مع العصر، حيث تبدل السماء جلدها الأزرق لترتدي حلة الشفق الناري، تقلل العصافير الخفية زقزقتها. شوارع الأسفلت الممتدة من الشمال إلى الجنوب بلا نهاية تهمد كلسان بحري خنقته يابسة الجزر، يصبح المناخ ملتقى الموت والحياة. أغلب مشاكل النهار تكون قد بلغت نهايتها أو تأجل حلها إلى الغد، لتبدأ مشاكل الليل...
لقد ضربها ضرباً مبرحاً، وجهها كان مثل وجه الجوكر في الفيلم، ملوناً بالأحمر والبنفسجي، وشفتاها متورمتين. ما تبقى من جسدها لم يخلُ من كدمات وسحجات الجَلد بالحزام..
كانت تبكي أمامي فأشرت للشرطي بأن يأتها بكوب ماء..
- الساعة العاشرة مساء ولا يوجد شيء غير الماء..
ظلت تبكي، فقلت:
- سأدون بلاغاً...
__ه__
أنت
أيها الكائن المُهمل
الملقى حضورك على أطراف وعيك
وغيابك في قلعة الجسد
ارتدِ خوذة الحرب
وارفع راية الحب في السماء..
حمراء
تقطر من أشعة الشمس
أمطاراً مفعمة بالأمل..
...ه...
هذه الوديان الخضراء
على يسار صدرك..
مزهوة بمجد اللقاء الوحيد..
مفتونة بالمعنى المؤجل للأزل..
تهرب من تأويلات...
اثنتا عشرة سنة مضت منذ آخر لقاء بيننا.. لا اعرف لِمَ تذكرتها حين عبرت ورقة مصفرة هاربة من أغصان شجرة الدردار شارعاً من الأسفلت الشاحب واستقرت فوق كثيب من الرمل. زحفَت محدثة هشيشاً كعبور سحالي الخريف من تحت القش. كان الكون هادءً وتذكرتك. تذكرت السنوات التي مضت. ولا أعرف لماذا؟.. ربما لأنني اليوم...
لا تستطيع الأنظمة (عسكرية او مدنية)، أن تحكم بلا آيدولوجيا. والحاجة إلى آيدولوجيا لكي تتمكن الحكومة من فرض وصاية فكرية وأخلاقية وسلوكية ما على الشعوب بغرض إيجاد تبرير للقمع ومن ثم السيطرة والضبط الاجتماعي بشقيه الرسمي وغير الرسمي، أي عبر قوانين تعبر عن النموذج الآيدولوجي الذي يطرحه النظام،...
إلى الأبد، الكلمة التي لا تعني شيئاً إذ أن الأبد لا نهائي، ونحن في الواقع نهائيون. ولذلك فمن المنطقي أن نقول: إلى النهاية. سأحبك إلى النهاية وليس إلى الأبد. سأكون حزيناً إلى النهاية وليس إلى الأبد. سأعيش مفلساً إلى النهاية (وهذه حقيقة بالنسبة لي) وليس إلى الأبد.
لكن..
هل تعني إلى الأبد ذلك...
- إنني رجل حالم يا حبيبتي، رجل حالم ورومانسي. لماذا لا تصدقين ذلك؟
قال لخطيبته التي تصغره في السن بثلاثين عاماً على الأقل، والخواتم الذهبية تملأ أصابع يده التي يمسك بها سجاراً كوبياً يكاد يمضغه بأسنانه الصفراء.
الفتاة العشرينية كانت تجلس على الأرض وتسند خدها الأيمن على فخذه.
- عشت سنوات عجافٍ في...
اليوم حلقت لحيتي، وكذلك شاربي، صنفرت جلد الوجه، ارتديت قميصاً قصير الأكمام أصفراً مزركشاً بالورود الحمراء، وشورتاً قصيراً، حذاء اسبورت ملونا بالبرتقالي والأسود، اشتريته خصيصاً لهذا اليوم، طبعاً تسألني كيف صنفرت وجهي، حسنٌ.. ببساطة وضعت حلة بها ماء على النار ثم عندما غلى الماء قربت وجهي من...
صناديق الاقتراع الكاذبة
أمل الكردفاني
إن تاريخ البشرية لم يتأسس يوماً على صناديق الإقتراع، منذ الأزل وحتى اليوم. هذا ما دعا أفلاطون إلى نقد الدموقراطية الأثينية وبناء جمهوريته الطبقية. تأسس التأريخ الإنساني على الحقيقة، لأن المسير البشري كان طبيعياً إلى حد كبير. الممالك والسلطنات...
(المسرح: شارع تحت برج عال بالمدينة).
(في الشارع يلتف رجال الشرطة ومن حولهم بعض الجماهير بحيث يغلقون المشهد على من يقفون خلفهم).
صوت - ابتعد قليلاً .. دعنا نرى معك..
صوت- ماذا تريد أن ترى؟
صوت- أريد أن أرى ما تراه أنت وتحجبه عنا..
صوت- وهل أناْ أرى شيئاً..
صوت- لا تتحذلق..
صوت- لا أتحذلق اذهب...
كنت في مرحلتي الأولى باحثاً عن انتماء آيدولوجي، وأتذكر أنني قد بدأت تتبعي لليبرالية التي جذبتني إليها عبر مصطلحاتها التحررية التي تعجب الشباب. وهكذا بدأت في القراءة لليبراليين الأوائل والمعاصرين، إذ لم تتشكل الليبرالية كنظرية متكاملة حتى اليوم. وربما ذلك لأن مؤسسيها يحاولون دوما ردها إلى الطبيعة...
المسرح: باحة كوخ أفريقي من القش ذو سقف مخروطي.. يقف طابور من الرجال في انتظار الدخول إلى داخل الكوخ..
رجلان يقفان آخر الصف توسومي ونوسومي..
توسومي- هل آآآآ..
نوسومي- ماذا؟
توسومي- هل هل هل..
نوسومي- ماذا؟
توسومي- آآآ..
نوسومي- أه..
توسومي- ألا يبدو لك هذا اليوم غريباً..
نوسومي- أمممممم... لا ...
- لا شيء يمكن أن يقال.. إنني لن أرتكب نفس الخطيئة في حق نفسي مرتين. هكذا سأعتبر نفسي حمارة. سأهتم بحياتي الخاصة.. أقصد الخاصة جداً أكثر من ذي قبل.. سأعيش حياتي.. سأبحث عن عمل.. سأقاوم السقوط فأنا امرأة قوية..
- إنك تكررين ذات الكلام ولا تفعلين شيئاً..
- (تبكي) لماذا تعاملينني بهذه القسوة يا...
أولئك الراقصون بفرح..ليس همجية ولكن استقبالاً للحياة. أصحاب الوجوه الجميلة، والقليل من حماقات القلوب. لا تخلو الحياة من لحن، وكما لو كان كل أهل هذه البلدة منقسمين إلى عازفين وراقصين. وعلى رأس كل شهر، يبتهجون باحتفاليات الغناء والرقص نصف العاري، وتمثال ضخم من البالون المنفوخ يرتفع راقصاً في...
تمثل الآلهة إنعكاساً لغربة الإنسان في عالمه. ولولا هذا الاغتراب من العالم في العالم، لما كانت الآلهة. يمكننا أن نعزو إختلاق الإنسان للدين؛ لهذا الشعور بالإغتراب. وتمثل الأصنام مزيداً من دعم الطمأنينة المفقودة، وتخفيفاً لوطأة الوحشة. فالآلهة الخفية تهبط وتتجسد عبر رمز قريب، مرئي ومشاهد. وتنتصب...