كما تعود أهل بيته، طرقه طرقاً ضعيفاً بيدٍ واهنة وجسد خذل صاحبه. اسرعت إبنته لتفتح بقلبٍ متوجس حذر ، راقبت من العين السحريةوأدركت أن أمراً غير طبيعي يحدث. إنه والدها سريع الحركة قوي البنية،يدخل هذه المرة مجرجراً قدميه ويجلس على أول كرسي يصادفه في صالة البيت المقابلة للمطبخ...
كان صباحاً بغدادياً بحالات طقسه الغريبة في ذلك الوقت من السنة وكنا بمنتصف اكتوبر حيث يتبدل فجأة من طقس قاسٍ شديد الحرارة الى طقس بارد بل شديد البرودة. كنت اتأمل منظر الحديقة وقد اكتسى عشبها بغطاءٍ شفاف من الزجاج، هكذا بدا لي المكان. كنت اتأمل مذهولة، ظل البدن واقفا هناك، بينما القلب يتجول في...
غفوتها مقدسة . تلك الأيام أكن أملك ساعة يد ولا أعرف كم تستغرق هذه القيلولة المقررة بزمانها ومكانها ، غير أنني أدرك بغريزتي وبحب يملأ كياني أنها هناك متمددة ومعتزلة مَن حولها، ومَن حولها سيعتزلونها خوفاً وهيبةً واحتراماً. حتى أوقات المرح لديها مقدسة ولها توقيتات ويعرفها الجميع ويحرصون على...
بغداد ذات ربيع نام الصبي عفياً ولطيفاً وبهي القسمات وكان منامه هادئاً كعادته لولا هذا الإصرار على أن يمسك بيدي طوال فترة نومه فيتجمد بدني على وضع واحد لاأغيره حتى لا ينزعج فيحترق قلبي. غير أن تلك الليلة كانت اليد التي تحضن قلبي ساخنة فانتبهتُ ومسستُ الجبين الوضّاء فاذا بلفح اللهب وإذا بي أقفز...
تلتقط عيني صورة بعينها من آلاف الصور وتبحث عن التفاصيل في شجرةٍ جلستُ في هيفها* ذات زردة* في عشيات الصيف الطويلة ، اسرح مع موجة كانت شاهدة على نزق الشباب ورعونته وخوف امهاتنا منها، فليس كل الموج طيب مثلهن. يتسمر القلب على ابواب تحرس بيوتاً أعرفها باباً بابا وبيت تلو بيت.اتأمل ازقةً شهدت تسارع...
وقف الصبي في منتصف الزقاق ليحدِّد مجال رؤيته جيداً وليتأكد ويعود ليخبرها بما رأى. كان النهار ساكناً لا ريح فيه، وكان الوقت شتاءً. شتاء هذا العام يشبه خريفه، مزن خلَّب وسحاب ركامي بلا مطر وسماء في معظم الوقت صافية زرقاء، والراية ساكنة تلتف حول العصاة القصيرة في خمولٍ ودعة لا تشي بشيء. ‎هذا الحال...
محبوبة خليفة: التِكْرَة - الدنقة (2) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقفتْ تلتقط المشهد البانورامي المحيط بالشرفة الممتلئة بالصغيرات، والشابات، والنساء الكبيرات في السن، ثلاثة أجيال أو لنقل اربعة - إن جمعنا معهن أطفال العائلة - يتبادلن الحديث وينظرن بقلق لنقطة بعينها في...
كنت أتأمل المكان وأعجب كيف يسكنونَه. كنت أراه بعين طفلة، كلما وقفتُ في تلك البياتسا الصغيرة (الميدان) أتوجه بوجهي مباشرة لهذا الجبل المرتفع المأهول يسمونه (باطن بو منصور)، تسكن في بعض مناطقه المنخفضة عائلات من المدينة وبينهم بعض مدرساتٍ لنا ولاعب كرة شهير وبعض أفراد فرقة موسيقية من الرجال، التي...
تفتح الباب الرئيسي المطلُّ على الحديقة الخارجية لـ (بارتو) 50* وتدخل الممر الفاصل بين الغرف المفتوحة والمليئة بالزائرات.. تُسمِعُ متعمدةً صوت خشخشة مفاتيحها وكأنها طبول حرب توشكُ أن تندلع!! ثم تتابع بحركةٍ تعرفها أغلب المترددات على المكان، فترفع يدها لتصل إلى زجاج الإضاءة في الجزء الأعلى من...

هذا الملف

نصوص
25
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى