د. عبدالقادر وساط (أبو سلمى)

● في الفندق --------------------------------------------------------------- رأى أنطونان آرطو، فيما يرى النائم، أنه وحيد في غرفته بفندق بيرثيي بباريس، وأنه عاجز تماما عن الحركة، لأن أعضاءه كانت منفصلة عن بعضها ومشتتة بكيفية غريبة: كانت ساقاه تحت السرير، وذراعاه في خزانة الملابس، ورأسه على طاولة...
رأى الكاتب والرسام الإيطالي ألبيرتو ساڤينيو، فيما يرى النائم، أنه ميت ومسجى على طاولة باردة، في قاعة التشريح، بمستشفى جيميلّي، بمدينة روما. ورأى طبيبة شابة تدخل القاعة وتقف بالقرب منه، ثم تقول له: - أنا الطبيبة الشرعية، الدكتورة لارا كونتي. أنتَ لا تعرفني ولكني أنا أعرفك. وأعرف جيدا أنك حَيّ، يا...
رأيتُ فيما يرى النائم أني في مطبعة عتيقة، بإحدى دور النشر البلجيكية القديمة. وهذه المطبعة، التي كان يملكها شخص يدعى جاك بوت Jacques Poot، هي التي أخرجَتْ إلى الوجود عملَ رامبو الشهير " فصل في الجحيم " Une saison en enfer . ولما دلفتُ إلى الداخل، عبر ممر طويل فوجئتُ بأن النسخ الخمسمائة التي تم...
حدثنا حكيم بن عبدالله بن وهب، قال: كنا يوما في مجلس ابن علي، فأنشدَ أحدُنا قولَ ذي الإصبع العَدْواني: أزْرى بنا أننا شالتْ نَعامتُنا = فخالَني دُونَهُ بلْ خلْتُهُ دُوني فلما سمعَ الطاغية ذلك، اعتدل في جلسته ثم سألَنا عن معنى كلمة ( نعامة ) في هذا البيت، فقال أبو عمرو: - النعامة هنا، يا سيدي...
حدثنا أبو أحمد الطوسي عن الخطيم، عن العتابي، عن شيخنا أبي الحسن النجداني، قال: اجتمعنا يوما عند طاغية نجدان، وعنده مغنية ما رأيتُ أجمل منها وجهاً ولا سمعتُ أعذب منها صوتاً، وهي تغني: فما لبسَ العشاقُ منْ حُلَل الهوى = و لا خلعوا إلا الثياب التي أبْلي و لا شربوا كأساً منَ الحبّ مُرةً = و لا...
جاء في الجزء الخامس والسبعين من كتاب " إتحاف الخلان بأخبار طاغية نجدان مع الشعراء والوزراء والأكابر والأعيان " حدثنا شيخنا أبو الفضل، قال: حضرتُ يوماً مجلسَ الطاغية، عند تعيين الوزراء الجُدد في حكومة نجدان، وهم: - كبير الوزراء، الشيخ أبو عبدالله المنجم، الملقب بضمير الغيب . - وزير الشعر، الشيخ...
حدثنا أبو الجودي شيبان بن سعد البكري ، عن سُبَيع بن نوفل التميمي ، عن سعيد بن سهم بن والبة ، عن أبي الفضل النجداني ، قال لما أخمد الطاغية ثورةَ أعراب القاصمة ، بضاحية نجدان العاصمة ، و أسرَ قائدَهم الأشدق بنَ خالد ، قرر أن يخطب فيهم ، فجُمع له منهم خلق كثير ، و ذلك في يوم شديد الحر ، فلبثوا...
السلام عليك ورحمة الله تعالى وبعد، إذا جاءك كتابي هذا فمُر الحُراسَ أن يأتوك بسجين الرجز، ثم قم بمناظرته في علم العَروض واعملْ على كشف غوايته وفضح عمايته، فإنه رأس من رؤوس الضلالة ووجهٌ من وجوه الجهالة، يجادل في العَروض بالباطل ويدعو إلى الفرقة بين شعراء الأمة، ويحثّ النحاةَ على العصيان، ويَدفع...
مساء الخير. هناك أسماء نسوية لها رنة موسيقية عذبة في الأذن، بصرف النظر عن معناها في المعجم. ومنها اسمُ "سمادير"، الذي يعني: " ما يتراءى للناظر كأنه الذباب الطائر." وقد كانت هناك نساء كثيرات يحملن اسمَ " سمادير" في الزمن القديم. ومنهن زوجة الشاعر دُريد بن الصمة. وهي "أم معبد"، التي ذكرها هذا...
رأى الرسام والنحات ماكس إرنست، فيما يرى النائم، أنه قضى ليلته وحيدا في غرفة بالفندق، وأنه عندما أراد الخروج في الصباح، لم يجد للغرفة باباً. كانت هناك نافذة وحيدة، تطل على حديقة عمومية، وسِوى تلك النافذة لم يكن هناك أي منفذ إلى العالم الخارجي. ظنّ ماكس إرنست في البداية أنه لا يزال تحت تأثير...
في يومِ أحدٍ بارد من أيام الشتاء، كان هناك رجل يمشي وحيدا تحت رذاذ المطر، في شوارع لشبونة شبه الخالية. كان قصير القامة، وكانت ملامحه توحي بالشراسة. وعلى أية حال، فقد كان يحمل في أحد جيوبه الداخلية مسدسا من نوع سميث. ومع أنه لم يكن سكرانَ ولا مريضاً، فإنه كان تائها عن بيته ويجد صعوبة كبرى في...
* من الشاعر يزيد بن الطثرية إلى الأديب أحمد بوزفور ------------------------------------------------------ السلام عليك ورحمة الله تعالى وبعد، فقد أخبرَني من أثق به أنك ذكرتَ مَشاهيرَ قُشَير في مجلس من مجالسك وأثنيتَ على شاعر من شعرائهم، هو الصمة القشيري، وأغفلتَ ذكْر أخيك يزيد بن الطثرية، مع...
كان بورخيس الأعمى يمشي وحيدا في زقاق موحش من أزقة بوينس أيرس، في الهزيع الأخير من الليل، وكان ارتطام عكازته بالإسفلت يُسمع من بعيد. ثم حدث ما كان متوقعا. إذ اعترض طريقَه شاب يحمل سكينا، وهدده بها قائلا: - ها قد حانت ساعتُك أيها الأعمى ! لقد قادتك قدماك إلي لأطعنك بسكيني هذه ! بقي بورخيس رابط...
كنتُ تلميذا في العاشرة من العمر. وذات صباح دخلتُ الفصل الدراسي وجلست في مكاني المعهود مثل باقي التلاميذ، فلما فتحتُ محفظتي لم أجد بداخلها أدوات ولا دفاتر ولا كتبا. وجدتُ فقط ضفدعة زرقاء بلون السماء، تحدق في ببلاهة. أخرجتُ الضفدعة ووضعتُها على حافة النافذة، فقفزَتْ تلك المخلوقة الزرقاء فورا إلى...
مساء الجمعة 16 أبريل 1972، كان الروائي الياباني ياسوناري كاواباتا يركب طاكسي، عائدا إلى البيت الذي يكتريه، بضاحية مدينة سوتشي. قبل أن يحمله الطاكسي، كان قد قضى نصف ساعة في الانتظار، عند مدخل النفق الطويل، الذي يخترق وسط المدينة. كان يشعر بكآبة عميقة. منذ انتحار صديقه الكاتب يوكيو ميشيما والكآبة...

هذا الملف

نصوص
237
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى