نصوص بقلم نقوس المهدي

قرأت رواية "عازفة البكادلّي" مرّتين، فشدّتني وأثارت أفكاري حول العديد من القضايا. ودفعتني لكتابة دراسة نقدية مطوّلة عنها، ضمّنتها في كتابي القادم "شذرات نقدية" الذي سيصدر قريبا عن دار الشّامل للنشر والتوزيع. سأعرض عليكم بعض المقتطفات مما كتبته عن هذه الرّواية، التي تقع في (373) صفحة، تدور...
. . فتاة مثقفة على خلق عظيم، تناولت من التعليم حظاً غير قليل وفيها شيء من الجمال: عينان ساجيتان، شعر يشبه أن يكون خيوطاً من ذهب. . . ثم نفس شاعرة متمردة تحس الجمال وتتذوق الأدب. . كانت (فتحية) صورة نادرة في الفتيات: امتزج فيها سمو الروح بجمال الصورة، تعلمت في وقرأت جوت ولا مارتين ودوي موسيه...
أقبلت عليه متهادية، تحمل أذيالها الجواري السود، وجلست قربه وقالت بصوتها العذب: عمْ صباحاً أيها الأمير. فقال: عمي صباحاً أيتها الأميرة. قالت: ما لي أراك طويل التأمل، عميق التفكير، مؤرق الليل، محزون النهار؟ قال: آه يا زينب! كيف لا يأرق العربي ويموت أرقاً، ويحزن وذوب حزناً، إذا استُلب الكرامة،...
بقلم : سري القدوة السبت 16 شباط / فبراير 2024. ضمن شهادات موثقة تم نشرها مؤخرا من قبل مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان أكدت ان المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة بمن فيهم نساء وأطفال يتعرضون لعمليات تعذيب قاسية ومعاملة تحط بالكرامة الإنسانية، بما في ذلك التعرية والتحرش الجنسي أو التهديد به، في...
مما لا شك فيه أن سيميائية الأرقام لها دلالة خفية حتى يظهرها القلم المعلن ولو عن طريق السقوط في اللاوعي اللغوي الرقم.5 لا يقف حائلا أمام التلقي وتفسير تواجده من عدمه لن يأخذ من حصة الالتحام والمزاوجة بين المتلقي والنص تفاصيل لغوية انتهزت فرصة سيطرة الترتيب النفسي للقصيدة وهربت من مصيدة البنية...
لا شيء مستحيل على الإطلاق باستطاعتنا فعل كل شيء طرد المسلمات المتعفنة من البيت قلب نظام الأشياء بضحكة مجلجلة إنتشال صداقتنا البريئة من قاع الجب تقليم أظافر الكلمات القاسية الذهاب إلى الوراء قليلا بأقدام مجنحة لتنقيح أسطورتنا الخارقة من شوائب البراقماتيزم إذن لنعقد صفقة تبادل عاجلة تحت شجرة...
كنا نتذاكر حديث الحسن الموهوب والمجلوب. فقلت لصاحبي: رحم الله ذلك الشاعر العربي القديم، الذي كان ينادي بأنه ليس ممن يخدعه مظهر الجمال، ولا يستهويه طلاء مصطنع، أو رواء متكلف، ولا يفتنه حسن مجلوب بتطرية. أو جمال مشتري من دكان العطار. وكأني أراه إذ يجلس على دكة أمام داره يتأمل الوجوه الحسان إذ تروح...
. . . وفتح الفتى عينيه - وكان يغمضهما كأنه يحلم - وألقى نظرة أخرى على ورقة من ورق الرسائل الأزرق منشورة أمامه. ولم يكن يدري كم من الوقت مر عليه وهو - على حالته هذه - أمام مكتبه، والقلم في يده، وعيناه مغمضتان، ورأسه يحس انه يوازن كرة الأرض ويدور دورانها. واعتمد بجبينه على راحة يده اليسرى،...
تذكر جميل العكرماوي بعد مضي خمس وثلاثين سنة من عمره، أن والدته كانت تقول له في حداثته: والله يا بني لأزوجنك متى كبرت من فتاة شامية، جسمها أبيض مثل الثلج، وشعرها أشقر مثل الذهب، وخداها أحمران مثل التفاح، وكان هو يسمع كلام أمه هذا وعلى ثغره ابتسامة الحداثة البريئة. وماتت أم جميل، وتعاقبت السنين،...
ما تبنيه الإنسانية جمعاء يدمّره رجلٌ واحدٌ فقط! يكفي كتابٌ واحدٌ لتدمير مكتبةٍ بأكملها! نظرياً، وحتّى عملياً، الأمر بسيطٌ جداً ويمكن التّدليل عليه دون مشقّة: احتراقُ كتابٍ واحدٍ قد يجرّ معه احتراق المكتبة بأكملها؛ دسُّ كتابٍ واحدٍ موبوءٍ بالأرَضة قد يؤدّي إلى إتلاف الكتب جميعها. على أنّ الحرائق...
استعمال شبكات التواصل الاجتماعي في غياب ثقافة الاعتراف والاختلاف والتعدد انتحار من نوع آخر منذ أن أطلق المفكر والروائي الإيطالي أمبرتو إيكو (1932-2016) عبارته الشهيرة واصفاً شبكات التواصل الاجتماعي "بفضاء الحمقى" والجميع يردد هذه العبارة الوازنة سياسياً وأخلاقياً وثقافياً، كلما حانت ساعة نقد...
كان لباسه قد دل عليه، فعرفت للحال أنه فلاح فقير، من أولئك الفلاحين الفقراء، الذين تضطرهم قسوة الملاكين، لهجر الريف إلى المدينة. شاهدته من وراء زجاج المقهى، في يوم بارد ممطر، يستوقف المارين، يعرض عليهم «بضاعته» فمنهم مَن يقف لينظر إليها، ومنهم مَن يهز رأسه ويتابع المسير. كانت هذه «البضاعة» طفلة...
هل استل عم دخيل سلاحه وكمن قريباً من ذلك المنزل؟ إن صراخ الطفل يوحي بأن أمراً ما يحدث في منزل سويلم.. ولكن ما هو؟ نظرات عم دخيل تراشقت يمنة ويسرة وعلى سطوح المنازل المحيطة، هل هو لص من نافذة قريبة من سرير الطفل فأرعبه وجعله يستغيث؟ أين أبواه.. أتراهما غارقين في حلاوة أحلام آخر الليل، يقولون...
رحلة إلى عالم الخيال الساخر مفعم بالرمزية النص: أتمنى.. لو أن بيتنا.. مصنوع من الشكولاتة وآكله وحدي ........... أمي تقول لي: كُل كتبك أكلاً أسناني تؤلمني ....... أبو رجل مسلوخة يختبئ كل ليله فوق الشجرة... وأمي تضربني إذا بلّلت فراشي لماذا سمحتي له يا أمي أن يدخل الى بيتنا .... تعبت من الركض...
الى نجيب .. و لو بعد حين تحت شجرة السدر و قرب (صخرة هند) ـ كما يسميها المجنون ـ التي تشبه حبة كمثرى مائلة ، شكل الفتيان حلقة يقترعون بارقام الزهر مقامرين باوراق لعب مطبوعة لعملات نقدية.. كان هو الوحيد بينهم يراهن باوراق نقدية حقيقية ، يضعها بين طيات اوراق كتاب ممزق بلا ملامح فهو مصدر عملاته...
أعلى