انتهت اللّعبةُ، مُنِع من مُنِع وأُعيقَ من أُعيقَ، وظللنا بعيدين، وجهي بلا وجهكِ يا مغبونة، كغرابٍ من دون بومةٍ، حتّى إذا ما أعلنت الطّبيعةُ كما اعتادت بلا مفاجآتٍ حلولَ فصلٍ من ربيعها، وشرع كلّ متأهّبٍ وكلُّ متأهّبةٍ في معايشة الموتِ الوحيدِ الّذي اتّفقنا عليه، نكتفي بتصوّرِ الفروج المسدودةِ ثمّ...
نزلاءُ الجنّة بسيطون جدّا
يأكلون التّفّاح
يشربون النّبيذ
يضاجعون الحور
وأنا بينهم يا ربّي غريب
ليست هذه أحلامي
أعدني يا ربَي إلى الأرض
لديّ منزل صغير لم أكمل بناءه
لديّ شجرة زيتون حزينة
لديّ أوراق تنتظر مَن يخلّصها مِن البياض
لديّ أحلام بسيطة جدّا:
بعض زجاجات نبيذ
وزوجة مخلصة
وشيء من الهواء...
منذ مدّة لم أستحمّ
ينتظر الماءُ غسليَ الأخيرَ بقلق أو ربّما بفرح
سمعتُه مرّة يسأل السّماءَ عن نصيبي منها
عن غيمتي الّتي اختارت أن تظلَّ عذراءَ
عن جسدي الملوّثِ بالأسئلةِ
عن نوم الشّيطانِ معي
لم أستحمّ
وأدعو الجراثيمَ يوميّا إلى مائدتي
أعلّقُ على باب بيتي لائحةً في الممنوعين من الدّخول:
*رجال...
تطير بي النّوايا إلى تفّاحتين، واحدة للأكل، والأخرى للقتل
يا صمتا يمتطي خطوي، قل إنّ السّياحة لم تنته،
والأشواك مازالت تنطلي عليها آلامي،
قل إنّي أجفُّ، وقد لا أشفي غليلي إذا ما أدركتُ العينَ
أخبرهم أنّي شاعر كغيري، على صهوة الدهشة،
أركبُ الألم، وألقي سؤالا وسيجارة، كلّ خطوتين
يا صمتا يعشق...
آخرَ اللّيل دائما نتبادلُ التّحياتِ، لِلَّهِ درّكَ نديما لولا حقارة النّجوم في بعض الأحيان، لقد كانت كاللّيلة متغافلةً عن موسيقانا الأيروسيّة وكنتَ بطيءَ الإراقة سريعَ الإفاقة ونخلةُ بستاننا تستعيد أعذبَ ذكرياتها، ما ضرَّ لو تأوّهَ الإلهُ؟
- الدّار دارُ أبينا وأنتِ تعاركيننا؟
قلتُ يا أيّتها...
"تدعونا اللّذةُ فنُنيخُ الرّحالَ عند السّلحفاة فيغضبُ الألمُ ويضاجع الأرنبَ وتلك كانت غايتي.
وصاحبي يجيدُ الفرارَ من الجسد إلاّ أنَّ اقتحامَه العنيفَ كثيرا ما يقضُّ مضجعَ الأرنب فيمنعُني الألمُ من السّجود.
ولا وجود للذّةٍ مصدرُها الغزوُ ولكنْ تضاريسَ جسدي تتوحّشُ إن ظلّتْ مجهولةً، فلتُفتحْ إذنْ،...
وكلُّ ما قيل حتّى الآن حقٌّ منتظر، للملهَمين منهُ نصيب، إنّا له لحافظون، في طيّات القلوب، هل أتاكم حديثُ الإظلام، وما أدراكم ما الإظلام، إنّا جعلناه آيةً منّا للبشر، يوم تجلّينا أمام الشّمس والقمر، فسطعناهما بنورنا، وطلبنا منهما قليلا من الغزل الأخضر.
وانطفأت الأنوارُ فخيّم على المجلس صمتُ...
قال الرّاوي:
قال المجنون: "القلبُ المتيّمُ صانعُ الجنونِ ومدبّرُه." فقيل له: "وما أصلُ الجنون؟" قال: "القلبُ المتيّمُ." قيل له: "وكيف نلِجُ الجنونَ؟" قال: "بالقلبِ المتيّمِ." قيل له: "وما القلبُ المتيّمُ؟" فقال: "فينوس الشّعر المتواشجة مع انزياحاتِ العقل تنثرُ القولَ وتعذّبه لتصنع منه عِقدا لا...