عبد الواحد السُّوَيِّح

آخرَ اللّيل دائما نتبادلُ التّحياتِ، لِلَّهِ درّكَ نديما لولا حقارة النّجوم في بعض الأحيان، لقد كانت كاللّيلة متغافلةً عن موسيقانا الأيروسيّة وكنتَ بطيءَ الإراقة سريعَ الإفاقة ونخلةُ بستاننا تستعيد أعذبَ ذكرياتها، ما ضرَّ لو تأوّهَ الإلهُ؟ - الدّار دارُ أبينا وأنتِ تعاركيننا؟ قلتُ يا أيّتها...
وقلتَها بعظمة لسانكَ أيّها العظيمُ، إنّي أخاطبُكَ كماَ لو أنّكَ منّي ولا داعٍ للمثولِ أمامَهُ، محاكمتُكَ ارتأيتُ إدماجَها في فصلٍ غابرٍ مِن بشارةٍ مستقبليّةٍ وليلةُ العرس في الحيِّ تشوّشُ بقيّةَ اللّيالي بضجيجِها. الآنَ أختبلُ وتبدأُ الحكايةُ تسردُ أطوارَها وتمرُّ من عتباتٍ ثلاثٍ... على خطِّ...
اليومَ أصبحتُ كعادتي ولكن بسكّين في الصدر (جوسيه أنخل بالينته) مِن مختلف الطّرق يأتون، بشتّى الملابس يطوفون.. - قبّة من؟ - قبّة المجنون. وتنفجرُ الكوامنُ الصّامدةُ بما خبّأتْهُ لها الرّياحُ. كيْف نمنعُ تداخلَ الأشياءِ من تلاشٍ...
"بيْنَ فينوس الجليلةِ وبيْنَ الحبِّ الجميلِ ما بين اللّذةِ والألمِ وكلاهما يلهمني. يا سهلُ تباركْ بخطواتي فعمّا قريبٍ ستحنُّ إليَّ وأنا فوقَ الجبل. قالا لي: شاركينا ولا تُشركي. قلتُ خاشعةً: أخشى أن أفسد عليكما، سأخلع نعلي. قالا: ما أسعدنا بكلامكِ قد حكّمناكِ على اللّعنةِ جزاءَ كمالكِ. وإنّي...
"تدعونا اللّذةُ فنُنيخُ الرّحالَ عند السّلحفاة فيغضبُ الألمُ ويضاجع الأرنبَ وتلك كانت غايتي. وصاحبي يجيدُ الفرارَ من الجسد إلاّ أنَّ اقتحامَه العنيفَ كثيرا ما يقضُّ مضجعَ الأرنب فيمنعُني الألمُ من السّجود. ولا وجود للذّةٍ مصدرُها الغزوُ ولكنْ تضاريسَ جسدي تتوحّشُ إن ظلّتْ مجهولةً، فلتُفتحْ إذنْ،...
( إلى الصديق مكرم الطّالبي) قنّينةُ الخمر الّتي شربتُها كانت تكرهُني وتفضّلُ التّرابَ على أن يدخلَ فمي نبيذُها شاهدتُ شريطتَها الحمراءَ على زندِها شممتُ عرقَ تمنّعِها وتذوّقتُ مرارةَ دمِها كنتُ متوحّشا تلكَ اللّيلة أنتظرُ أن تستيقظ "ناموسة" في رأسي لأنام رأسي تغادرُ الحجرةَ فجأةً وتفرضُ على...
وكلُّ ما قيل حتّى الآن حقٌّ منتظر، للملهَمين منهُ نصيب، إنّا له لحافظون، في طيّات القلوب، هل أتاكم حديثُ الإظلام، وما أدراكم ما الإظلام، إنّا جعلناه آيةً منّا للبشر، يوم تجلّينا أمام الشّمس والقمر، فسطعناهما بنورنا، وطلبنا منهما قليلا من الغزل الأخضر. وانطفأت الأنوارُ فخيّم على المجلس صمتُ...
1 سلّمني الرّيح شجرة لا تشبه الشّجرة سلّمني مشاتل ورد في غلاف مفتوح سلّمني خيمة مغسولة بالبترول وانتظر الرّبيع 2 سلّمني الرّيح نفس الشّمس الّتي نراها سلّمني نفس الشّواطىء الّتي نستحمّ فيها سلّمني عاهرة فقيرة وانتظر الشّتاء 3 سلّمني الرّيح اسمي سلّمني الرّقم...
قال الرّاوي: قال المجنون: "القلبُ المتيّمُ صانعُ الجنونِ ومدبّرُه." فقيل له: "وما أصلُ الجنون؟" قال: "القلبُ المتيّمُ." قيل له: "وكيف نلِجُ الجنونَ؟" قال: "بالقلبِ المتيّمِ." قيل له: "وما القلبُ المتيّمُ؟" فقال: "فينوس الشّعر المتواشجة مع انزياحاتِ العقل تنثرُ القولَ وتعذّبه لتصنع منه عِقدا لا...
كيف أشتري عينين لنظّارتها؟ كيف أشتري لها عقلا ترى به ما لا يُرى؟ كيف أترجم لها لغةَ العشب وأنينَ التّراب؟ كيف أقنعها بضرورة أن تصلّي لي ركعتين كلّ مساء؟ كيف أنقذها من جهنّم؟ تصطدم بأواني الزّهر وتقول إنّها ترى تمنع الطّيور من التّحليق فوق الشّجرة وتقول إنّها ترى تأكل لحم العصافير وتقول إنّها...
أخذَتْهُ، واللّهِ العظيمِ أخذَتْهُ معها، طفلها، وانطلقا في ليل غائم لا طائر يطير ولا سائر يسير ومن حينها افترقنا، آه يا سادة من عصفور الحيّ الّذي رسمناه فاعلا في الحكاية، طائر طار، خلّف ريشة من ريشاته في الدار، ونبدأ بِاسمِ القهّار: ماشيان ماشيان ومواقع الأقدام ترتعدُ والرّعدُ يأبى الذّهولَ...
لو أنّ لي يدين قويّتين ورفعتُ السّماءَ لانْتهى كلُّ شيء في حِينه... الأبوابُ الموصدة النّوافذُ الصّغيرةُ حرّاسُ الشّمس بميدعاتهم الزّرقاء الكلماتُ المنثورةُ باتّجاه البحر... كان اللّيل حين انسللتُ من عينيها وظلّتْ تلاحقني وقعُ قدميها تماما كدقّات قلبي كنّا ثلاثتنا نركض أنا وهي القمر...
كلّ العيون الّتي تنظر في اللّوح العيون الّتي تقرأ أسمال سنوات تجرّب السّقوط تجريبا مرّة أخذتها السّجائر إلى منتصف سمكة ومرّة عادت بها إلى حلم مغسول بالتّراب العيون الّتي يراها التّراب العيون الميتة تقريبا تشاهد التّفّاح تأكل التّفّاح لكنّها لا تدرك عطش التّفّاح
اثنانِ ثالثهما مجنون . قالَ الإثنانِ نحنّ للإنسانِ . ندسّ لهُ الشِّعرَ في اللسانِ . فينوسْ والحُبّ سيّان . على عرشِ الأحلامِ متربّعانِ . لإيلامِ العذّال مستعدّان . فينوسْ والحُبّ أقنومان . لا ترهبهما حرب ولا نيران . في كلِّ ضميرٍ حيٍّ يتّقدان . للعقلِ يتجاوزان . إنَ العقلَ مصدر الخطرِ والشّرِّ...
كُنْتَ فِي اَلْوَضَحِ، حِين تَعَلَّمت نِصْفَ حَقِيقَتِك. وَالنِّصْف اَلْآخَر تَعَرَّفت بِهِ فِي اَلظُّلْمَةِ (كَارْلُوسْ بُوسِينُو) وَأَتْرُكُهَا لِأَعُودَ إِلَيّ أَحُوم حَوْل نَفْسِي وَحَوْلكَ وَهُنَاكَ بَعِيدًا تَرْمُقُنِي عَيْنَاكِ وَأَتَجَاوَزُ سَبْعَة بحار وستّ بِرَايَا، أَنْدَهِشُ...

هذا الملف

نصوص
117
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى