عبد الواحد السُّوَيِّح

انتهت اللّعبةُ، مُنِع من مُنِع وأُعيقَ من أُعيقَ، وظللنا بعيدين، وجهي بلا وجهكِ يا مغبونة، كغرابٍ من دون بومةٍ، حتّى إذا ما أعلنت الطّبيعةُ كما اعتادت بلا مفاجآتٍ حلولَ فصلٍ من ربيعها، وشرع كلّ متأهّبٍ وكلُّ متأهّبةٍ في معايشة الموتِ الوحيدِ الّذي اتّفقنا عليه، نكتفي بتصوّرِ الفروج المسدودةِ ثمّ...
نزلاءُ الجنّة بسيطون جدّا يأكلون التّفّاح يشربون النّبيذ يضاجعون الحور وأنا بينهم يا ربّي غريب ليست هذه أحلامي أعدني يا ربَي إلى الأرض لديّ منزل صغير لم أكمل بناءه لديّ شجرة زيتون حزينة لديّ أوراق تنتظر مَن يخلّصها مِن البياض لديّ أحلام بسيطة جدّا: بعض زجاجات نبيذ وزوجة مخلصة وشيء من الهواء...
منذ مدّة لم أستحمّ ينتظر الماءُ غسليَ الأخيرَ بقلق أو ربّما بفرح سمعتُه مرّة يسأل السّماءَ عن نصيبي منها عن غيمتي الّتي اختارت أن تظلَّ عذراءَ عن جسدي الملوّثِ بالأسئلةِ عن نوم الشّيطانِ معي لم أستحمّ وأدعو الجراثيمَ يوميّا إلى مائدتي أعلّقُ على باب بيتي لائحةً في الممنوعين من الدّخول: *رجال...
رياحُ الشّعانبي تمدُّ يدَهَا بحثًا عنْ مطرٍ بلّغتْ عنْهُ العصافيرُ الحديدُ ينتهكُ الأشجارَ ويؤجّلُ حكاياتِ أغصانِها في الطّريقِ بينَ بوزقام وَالقصرين رذاذٌ مُحمّلٌ بالثّمارِ يسترِقُ الحُلمَ فِي اتّجاهِ البوّابةِ نساءُ المدينةِ فِي انتظارِ الماءِ والأحلامُ تُطبخُ علَى الفايسبوك ثمّةَ مَنْ يُشيرُ...
تطير بي النّوايا إلى تفّاحتين، واحدة للأكل، والأخرى للقتل يا صمتا يمتطي خطوي، قل إنّ السّياحة لم تنته، والأشواك مازالت تنطلي عليها آلامي، قل إنّي أجفُّ، وقد لا أشفي غليلي إذا ما أدركتُ العينَ أخبرهم أنّي شاعر كغيري، على صهوة الدهشة، أركبُ الألم، وألقي سؤالا وسيجارة، كلّ خطوتين يا صمتا يعشق...
" مَكْتُوبٌ أَنْ يَسْتَمِرَّ اَلْإِظْلَامُ وَالصُّبْحُ مُمَدَّدٌ وَاللَّيْلُ عُنْفُوَانُ اَلتَّوَهُّجِ وَصِيحُ اَلْأَنَامُ خوَارُ شَيَاطِين مُتَجَهّمٌ تَسْمَعُ صَيْحَاتِهِمْ اَلْقَاسِيَةَ أَشْعلُوا شُمُوعَ اَلْمَدِينَةِ لَا تُطْفِئُوا فَوَانِيسهَا قَدْ جُنّت اَلشَّمْسُ فَطَالَ اَلْمَنَامُ. هَلْ...
آخرَ اللّيل دائما نتبادلُ التّحياتِ، لِلَّهِ درّكَ نديما لولا حقارة النّجوم في بعض الأحيان، لقد كانت كاللّيلة متغافلةً عن موسيقانا الأيروسيّة وكنتَ بطيءَ الإراقة سريعَ الإفاقة ونخلةُ بستاننا تستعيد أعذبَ ذكرياتها، ما ضرَّ لو تأوّهَ الإلهُ؟ - الدّار دارُ أبينا وأنتِ تعاركيننا؟ قلتُ يا أيّتها...
وقلتَها بعظمة لسانكَ أيّها العظيمُ، إنّي أخاطبُكَ كماَ لو أنّكَ منّي ولا داعٍ للمثولِ أمامَهُ، محاكمتُكَ ارتأيتُ إدماجَها في فصلٍ غابرٍ مِن بشارةٍ مستقبليّةٍ وليلةُ العرس في الحيِّ تشوّشُ بقيّةَ اللّيالي بضجيجِها. الآنَ أختبلُ وتبدأُ الحكايةُ تسردُ أطوارَها وتمرُّ من عتباتٍ ثلاثٍ... على خطِّ...
اليومَ أصبحتُ كعادتي ولكن بسكّين في الصدر (جوسيه أنخل بالينته) مِن مختلف الطّرق يأتون، بشتّى الملابس يطوفون.. - قبّة من؟ - قبّة المجنون. وتنفجرُ الكوامنُ الصّامدةُ بما خبّأتْهُ لها الرّياحُ. كيْف نمنعُ تداخلَ الأشياءِ من تلاشٍ...
"بيْنَ فينوس الجليلةِ وبيْنَ الحبِّ الجميلِ ما بين اللّذةِ والألمِ وكلاهما يلهمني. يا سهلُ تباركْ بخطواتي فعمّا قريبٍ ستحنُّ إليَّ وأنا فوقَ الجبل. قالا لي: شاركينا ولا تُشركي. قلتُ خاشعةً: أخشى أن أفسد عليكما، سأخلع نعلي. قالا: ما أسعدنا بكلامكِ قد حكّمناكِ على اللّعنةِ جزاءَ كمالكِ. وإنّي...
"تدعونا اللّذةُ فنُنيخُ الرّحالَ عند السّلحفاة فيغضبُ الألمُ ويضاجع الأرنبَ وتلك كانت غايتي. وصاحبي يجيدُ الفرارَ من الجسد إلاّ أنَّ اقتحامَه العنيفَ كثيرا ما يقضُّ مضجعَ الأرنب فيمنعُني الألمُ من السّجود. ولا وجود للذّةٍ مصدرُها الغزوُ ولكنْ تضاريسَ جسدي تتوحّشُ إن ظلّتْ مجهولةً، فلتُفتحْ إذنْ،...
( إلى الصديق مكرم الطّالبي) قنّينةُ الخمر الّتي شربتُها كانت تكرهُني وتفضّلُ التّرابَ على أن يدخلَ فمي نبيذُها شاهدتُ شريطتَها الحمراءَ على زندِها شممتُ عرقَ تمنّعِها وتذوّقتُ مرارةَ دمِها كنتُ متوحّشا تلكَ اللّيلة أنتظرُ أن تستيقظ "ناموسة" في رأسي لأنام رأسي تغادرُ الحجرةَ فجأةً وتفرضُ على...
وكلُّ ما قيل حتّى الآن حقٌّ منتظر، للملهَمين منهُ نصيب، إنّا له لحافظون، في طيّات القلوب، هل أتاكم حديثُ الإظلام، وما أدراكم ما الإظلام، إنّا جعلناه آيةً منّا للبشر، يوم تجلّينا أمام الشّمس والقمر، فسطعناهما بنورنا، وطلبنا منهما قليلا من الغزل الأخضر. وانطفأت الأنوارُ فخيّم على المجلس صمتُ...
1 سلّمني الرّيح شجرة لا تشبه الشّجرة سلّمني مشاتل ورد في غلاف مفتوح سلّمني خيمة مغسولة بالبترول وانتظر الرّبيع 2 سلّمني الرّيح نفس الشّمس الّتي نراها سلّمني نفس الشّواطىء الّتي نستحمّ فيها سلّمني عاهرة فقيرة وانتظر الشّتاء 3 سلّمني الرّيح اسمي سلّمني الرّقم...
قال الرّاوي: قال المجنون: "القلبُ المتيّمُ صانعُ الجنونِ ومدبّرُه." فقيل له: "وما أصلُ الجنون؟" قال: "القلبُ المتيّمُ." قيل له: "وكيف نلِجُ الجنونَ؟" قال: "بالقلبِ المتيّمِ." قيل له: "وما القلبُ المتيّمُ؟" فقال: "فينوس الشّعر المتواشجة مع انزياحاتِ العقل تنثرُ القولَ وتعذّبه لتصنع منه عِقدا لا...

هذا الملف

نصوص
124
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى