محمد عارف مشّة

( 1 ) ما أصعب أن تستيقظ من نومك . تشعر بضيق واختناق ، ولا تعرف له سببا . تنهض من سريرك متعبا خائفا من لا شيء تعرفه . تخرج من بيتك . تبحث عن ذاتك . تسير بضعة خطوات . تتعثر بظلك . تنهض لاعنا ظلك . تقودك خطواتك إلى المجهول . تجيء لك كلمات أغنية حزينة . تمزج كلماتها بدمع القهر ، وصمت الآه . تقف...
كتب اسمه في دفتر زوار المعرض . اقترب من باب صالة المعرض . وجده مغلقا . عاد بقليل من الاكتئاب . وقف بجانب العمود . أشعل سيجارة ونفث ضيقه وملامح غضبه من أنفه وفمه ، اشّتم رائحة عطر نسائية قادمة من خلفة . كادت أنفاس المرأة تلسع رقبته . التفت إلى الوراء . وجدها قريبة منه تكاد تلتصق بجسده . تراجع...
( ثانيا ) قصة كتابة ونشر مجموعة ( همسة في زمن الضجيج ) القصصية ( 1 ) هبطت الطائرة على تمام الساعة العاشرة ليلا في أرض المطار ، بعد التنقل بأكثر من طائرة وأكثر من مطار ، ولمّا لم يكن هناك فنادق متاحة ، وكنتُ برفقة زوجتي وابني بشار في عمر الستة أشهر ، فقد نزلت في بيت صديق برفقة زوجته . ذهبنا...
ما حلمت في منامي ذات حلم أن أكون شاعرا أو قاصّا . ربما كان الحلم لغاية المرحلة الثانوية أن أكون مخرجا . ممثلا . سياسيا . فنانا تشكيليا . في بدء العقد الثاني من عمري ، كان اجتياح الكيان الإسرائيلي لجنوب لبنا ، وكانت المنظمات الفلسطينية تقاوم الاجتياح عام 1982 ، وكان الحماس الوطني ، وتضامني مع...
ما حلمت في منامي ذات حلم أن أكون شاعرا أو قاصّا . ربما كان الحلم لغاية المرحلة الثانوية أن أكون مخرجا . ممثلا . سياسيا . فنانا تشكيليا . في بدء العقد الثاني من عمري ، كان اجتياح الكيان الإسرائيلي لجنوب لبنا ، وكانت المنظمات الفلسطينية تقاوم الاجتياح عام 1982 ، وكان الحماس الوطني ، وتضامني مع...
هل جربت يا أنا ان تعيش تحت صفيح ( الزينكو ) ، لتسمع وقع طبول حبات المطر؟ هل قفزت قطة في الليل فأفزعتك من نومك؟ أو هل سرت في زقاق المخيم يدلف عليك زخات مطر كالحجارة ولا يكون من حقك أن تتألم؟ . هل سرت حافي القدمين ، بعد أن قاموا برفع ساقيك ، ولسع السوط أسفل قدميك ، ثم أمروك أن تسير حافي القدمين...
أعترف في البدء أن الكتابة عن قامة نضالية وأدبية بحجم عائشة عوده ، بأنها لن تكفيها حقها ، فهي ليست مجرد أسيرة قضت في سجون الاحتلال الصهيوني منذ عامي 1969 ولغاية عام 1979 من القرن الماضي ، بل هي مدرسة نضالية ،تستحق دراسات متعددة في فكرها النضالي ، المبني على قناعات أيديلوجية وفلسفية في آن معا ...
وجهي المعلق كان حزينا . اقتربت منه بكرسيّ المتحرك ، مازحته . قلت له طرفة . ازداد عبوسه . أشاح وجهه عني . سألت وجهي إن كان غاضبا مني . أغمض عينيه وكظم غيظه . نما غضب في داخلي . تجاهلته . تراجعتُ للوراء . لمحت طيف ابتسامة على شفتيه . رأيتُ فرح بعادي عنه . سرحتُ بنظري الى البعيد فوجدتُني أتذكر...
ارتدى أجمل ثيابه ، وضع عطرا رائقا . حمل حقيبته ، وخرج ليعرض كتاباته على محرر في مجلة ثقافية . استقل سيارة خاصّة ليتعجل الوصول . جلس في المقعد الخلفي وقال متباهيا : إلى المجلة الثقافية من فضلك . نظر له سائق السيارة في المرآة وقال : ــ هل أنت صحفي ؟ رفع رأسه بشموخ . نظر من خلال زجاج النافذة بلا...
ـــ حقير . حقير . ... صرخت البنت . كان يقف في نهاية الشارع الممتد ما بين موقف السيارات الصغيرة ، وبسطات البائعين لكل شيء مسروق في سوق الحرامية . كان يقف كقرد بهلواني في سيرك ، فتاتان عيونهن تتصيد الرجال القادمين من اتجاه دار العرض السينمائية ، والمشهورة بعرض الافلام الجنسية المثيرة لنزوات...
على بعد خطوتين كان يقف هناك . طويل الجسم . مفتول العضلات . له وجه قاس وعينان تتربصان بالمارّة . تجاوزته وسرت مبتعدا عنه ومشيرا بيدي لعل حافلة تقف . لكن أحدا من السائقين لم يفعل . عيناه مازالتا تلاحقني . حاولت الابتعاد عنه . مشى خطوتين نحوي. تأفف وأخرج زفيرا حادا . قلت لنفسي ربما هو غاضب من شيء...
جلست في المقعد المنفرد بجانب السائق جوار النافذة ، فتحتُ زجاج النافذة متمتعا بنسمات الهواء الباردة ، وهي تلسع خدي الأيمن وأذني ، مراقبا حركات المارة على أرصفة المشاة ، مبتعدين إلى الوراء بطريقة عكسية ، ما أتاحت لي فرصة المزيد من المتعة ، بينما الأشجار تتسارع في جريانها مبتعدة ، رغم ثبات جذورها...
التصقت قدماه في الطين . تعثّر في وتد الخيمة . تمايل جسده . سقط الطفل تلوثت ثيابه . دخل الغرفة الصفيّة .الأرض مبللة بالطين وقنوات ماء المطر الصغيرة . المقاعد مبتلة . الريح في الخارج تزأر . عمود الخيمة يتأرجح . المعلم يشرح . جسد الطفل يرتجف . المعلم يخلع معطفه ويلف به جسد الطفل المرتعش كعصفور مبتل...
اهتزت يد الرجل العجوز القابض على عكازته كما القابض على الجمر ، مسح العرق عن جبينه بطرف ( حطّته ) ، تحت شمس تموز اللاهبة والقيظ الشديد . تلمّظ العجوز عطشا ، وتابعت ساقاه النحيلتين سيرها ، نحو شارع أسود يعطي بريقا اسفلتيا لامعا ، يزيد من انعكاس أشعة الشمس اللاهبة عمى وغبشا في عيني الرجل العجوز ...
الأسير رقم 2015 قصة محمد عارف مشّه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اهتزت يد الرجل العجوز القابض على عكازته كما القابض على الجمر ، مسح العرق عن جبينه بطرف ( حطّته ) ، تحت شمس تموز اللاهبة والقيظ الشديد . تلمّظ العجوز عطشا ، وتابعت ساقاه النحيلتين سيرها ، نحو شارع أسود يعطي بريقا...

هذا الملف

نصوص
77
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى