آخرَ اللّيل دائما نتبادلُ التّحياتِ، لِلَّهِ درّكَ نديما لولا حقارة النّجوم في بعض الأحيان، لقد كانت كاللّيلة متغافلةً عن موسيقانا الأيروسيّة وكنتَ بطيءَ الإراقة سريعَ الإفاقة ونخلةُ بستاننا تستعيد أعذبَ ذكرياتها، ما ضرَّ لو تأوّهَ الإلهُ؟
- الدّار دارُ أبينا وأنتِ تعاركيننا؟
قلتُ يا أيّتها...
"تدعونا اللّذةُ فنُنيخُ الرّحالَ عند السّلحفاة فيغضبُ الألمُ ويضاجع الأرنبَ وتلك كانت غايتي.
وصاحبي يجيدُ الفرارَ من الجسد إلاّ أنَّ اقتحامَه العنيفَ كثيرا ما يقضُّ مضجعَ الأرنب فيمنعُني الألمُ من السّجود.
ولا وجود للذّةٍ مصدرُها الغزوُ ولكنْ تضاريسَ جسدي تتوحّشُ إن ظلّتْ مجهولةً، فلتُفتحْ إذنْ،...
وكلُّ ما قيل حتّى الآن حقٌّ منتظر، للملهَمين منهُ نصيب، إنّا له لحافظون، في طيّات القلوب، هل أتاكم حديثُ الإظلام، وما أدراكم ما الإظلام، إنّا جعلناه آيةً منّا للبشر، يوم تجلّينا أمام الشّمس والقمر، فسطعناهما بنورنا، وطلبنا منهما قليلا من الغزل الأخضر.
وانطفأت الأنوارُ فخيّم على المجلس صمتُ...
قال الرّاوي:
قال المجنون: "القلبُ المتيّمُ صانعُ الجنونِ ومدبّرُه." فقيل له: "وما أصلُ الجنون؟" قال: "القلبُ المتيّمُ." قيل له: "وكيف نلِجُ الجنونَ؟" قال: "بالقلبِ المتيّمِ." قيل له: "وما القلبُ المتيّمُ؟" فقال: "فينوس الشّعر المتواشجة مع انزياحاتِ العقل تنثرُ القولَ وتعذّبه لتصنع منه عِقدا لا...
كيف أشتري عينين لنظّارتها؟
كيف أشتري لها عقلا ترى به ما لا يُرى؟
كيف أترجم لها لغةَ العشب وأنينَ التّراب؟
كيف أقنعها بضرورة أن تصلّي لي ركعتين كلّ مساء؟
كيف أنقذها من جهنّم؟
تصطدم بأواني الزّهر وتقول إنّها ترى
تمنع الطّيور من التّحليق فوق الشّجرة وتقول إنّها ترى
تأكل لحم العصافير وتقول إنّها...
أخذَتْهُ، واللّهِ العظيمِ أخذَتْهُ معها، طفلها، وانطلقا في ليل غائم لا طائر يطير ولا سائر يسير ومن حينها افترقنا، آه يا سادة من عصفور الحيّ الّذي رسمناه فاعلا في الحكاية، طائر طار، خلّف ريشة من ريشاته في الدار، ونبدأ بِاسمِ القهّار:
ماشيان ماشيان ومواقع الأقدام ترتعدُ
والرّعدُ
يأبى الذّهولَ...
لو أنّ لي يدين قويّتين ورفعتُ السّماءَ لانْتهى كلُّ شيء في حِينه...
الأبوابُ الموصدة
النّوافذُ الصّغيرةُ
حرّاسُ الشّمس بميدعاتهم الزّرقاء
الكلماتُ المنثورةُ باتّجاه البحر...
كان اللّيل حين انسللتُ من عينيها وظلّتْ تلاحقني
وقعُ قدميها تماما كدقّات قلبي
كنّا ثلاثتنا نركض
أنا وهي القمر...