صلاح عبدالعزيز

لا عجب أن تتساقط من جيبى مصابيح النيون فتنكسر على أرضية يدى التالفة والتى تشبه مصباحا معلقا على سقف من غيم مر وترك بصمته كتاجر خردوات أو مهرب آثار أو مزيف لوحات . لا عجب أن تشتعل فى جيبى شعوبا قصصت أوراقها من جريدة فتناثرت الحروف والتعليقات وأصبحت دبابيس . مازلت أجمعها كل يوم من موائدكِ التى...
هناك دون قصد أشياء فعلناها تتحرك كعربة وتنخر الذاكرة تتوقف فيها ساعة الحائط وتتحول شياطين الوهم الداخلى إلى حقائق مفزعة وهى وهم محض . الذى يجعل الوهم حقيقة أنك الوهم ذاته . انظر ليست لك صورة تلاشت مادتك وليس لك حيز وتخترق الحوائط كشبح . أنت تدرك ما يعنى ذلك عندما لا يحس بك أحد ويهشك الناس كذبابة...
وكمْ كمْ ككمْ قلتُ لها ما لم تقله ولا قالت لى يوماّ أحبك ولا لا للا كَفَفْتُ عن البكاءِ يوماً حتى لان لى الحجرُ الخرابُ والسرابُ فى البلادِ كلها والملوكُ هباءٌ على عروشهم أُدركُ أنكِ أولَ الطريق وآخرَه والزهرةَ المستحيلةَ تحتَ وبر الخيمةِ شمسُ نهارٍ ناعسةٍ نؤومُ ضحًى ابيضاضُ جسدٍ واحمرارُ خدٍ...
مارسى معى لعبة البادية اللعبة التى يجيدها الشعراء يحب الشاعر ثم يفترق عن حبيبته ثم يهيم كسكير فى الخلاء ثم يموت ويبكى عليه الناس ثم يقف الشعراءُ على قبره سنوات طوال . وأنا حين أحببتكِ لا أدرى لماذا . كان يمكن أن لا أحب يمكن أن أهب نفسى للزوال فلما لا أراك إلاَّ فى قصيدتى وحين أقرأ غيرى لا أرى...
أيقنت أن الصحراء لى وطن وأن الخيمة ملاذى الأخير وطنى الربع الخراب وطنى العطش والبئر العميق وطنى نجم بعيد والحرب والدماء ودورة الأمم فى انهيارها ولا نهاية لبكاء يتيم البلاقع فى جيبى تتناثر أينما حللتُ لا أمدح غير الصخور معى ناقتى وأمام باب الخيمة تجرى الرياح بصوت الدهر وبصوت الموت وبصوتى دون...
لم يكن حين حاصرتنا القبائل أى ضوء وأنا أإدك فى التراب حين أسلمتك لأول قارئ وحين تداولتك الألسن بالفضائح لا مفر من أن أتحمل فقدك وحين تُسألين قولى لهم مات هنا القبائل ترجم شاعرها إذا استقى من ماء غيرها وفى لغة القبيلة يخلعون أوتاد خيمته فى المضارب وعلى سكة القافلة أقام الليل خيمته ونام جاءت...
عندما كنتُ صبيا فعلت أشياء سيئة يجب أن أعترف الآن وحيث لا كلام بيننا تكور الغبار على هيئتك فانتصبت ذكريات تتجاوز فاصل الجسد وقشرته وعلى فرض أن طائرا من صدرى يطير إليكِ كشبح لا يسعنى إلا أن أسير وراءك كلما انتفض وفى لحظة ما أنكرت كل أكاذيبى سأكون بعد عدة أيام قد ضجرت وسوف تتقلص مساحتى كحريق...
عندما نظرت فى عينيه تبدد العالم تبدد حتى صار نثارات كيف تعيش فى النثارات كيف تجمع تلك النثارات كى تعيش كى تلمح بهجة آتية أو تشغل حيزا فيها كيف يكون شكلها فى النثارات كيف يكون شكلك أنت بكل ذلك العمر لا شئ لا إنسان تعرفه فيك ولا تمر غير النثارات مدومة فى الهواء الهواء الذى يموت بداخلك لست إنسانا...
النظر إلى لا شئ دائما من صفات المرضى لكننى لست مريضا بما يكفى أن أكون دائما هكذا. أنظر للا شئ أنظر وكفى . العالم مشغول بنفسه وأنا مشغول بنفسى كيف نتفق كيف يكون بيننا هدنة . فى الرؤية تنسحب الأشياء من أمامى وتستقر هناك حيث لا رؤية ولا مشهد يستفزنى كى أقاوم الملل . كى تقوم من مكانك وتقطف ثمرة من...
كلمة : عظمتك لا تحتاج إلى دليل يا سيدتى *** * .......... أَظنُ أنكِ ستأتينَ معَ العَصافيرِ مِن الغابةِ الجَنوبيَّةِ ، أوْ مَع الرياحِ وَهْىَ تَحْملُ أجنِحتَها صَوبَ شمالِ جَسَدى وَهْو يرفُّ مُختلجاً فى نفضَته الأخيرةِ وسَتهاجرُ معَكِ أغْصَانُ الشجَرِ مُورِقةً بأعْشَاشِها ، هنَا سَتُكَوِّنُ...
تطبق السماء عينيها لمن يقدمون أنفسهم للموت إما أن يكونوا عرايا أو مجرد خيال تتغير صورهم وهيئاتهم التى تعلق فى الذاكرة كأنهم لا يستسيغون محبة وإذا كانوا حالمين يقتلون أنفسهم ويقتلوننا والموت لا أين ولا كيف ربما بعد أن يهمس الموت يتركنا للكراهية وهى موت مؤجل وصامت مثلما ينعكس النهار من وجهها...
حين يبحث الانسان عن حقيقته تبدأ الأسئلة الوجودية تبدأ وتدور حول نفسها وتعود لبداية الدائرة دائما وكما خلقتنا الطبيعة الإلهية سنظل كما تريد وكأن المسألة قدرية بحتة يجب التصالح معها وتقبلها على ما هى عليه أو يظل التمرد الإنسانى والتشوف والاتحاد معها مطلبا لكثير من الشعراء المتصوفين وحتى شعراء...
فى شتاء 1997 آخر يوم من أيام السنة الهجرية والميلادية حدثت لى كارثة فى العالم الغريب عندما تلتقى السنتان لا أبالغ كان الزمن يرجع للخلف كأن ترجع جنينا فى مرات كثيرة يحدث أن الزمن بيديه العاريتين يطبق على رقبتك فينداح الهواء من الرئة وتجحظ العينين لحظتها فقط تعود طفلا ولا يدان حانيتان ترى ببغاء...
........... وأمر كل وقت على سياج من النباتات تنظر نحوى ولا تمل عينها الدامعة بهجة ثم أسى تلك كانت شعبا من بذرتى شعبا ضاحكا من عظام التربة وأوجاعها الخفية......... .......... مكتوب على الحجارة بإزميل روحى وعلى خط الأرض شوك فى الأقدام يلتف كطحلب بدائى يتشمم الهواء وينهمر من أعلى شعاع شمس ساخط كنت...
............ ثم أننى لا أملك غير حقلٍ من الحنطةِ وأزرعُ البصلَ والكراثَ من أجلكِ . وعندى دجاجاتٌ وبيضٌ والثومُ فى كل مكانٍ . ........... ........... لم أكن مقنعاً وعندما استدارت انهمر الرصاص لكننى ........ مازلت بخيرٍ والآن مازلت أستخرجُ الرصاصات ومازال نفسُ الألم ........ أنا بخيرٍ أجلْ ومع ذلك...

هذا الملف

نصوص
214
آخر تحديث
أعلى