سلام إبراهيم

أخذتني من أحشاء السوق المسقوف، من رائحة الأقمشة والزعفران، المسك والبخور، من مخاريط الضوء المنهمر من ثقوب السقف الصفيحي الصدئ المنخور، من برودة الظلال، من البلاط المبقع بدوائر الشمس، من الأغبرة المتراقصة وهي تعفرني أثناء مروري المتأني في طريقي إلى دكان أبي النجار، من الغمرة العميقة، من كسل...
في مديح الشق المقدس (المهبل) ها أنذا أسخر من كيان الذكر اللاهث.. الساعي إلى دفءٍ يظل يفتقده كل العمر حال خروجه من بحرها الدفين الذي لا أفق له ولا ساحل سوى الدنيا المبكية. لحظة فريدة جليلة تحرزها الأنثى في إرث روح جنسها السري، غير القابل للفضح مهما قيل عنه وصفاً وشرحاً. ركعتُ مرة أخرى...
في دعوة منتدى بغداد الثقافي والفني ببرلين 2-6- 8- 2018 أخبرني الأخ عصام الياسري رئيس المنتدى بوجود رفيقي القديم “يحيى علوان” في أول جلسة تعارف مع جمع من الأكاديمين العراقيين المتقاعدين أصغرهم بعمر 73 سنة، لم اتعرف عليه، وكان لدي فضول في معرفة أحواله. هو في واقع الأمر تحاشاني في تلك الجلسة، لكنني...
أود في هذا الحيز الضيق تقديم نظرة تقييمية مكثفة عن المنجز القصصي العراقي منذ النشأة حتى الأن، رغم صعوبة الأمر، فعمر القصة العراقية يقارب عمر الدولة العراقية التي نشأت بحدودها الحالية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ممثلة بنصوص ـ محمود أحمد السيد ـ الذي يعود له فضل تأسيس قالب القص بشكله المعاصر،...
باغته وجهها المذهل حال دخولهم الغرفة.. كانت تجلس في الركن المواجه للباب لامةً ساقيها تحت كتلتها وتخالس النظر وكأنها خجلة من الحضور. الغرفة تضيق بالمائدة الطويلة المصفوفة عليها أطباق من مختلف أنواع اللحوم المشوية والفواكه والخضر والخمرة.. أفسحوا له الطريق مرحبين.. خطا مقتربًا من جلستها. ارتعد لما...
-1- المرأة سر الوجود، المشتهى والمبغى رحمها بحر وحضنها بيت الإنسان. سأنشر نشيدي عنها مقطعا مقطعا بقصتي -عشتار العراقية- ـ يا حبيبي أحنه في حكاية من ألف ليلة وليلة!. قالتها، وعيناها اللامعتان منشغلتان عني بالسقف الخفيض المغطى بلوحات محشودة بالجواري والمغنين والراقصات المتطوحات وكأنهن سيسقطن بعد...
أركبني أمامه على دراجته الهوائية وقادها باتجاه المدينة. كنتُ أتَلَفّت مُلاحِقاً بعينين كسيرتين رفاق طفولتي وزملائي في المدرسة يلهون باللعب وسط شارعنا الترابي العريض راكضين خلف كرة من البلاستك. أَتَلَفّت وقلبي يهبط إلى قدميّ المتدليتين بشكل جانبي والمحصورتين بساقيّه القويتين المنهمكتين في تحريك...
لا أميل إلى تسمية الأدب الذي تكتبه النساء بأدب نسوي. لأسباب عديدة أولها؛ لا وجود للحياة البشرية دون طرفي الوجود الرجل والمرأة؛ فقصص الكتب السماوية تشترك بقصة خلق الله للرجل والمرأة وما تبعها من حكاية الغواية والتفاحة والأفعى وأبليس، ولا ننسى أن الكتب جاء بعد تطور حضاري طويل قطعته البشرية عابرة...
يبرك خائراً في بركة السرير، ضائعاً في دوامة القصة. يحاول إيجاد ما يفسر وضعه الصعب.. يستميت استماتة غريق في يمٍ. يتشبث مستنجداً من غور الماء، بذراته العصية، شأن جسدها القريب.. المستحيل. ـ ما الحب.. يا رب المحبة؟!. ـ أيكون ليس غير وهمٍ.. يصبغه المحب مثل غشاوة على كيان المحبوب؟!. هدفٌ...
أيها الجسد أعرف أعرف حملّتكَ فوق طاقتك في سفرِ العمرِ لهاثٌ في لهاثٍ عَدَوتُ حتى حافةِ الهاويةِ أعرف يا حامل روحي وراعيها أنكَ تكاد تصمتْ غير أسفٍ فقد قاتلتَ كُلَ الوقتِ منذُ الطفولة والصًبا والشبوب حتى الكهولة وخريف العمرِ قاتَلتَ، قاومتَ لكّني أدرك يا منً تَسهر وأنا أكتبُ عنكَ أن الرحلة على...
هل سمعت يا إلهي نواح العراقية على ابنها هل تأملت يديها المرفوعتين نحوك يامن تسبح في الأعالي ولا تفعل شيئا سوى السماع والسماع والنوم يا إلهي متي تستيقظ؟ متى؟ تدرك حزن العراقيات الفاقدات فلذات أكبادهنَّ متى؟ أوشك أن أصرخ أنت ميت يا إلهي أو أستدرت لتلهو في لعبة أخرى وسلطت علينا الأشرار الخارجين من...
ثمة أنثى مطلقة تحوم بروحها بين الكلمات، وترف بأجنحتها حول قامات الحروف، تلويها، انغلاقها، انبساطها، تحوم الروح الأنثوية فاعلةً. في النصوص الموغلة في القدم نجدها الغاوية، فهي من دجنت أنكيدوا جوار نبع الماء وأخرجته من التوحش إلى التحضر في مهمة نبيلة، وهي في النصوص الدينية من دلت آدم على الشجرة...
أنهكنا المسير طوال الليل في رحلة عودتنا من مواقع الثوار الحدودية إلى عمق أرياف دهوك. هبط الفجر علينا في اللحظة التي أقبلنا فيها على قرية صغيرة تناثرت بيوتها أسفل السفح. كنا أول الواصلين فقد كنا في مقتبل العمر، رياضيين، لعبنا معاً في فرق المدارس التي حللنا بها. طوال الطريق كنا نحلم بانتصار...
* إلى إبتسام زغير – أم نصار – الرفيقة مع حبي واعتذاري أبحر في يم بشرتها السمراء، في زغب الوجنتين الطفل، في استدارات جسدها الأليفة المخبوءة تحت السروال الفضفاض، والقميص العريض، والتي كاد أن يصبح لمسها أمنيةً لشدة دنوها واستحالتها. فمنذُ ليلة التحاقهما حيث قضياها متعانقين، في جوف مغارة ضيقة...
إلى روح صديقي الشاعر عزيز سماوي تواعدنا في مقهى "أم كلثوم" في طرف شارع الرشيد من جهة الميدان، المكتظة بعشاقها والدخان وصوتها الصادح بحفلاتها المطولة، وصفها صديقي "عزيز السماوي" بذلك بعد أن أخبرته بأنني لم أدخلها يوماً، كنت أمرّ على رصيفها يومياً في طريقي إلى مكتبات "المتنبي" التي سكنتها بعد أن...

هذا الملف

نصوص
27
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى