وساط جيلالي

لِكَي أتَسَلّى قليلاً ، قُلْتُ مع نفسي أكْتُبُ قِصَّةً بوليسية . اِرتأيتُ أنْ أصَوّر الضّحيةََََ حسناءً جميلةً في مُقْتَبِل العمر ، والمُجرِمَ القاتلَ شابّاً وسيماً ، يُعاني من جنون خَفِيٍّ ، يلتقيان في الصّيف بِشاطئ البحر ، تُعْجَبُ بِهِ ويرى فيها ضَحِيَّتَهُ المثالية ، تَدْعوه إلى فيلَّتها...
كنت قد سمعت عنه كثيرا لكن ذلك كان أول لقاء بيننا. بعد ذلك، حين سينتقل أو سينقلوه للعمل معنا بالإعدادية، ستتوطد علاقتي به ونصير أصدقاء رغم فارق السن بيننا. لكن، لنعد إلى اللقاء الأول : كنت في حراسة الباكالوريا، ذهبت كمراقب للقاعة التي أرسلوني إليها، وزعت أوراق التحرير وتأكدت من الهويات وبقيت...
كانت لاكولين، تلك الهضبة الجميلة، حيث الحديقة بجانب المسبح والكازينو، والغابة التي تحيط بهم، تمتلئ بتلاميذ وتلميذات ثانوية كشكاط كلما اقترب امتحان الباكالوريا. كان حسين مثلنا تلميذا بشعبة العلوم، وكان متميزا في اللغة الفرنسية، فقد درس الابتدائي بمدرسة البعثة الفرنسية، وكانت أمه سيدة ملمة بتلك...
هذا الصباح الباكر حزين لأنه لم يسمع خطوات السيدة خدوج . في اليوم الأخير من كل شهر كانت تستيقظ باكرا، هي تعلم أن مركز البريد لن يفتح بابه الآن ، لكن عليها أن تقيم طقوسها. تمشط شعرها الذي لم تعد تمشطه إلا في نهاية كل شهر، لا زال - رغم أنه أصبح خفيفا - أسود اللون جميلا، تكحل عينيها البنيتين...
تنبيه : سيروي لنا أحمد البحري حكايتَهُ التي قد تبدو لكم مجرد خيال جامح ، فانتازيا ، هلوسة شيخ فقد كل علاقة بالواقع ، شطحة من شطحات مدمن كيف ، لكن أرجو أن تدعوا هذا القصاص ذا المخيلة العجيبة ، يسرد لنا ما يُصِرُّ على أنه قد وقع له بالفعل، لأن مجرد غمزة من جانبكم أو ابتسامة ساخرة ، ستجعله...
تنبيه : سيروي لنا أحمد البحري حكايتَهُ التي قد تبدو لكم مجرد خيال جامح ، فانتازيا ، هلوسة شيخ فقد كل علاقة بالواقع ، شطحة من شطحات مدمن كيف ، لكن أرجو أن تدعوا هذا القصاص ذا المخيلة العجيبة ، يسرد لنا ما يُصِرُّ على أنه قد وقع له بالفعل، لأن مجرد غمزة من جانبكم أو ابتسامة ساخرة ، ستجعله...
هو الذي، منذ أن تقاعد، ينتظر العاشرة صباحا بشوق، بل بلهفة، فبمقهى " السعادة " سيكون محاطا بالجماعة حول الطاولة العريضة، وأعين الكل على رقعة الشطرنج، وكؤوس القهوة السوداء وعلب السجائر تملأ المكان . سي حسين لاعب يحسب له ألف حساب، كما يقال . كان ينتصر على الجماعة بكاملها، و طيلة الوقت، لا يتوقف...
ما إن تحرك القطار، حتى أخرجت من حقيبتها كتابا أسود الغلاف وانهمكت في قراءته . كنت أنا وهي فقط في تلك المقصورة الصغيرة، شابة جميلة، ربما في الثلاثين . لم يكن على الغلاف الأسود الذي كنت أراه مقابلا لي أي عنوان ، ولم يكن واردا أن أسألها عن ذلك، فقد كانت مستغرقة في القراءة تماما . طيلة فترة لم تكف...
لم يكن ذلك النهار يُشبه بقية النهارات ، أو هكذا كان يبدو لي الأمر، كل شيء كان رائعا ، الجو والناس والطرقات والأبنية ، كنت مُنتشيا وفرحاناً ، كنت سعيداً ! في الصَّباح كانوا قد أعطونا النتيجة ، كنت قد نجحت والسنة المقبلة سأكون تلميذا بالثانوي ، سأعيش أخيرا في ذلك العالم السَّاحر الذي فتنني طيلة...
كان المرض الخبيث قد سرى في جسم صديقي حسين ، وأصبحت نهايته وشيكة ، وكنت أزوره بين الفينة والأخرى لِأُبَدِّدَ وحدته ٠ كان يعلم بخطورة مرضه وبقرب رحيله ، إلا أنه كان قويا صلبا ، حافظ على رباطة جأشه ، بل كان لايتردَّدُ في إطلاق النكت والضحك ملء فِيه ، ولولا الهزال الشديد الذي أصابه ، وشحوب وجهه ،...
كانت تمشي أمامي على بُعد بِضعة أمتار، شابة في مُقْتبل العُمْر ، ترتدي سروال جينز وقميصاً صوفيا وتنتعل حذاءً رياضيا ، وتحمل في يدها كِتاباً. كانت تمشي الهُوَيْنى وبين الفينة والأخرى تتوقّفُ وتتصفَّحُ الكِتاب ، وفجأة وعلى حين غرّة بَرزت من الشّارع الجانبي سيّارة تسير بِسُرعة جنونية ، صدمت الفتاة...
إنه الصباح، في بار مارسيليا خمسة زبائن، موظفان بالبلدية، عسكري متقاعد، ساعي بريد، وأستاذ للغة العربية ٠ كان الهدوء مخيما وكانوا يحتسون كؤوسهم صامتين، حين دخل بائع يحمل لوحات تشكيلية ذات إطارات مذهبة، لم يعره أحدا انتباها سوى الأستاذ الذي نادى عليه، ولم يساومه واشترى منه لوحة بمائتي درهم، وضعها...
عندما سقطنا في حب الطبيبة الشابة البيضاء البضة الفاتنة ، التي كانت تستقبل المرضى بمستشفى حينا يومين في الأسبوع ، بدأت تعترينا أعراض أمراض غريبة ، أُصيبَ بعضنا بالشحوب و أصبحوا ذاهلين ، ارتفعت دقات قلوب آخرين فأصبحت تُسمع من بعيد ، و هناك من أصابهم أرق عجيب ، و الكثيرون عانوا من الهزال ، و خَيّمَ...
لم يُصَدِّق عينيه ، 7000 درهم بالتمام والكمال ظهرت على شاشة الشُّبَّاك الأوتوماتيكي ٬ ليتأكد أن الأمر حقيقي ضغط على زر السحب ، ثم على مبلغ 5000 درهم ، قرأ على الشاشة : عمليتكم في طور الإنجاز ، وبعد قليل ظهرت رزمة الأوراق النقدية ، سحبها ودون أن يعدَّها وضعها في جيب سرواله الخلفي ، دخل إلى مبنى...
المكان مُزدحم ، الطفلة الصغيرة تجلس على الطِّوار وتمد يدها للمارين . توقفت سيارة سوداء بجانب الطوار المُقابل ، نزلت منها سيدة في متوسط العمر ، بيضاء مكتنزة تضع نظارات سوداء ، قطعت الطريق وعندما أصبحت بجانب الشَّحادة الصَّغيرة توقفت ، نظرت إليها بعطف ومنحتها ورقة نقدية من فئة خمسين درهما ، اتسعت...

هذا الملف

نصوص
41
آخر تحديث
أعلى