عبدالرحيم جيران

سيكُون مدخلا لهذا المقال معرفة كيفية إنتاج الحكاية المُؤطَّرة، ومحاولة تفسيرها من داخلها، وربط هذا لتفسير بالتأويل العام الذي أشرنا إليه في أكثر من مقال سابق حول «ألف ليلة وليلة». والذي يتّصل بالسوء التاريخيّ المُحدَّد في التجديل بين تباشير الانهيار وفقدان الثقة في التاريخ. وسنأخذ منطلقًا لهذا...
لنتّفق أوّلا على أنّ تأويل التخييل يحتاج إلى فهم خاصّ يقطع مع كلّ تأويلية عامّة تتجاهل خصوصية الحقول الخطابيّة واختلافها. كما أنّ من المطلوب القطع مع كلّ أشكال التقعيد الكونيّة، التي وُضعت من أجل فهم الحكاية وإرجاعها إلى شكل منطقيّ واحد، بل القطع مع التحليل القيميّ الأحادي. مناسبة هذا القول هو...
لأنها ليست إلّا هي، بميراثها الثقيل من الرؤي الطالعة من أحشاء الأرض، لا يسعنا إلا أن نصدق- علي الرغم من أنّنا لم نتعود علي التسليم بالخارق من الأحداث بسهولة- أنها كانت تحاذي حدود الحقيقة بطريقتها الخاصة، كانت تفعل ذلك من دون أن تقصد شيئاً محدداً مما تلقي به من فمها، كانت تقول الأشياء لتقولها...
كنت قد كتبت مقالًا سابقًا في علاقة الهوية بالحب، وما لم أتنبه إليه وقتها هو تضاد الكراهية، وما يجلبه من أسئلة في صدد الهوية؛ ولذا أعمل في هذا المقال على استدراك الأمر. وحين أفعل هذا فعلى وعي بما يترتب على هذه المهمة من تبعات أخلاقية. وأعني بهذا الاهتمام بما عملت أخلاقيات التسامح والغفران على...
يتصل السهو بعلاقة السارد بفعل سرده، وبقوّة ذاكرته، وبوعده بحكي حكاية أو حدث يُؤجِّلهما، أو يعطي معلومات غير متطابقة مع ما سبق سرده. والسهو السرديّ غفلة عن شيء معلوم لدى السارد، لا عدم قدرته على تذكّره. ولا تخلو الليالي من أن يعرض السهو للسارد، خاصّة في صدد حكاية «أمامة وعاتكة» التي ذُكرت نصّا في...
ما استقر في جل الأدبيات الجمالية التي تتناول الشعر بالتنظير- في هيئة مسلمة تكاد تكُون محسومة- أن أفلاطون قد طرد من مدينته الفاضلة الشعراء، لكن ظنا من هذا القبيل يحتاج إلى إعادة النظر. أول ما يتبادر إلى الذهن في هذا الأمر معرفة ما إذا كان أفلاطون قد طرد كل الشعراء، أم البعض منهم؟ وإذا كان قد طرد...
عادة ما نحمل أجسادنا من مكان إلى آخر، قد نتحايل على الحركة حتى نمنحها ما يجعلها ذات هدف محدد، لكنّ هناك في الحقيقة شيئا ما خفيا وراء هذه الحركة التي تبدو وكأنها واعية بذاتها، بيد أنها ليست كذلك. هذا الشيء يتخذ هيئة سلسلة من الأحداث قابعة في الخلف، وتدفع أقدامنا- بعد أن نُكسبها الجرأة اللازمة-...
إن أخطر ما صنعته البشرية هو الغد، هذا المفهوم الذي له صلة بتولد الزمن، وظهور الهم من حيث هو قلق، بما يصطحبه معه من انتظار وتوقعات. ربما كان نصيبٌ وافر من المشكلة النفسية واجدًا علته في المسافة التي تفصل بين الحدود التي يتحرك بينها الغد. وحين أفكر في الغد على هذا النحو فلكي أفهم من جهة الحياة في...
لزيرافا قول مهم في تحديد الرواية، إنها كانت تتطور في حدود المساحة الحرة التي تركت لها من قبل الفنون الشعرية المكرسة، ويرى بأن أصالتها تكمن في في هذا التطور الهامشي، وأنها كانت تؤسس قواعدها انطلاقا من متاح تلك الحرية الظاهرية، ونظن أن الرواية تنتج فنها انطلاقا من الحرية المعيارية التي لا تتقيد...
لزيرافا قول مهم في تحديد الرواية، إنها كانت تتطور في حدود المساحة الحرة التي تركت لها من قبل الفنون الشعرية المكرسة، ويرى بأن أصالتها تكمن في في هذا التطور الهامشي، وأنها كانت تؤسس قواعدها انطلاقا من متاح تلك الحرية الظاهرية، ونظن أن الرواية تنتج فنها انطلاقا من الحرية المعيارية التي لا تتقيد...
أزقَّةٌ ترتدي الموتَ القديمَ، يدا السماء فوقُ تُحيك وجهةً لغد لا يستبينُ خطاهْ، كما الصدى من غير حائطٍ، أو كما وشم قديم اندثرْ... مثل السراب يُجلّل الرؤى تأتين خلسة، ثمّ ترحلين قبل الأوان وراءك اللصوص وغيرهمْ مِنَ السوقة، كأنّما ليلُنا استطاب منّا ذلّنا وصمت القبورْ، والجهل يروي عنّا قصص العقم...
تعدُّ القصة القصيرة جنسا أدبيا غير معياريّ، قد نستطيع تلمس بعض خصائصه النوعية انطلاقا من تاريخ تراكم الكتابة في حيزه، بيد أن هذا الجهد ذاته لا يفضي إلى شبكة قارة من الأوفاق الجمالية التي يمكن الاتفاق على كونها نهائية، ومحددة لمشروعية النصوص التي تنتمي إليه. وممّا لا يدعو إلى الريبة أنّ كتابة...
«قبل أن أسترسل في مغامرة إعادة تفكيك النصّ الليليّ تأويلا، أحبّ أن أشير إلى أنّ ألف ليلة وليلة تتضمّن رسائل مُسنَّنة تُركت للتاريخ في انتظار من يكتشفها، شأنها في ذلك شأن القارورة التي رُميت في البحر مُتضمِّنة داخلها رسالة، ورماها الموج على الشطّ، لعل فضوليًا يفتحها كي يقرأ ما في داخلها». لقد...
نعيش اليوم توها لا ضفاف قارة له، نكاد نضيع في حساء العابر، ولا نعدو إلا خلف الشبه الذي يبعث فينا الاطمئنان بأننا في مأمن من المربك، حتى الأشياء تفقد سمكها حين تتلع أمامنا، بفعل عمى أصابعنا، وارتعاش عيوننا. لا نملك القدرة على الاهتداء إلى المعنى، ومحله نضع كل رصيدنا من اليقين الذي يمنحنا إياه...
لا يخرج هذا المقال عن سابقه في أسباب نزوله؛ فهو إجابة عن سؤال الباحث نفسه الذي كان ردّ فعله وراء إنتاج المقال السابق. والسؤال المثار من قِبَله هو: إلى أيّ حد يُمْكِن التنظير لمفهوم وعي العزاء الذي ورد في هيئة العبارة الآتية: «هل هو وعي العزاء الذي يتبقّى لنا، ونحن نرى إلى هويتنا من خلال مرض...

هذا الملف

نصوص
63
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى