نصوص جديدة

خرج من دار النشر وفي داخله هوّة سحيقة، كأنه تخلّى عن نفسه حين سلّم مجموعته القصصية إلى الناشر، فطالما عاش حياة شخوصها، وتأثّر بأحاسيسهم وعواطفهم، ومثل كلّ مرّة بعد الانتهاء من الكتابة، يخامره شعور يدور في الفراغ ذاته، إذ لا حياة له، ولا مشاعر، ولا انفعالات سوى ما يعيشه داخل الشخوص التي يكتبها،...
بقلم : سري القدوة الاثنين 20 أيار / مايو 2024. ما يجري في قطاع غزة خصوصا وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس ليس له مثيل على مستوى المجتمع الدولي والتاريخ المعاصر وهو أكثر فظاعة مما حدث في الحرب العالمية الثانية، وأن حجم الدمار والقتل في بقعة جغرافية صغيرة يؤكد على العقلية...
مُؤهلات الناقد الأدبي ما أسهل النقد، والتنظير، والهرطقة، وما أصعب إنتاج الأدب والمعرفة، وبناء شواهق الإبداع كافّة، وما أسهل التمسّح بالثقافة، وما أصعب الحَسْم في شؤونها، إذا أردت أن تكون ناقدا في فن، عليك أن تكون ممارساً له، محترفاً في صناعته حتى لا تكون ناقداً مجانيّاً وما أكثر المتكلمين في...
ـ 1 ـ رأيتها تزم فمها كما لو أنها تستنفر كل قوتها لفعل شيء...أو للتخلص منه... قلت قبل أن أرى ما رأيت، ربما هو مغص ألم بها. ولأني رأيت خاتما، كان حين التقينا يطوق بنصر يدها اليسرى، وأنا أراه الآن، في يدها، فمن السهل التخمين أنها كانت حينذاك، تحاول أن تسله من إصبعها.. ولم يكن أمر الشفتين...
بالتأكيد ستطرق نافذتها يوما كأي شبح أتعبته الدروب الخاوية تُلقي نثار أيامك الباقية في حدقة عينيها وتقول: انظري هذا اليوم أنا باق ستفر هي بأعجوبة من مُشاكسة أحضانك وبعجزها عن التدلل الأخير ترتدي قميصها الشيفون الأحمر وتسحب التجاعيد بغيظ إلى حقيبة التبرج ستُغمض عينيها برقة وبانسيابية شديدة تجذب...
كنت أقدر أن نادر سيكون هناك, بين أفراد العائلة, يتقبل التعازي بوفاة أخيه الأكبر منه. كنت أعلم علم اليقين أنه سيأتي. لن تمنعه عن الحضور تهديدات سابقة, من شتى الجهات, ولن يمنعه (الحزام الأمني) الجديد, الملتف مثل حبل المشنقة حول عنق (الجنوب), والذي يشكل, بالنسبة إلى جورة السنديان, طوق الاختناق...
بريء من صحاري الصمت من عجز تغلغل في ملامحكم بريء من هزال الذل يرجف في مواقفكم بريء من تهافتكم .. بريء من تنافخكم تقزمكم .. بريء من تخاذلكم فحتى النمل ان حاولت تقتله يدافع عن ثقوب الأرض ماذا عن مدائنكم ؟ وماذا عن ظلال القدس ؟ ماذا عن مساجدكم كنائسكم ؟ حتى الحجارة تغضب .. ان طرقت اديمها صرخت...
لا يمكن وصف الحدث كجزء من ارتباطات شبكية، بقدر ما هو منفلت بذاته، إنه سابح في عراء شاسع، وهذا ما يجعل التقاطه للحَدَث أشبه بالمعجزة. من هنا يكون السحر هو أداة لالتقاط الحدث. ويكوم اللجوء للسحر هو رغبة في التقاط الحدث. فالحدث يجب أن يكون ممكناً ولكن ليس محققاً من ناحية، ولا مستحيلاً من ناحية...
” يجب على المرء أن يذهب إلى الجهة التي يطيب للعقل فيها أن يشعر بالخطر “ غاستون باشلار (إدغار موران: المنهج، معرفة المعرفة: انثروبولوجيا المعرفة، ص9). إن المجتمعات تختلف تبعاً للثقافة، فالثقافة هي التي تجعل الشعوب تتمايز فيما بينها وترى هذه النظريات أن الأفكار، والإيديولوجيا، والقيم من مسببات...
* قد ينصرف الذهن الىٰ أن مدلول العنوان يذهب إلى الكشف عن النصوص التي لايمكن تأويلها وتحديدا وفق ما وضعته المناهج السياقية ( الاجتماعي ، النفسي ، التأريخي) التي تتيح القراءة والتوصل إلى معنى النصوص في منطقة قصدية المؤلف ، إذ أن ٱليات التأويل قد اقترنت بنصوص مابعد الحداثة وفق ما أنتجته المناهج...
لم أدرس درسا نظاميا على يدي شيخنا الأجل المرحوم الدكتور عبد الفتاح جلال مؤسس وعميد معهد البحوث التربوية بجامعة القاهرة [ كلية الآن ] ولكنه كان عضوا في اللجنة الثلاثية التي قرأت نتاجي الذي تقدمت به للترقية أستاذا مساعدا سنة 1989 ، ثم تصادف أن قرأ لي مرة ثانية عند التقدم لدرجة أستاذ 1993 مع...
لَسْتُ يَقْظَانَ أحْمِلُ إسْمَ الحَيَاةَ وَتَجْهَلُ إسْمِي، أنَا لَسْتُ يَقْظَانَ أرْضَعُ مَا اجْتَرَّهُ الْعَنْزُ مِنْ عُشُبٍ فَطَعَامِي يَنْبُتُ حَيْثُ يُورِقُ غُصْنُ النُّجُومْ لَسْتُ يَقْظَانَ فِي عَيْنِ كُلِّ حَيٍّ يَرَانِي أمُوتُ وحِيداً، وَلَكِنَّنِي عِشْتُ فِي غَابَةٍ بَيْنَ...
بيْن مسلم ورمضان، لم يعُد ينْقصُ معرض الكِتاب إلا شعبان أو (شعبولا) قبل أنْ تثبت رؤية الهلال، وما عُدْنا نعْرف هل إقحام وزارة الثقافة لهذه الأضواء بين رفوف الكتُب، هو جَلْبٌ للأنظار أو صَرْفٌ للإنتباه عن سوق القراءة، فيَا لَكساد بضاعة النّاشرين وأسْفارها التي تُقدَّرُ برُزَم، ألمْ يقُولوا لكل...
انا ثوري أكثر من أي شخصِ اعرفه واكثر ممن لا اعرفه ايضاً ربما اكثر من لوركا هل وقف امام الموت ، محتمياً بقصيدة ؟ انا اقف امام الموت محتمياً بكفني انا ثوري اكثر من جيفارا ايضا هل وشى به راعي انا وشت بي مخاوفي الصغيرة ، ورغباتي المُنفلته من قبضة الاخرين انا لم اُحب الوطن كما يفعلون لأنني لم استطع...
التقت عيناه عينَي الرجل، فعرفه على الفور. مضى عشرون عاما، وذكره لم يزايل مُخيِّلته، والزمن كفيل حقَّا بمداواة الجِراح، لكنَّه لا يستطيع محو أثرِها في النفس. تسلَّم المبلغ منه، وقال: - كيف أنت يا أستاذ؟ رفع الرجل رأسه، مُستطلعاً: - تعرفني؟ - بلى، لقد كنت رئيسي في العمل، ألا تتذكّرُني؟ وبدا...
أعلى