صلاح عبدالعزيز

العمل الشاق لبناء وطن سمة من سمات المصرى الصميم عامل البناء ذلك العمل الشاق وتلك الحياة التى يقضيها المصرى طوال حياته وعلى مدار حضارته العريقة من أقصى الجنوب لأقصى الشمال ومن شرق مصر لغربها تلك مهنة يمتهنها كثير من المصريين الذين حملهم النهر من الجنوب وتفرقوا على ضفافه فى كل مدن مصر ومن عنوان...
يسرنى استنفاذ رغباتك حيث تبقى هادئا طوال اليوم لا تطلب غير كوب شاى . ها أنا أخلع ضلفتى الباب لجيران يتوهمون أن علاقة تمت يباركهم جرس باب صدئ ويتركون بعضا من مدخراتهم على السرير . السرير مرتب بعناية لدرجة التقزز ما الذى حدث البارحة أيقظنى غطيطك عيناى متورمتان لم آخذ كفايتى من النوم والنهار حاجزٌ...
تنبع مأساة الشعب الكردى فى تلك المنطقة من العالم من اختلال فى التاريخ يقوده الجبابرة والطغاة ويرسمون خرائط الوهم متجاهلين طبيعة ذلك الشعب القادر على المقاومة إلى آخر رمق والشعراء حين يتغنون بالوطن فإنما يؤكدون هوياتهم التى لن ينزعها أحد لا فى المنافى ولا فى السجون. عفرين المأساة والنزيف التى على...
هل تستطيع أن تسمع أو تشاهد النظر للأمام يلهيك مع أن ما يحدث ريما يعيد لك الإدراك حين تهاجمك الهوام والوحوش المختبئة البعض منا يدرك أنهم هناك ينسحبون من بؤرة الرؤية وفجأة لن يمنحوك سر المقاومة كن واثقا أن النقطة العمياء أهم بكثير منها تعرف مدة صلاحية الأصدقاء ومنها ينطلق السهم القاتل وفيها أعداء...
غير أنْ فى أحيان كثيرة أمشى فى الظل معى أشجار صفصاف تسكب ظلها من قلبى إلى أرض بها توت مورق يهمس كيف تترك مسقى المياه يجلس على راحتك دون خرير فى فمك بضع حكايا تنزل بقدميها كعروس تسكن فى بكارة النهر والموج لا موج بل سجادة من الأرض للسماء ينزل قمر من شرفته يغطى التوت والصفصاف أحيانا السحب تومض ومضا...
سلاما للطيور والنباتات وللصخور سلاما لسائر البشر للهواء والسحاب وعن انحطاطى فى نصفى السفلى بعيدا عن مشارق النور سلاما كنت فى سريرتى وفى ماء دافق لا منزلتى تدنو ولا تعلو ونفسى معجونة بالرغبات كنت قبل الخلق فى نهاياتى كنت مربوطا بوتد الروح يتشكل الإدراك غالبا من اليأس كنت يائسا لا نفس غير نفسى كنت...
يلزمنى أن أحط اليمامات فى عشها اليمامات عششت فى كفها والعش ليس مثل الكف الفرق ليس كبيرا فى عشها أو كفها عيناى فى يدى أم عيناى هى والله ما طلعت اليمامات إلا وكأننى أشرقت شمسى من عينها إذا نظرتنى بعينى واليمامات استوطنتنى ما غربت شمسها عنى ويلزمنى أن أرى أو لا أرى نقر اليمامات فى كفى ما بال تلك...
أعود أقل انحيازا لمن يسير عكس اتجاهى ماء داكن مثلا كيف هى الحياة بداخله الروائح الكريهة أيضا تلك التى تفرزها طينة فى قاع مستنقع كان - فى الماضى طبعا - ولكن الذكريات نفسها تعيد العالم مجزء كأشواك تين وأنت تمسك بملقط ولا فائدة أعود من الخارج إلى الداخل حاملا جنون تلك العوالم التى تُرى والتى لا...
الكتابات مثل الملبس قميص مشجر باهت والعالم ضيق جدا يلزمنى عالم أوسع لن اكتب شيئا كيف أكتب والمفردات انتهت وعندما أدلف إلى نفسى أجد جغرافيتى من يستطيع اكتشافها فى الداخل كتابات أخرى كلما نظرتُ تضاءلتُ كلية وعرفت أن هناك فارقا كبيرا غير أن تفقد حواسك أو تفقد ما تتخيله من قدرة ماوراء الحواس...
عندما ينفد الرصيد فى البحث عن الحقيقة واجتياز الشك ذلك العالم المحير الذى ولابد أنه قادر على هدم كل حقيقة وربما تزييفها فينتاب الإنسان الخوف وتتحكم به الخيبات رغم بركان الأسئلة والصورة الكلية للنص الدهشة والقلق والحيرة وعبث البحث عن إجابة لأسئلة ربما ليس لها إجابة حتى الفرضيات تحيل العالم نوعا...
1 على جدار كهف * فى غابة روحى أكاد أقتلنى فى تلك الغابة أسحب روحى من روحى عندما غابت يدى فى أعشابها وددت أن أتبخر أصبحُ صوتَ الريح أو رجلَ الملح الغابةُ كغانية تتعرى لها حلمات كثيرة لا تكفينى كطفل كدت أغرق مرة فى منتصفها المجنون ولولا أعشاب فخذيها لكنت من الهالكين . كلما كان الجسدُ جميلا كانت...
كان لى قمر غير هذا القمر كان قمر المحبين ضوء القمر بنعومته الفضية لا يليق لهذه الليلة غير أن كل ليلة أقطع جلدى النازف وأرتق أسفلت الشارع . سرت كثيرا حتى أننى استغرقت عمرا طويلا ولم أتعب كأنما فى جراحة عاجلة أطوى المسافة أجد نفسى أنا المطوى أنا الآخر ـ على غير المعهود ـ رائحة كلس فى زخم الهواء...
النوم فى الحانات أروع ما يكون تمشى وحيدا مع ظلك الذى لا يظهر بالليل ويسندك دائما عندما تميل من السكر لماذا تمشى دائما وحيدا مع ظلك الذى – لأنك تنام – لا تراه ولا يراه الناس لأنك ابن ليل وكأس. بالنهار نرى الظلال لأن أجسامنا تعترض شعاعا فر من الشمس تمتص هذا الشعاع وتخرجه ظلا كل الظلال تسير مع...
ذات يوم كان لى ملاك حارس كنت فى معظم الأحوال ألقى بنفسى من النافذة وكان يتلقانى بين يديه الناعمتين ويجلسنى رويدا على حجره المستفيض كنت لا أبالى أن ألهو أمام سيارة مسرعة لا أخشى ولا أخاف حتى أننى تناولت مرة عدة شرائط منومة كى لا أعذبه معى وظللت نائما عدة سنوات وعندما أفقت لم أجده سألت قيل مات...
فى شتاء 1997 آخر يوم من أيام السنة الهجرية والميلادية حدثت لى كارثة فى العالم الغريب عندما تلتقى السنتان لا أبالغ كان الزمن يرجع للخلف كأن ترجع جنينا فى مرات كثيرة يحدث أن الزمن بيديه العاريتين يطبق على رقبتك فينداح الهواء من الرئة وتجحظ العينين لحظتها فقط تعود طفلا ولا يدان حانيتان ترى ببغاء...

هذا الملف

نصوص
214
آخر تحديث
أعلى