د. سيد شعبان

ربما ينال مقالي من الاعتراض ما لا قبل له به؛ لكن الكاتب وقد اعتاد مخالفة الشائع وسلك في مذهبه النقدي وجهة الصواب التي قد لاتروق للكثيرين؛ ولما كان معرض الكتاب على الأبواب فهي سوق لهذه الكتابات المتراصة على أرفف دور العرض والتي تجذب الفتيان وتستحوذ على الأضواء في مهرجان عرس الثقافة العربية؛...
تعبت من السير في ممرات المكان الضيقة، تمزقت ثيابي حتى تعبت منها الرقع، حفظت قدمي الحواري، عرفت البيوت بأسماء النساء المتخفيات في حنايا الحجرات المغلفة بأسرار ليالي العجز ولربما كانت تتثاءب جراء فوضى الأسرة، صرت مثل رغيف الشحاذ يأتي من كل باب وتهبه أي يد، وتسود به وجوه السائلين، ضربني الوجع...
كلمة نقدية كتب د.محمد محمود حسين هندي: أتابع المنشورات التي تخطها قريحتكم هنا في العالم الأزرق، لكني قليلا ما أتدخل بالتعليق، خاصة عندما أرى معارككم الأدبية والنقدية التي لا شك أنها تثير أسئلة مهمة على المستوى الفكري، لكن هذه المرة راعني عنوان " زوابع أمشير"، فقلت كفانا زوابع يا عم د. سيد،...
وضع عم رمضان يده على ظهره؛ يتوكأ عليها وقد ضربه الزمن بمعوله، صار أشبه بقوس قزح، تعلوه حدبة ناتئة، يمشي وكأنما هو مكلف بعد الحصى، يجمع أفكاره المتناثرة حين تغيم ذاكرته وراء تلال من الفوضى، دب فيه الوهن، صار حطام رجل يئس من حياته؛ تبدلت الأيام كما السنة تغير فصولها، خريف وراءه شتاء؛ توقفت عقارب...
أمسك بالقلم واجتهد أن يكتب رسالة، تأخر كثيرا، فمنذ سنوات وهو يبحث عن عنوانه، تعب من السؤال والتحري أين يسكن ذلك الساحر الذي اختزن كل تلك المفردات، حين اهتدى إلى عنوانه البريدي كانت الكوليرا تجتاح أمكنة عدة في العالم؛ أخبره أحد العرافين أن خطابا كهذا يحمل فألا غير حسن، قد يأتي بنتيجة عكسية؛...
لا أدري لم غاب النوم عني هذه الليلة؟ تزاحمت الأفكار في رأسي كأنما هي صراع مجهد، يتناوب عامل التذاكر في حافلة النقل العام في ثمانينيات القرن الماضي،فأنا بحق ممن أدركوا قرنين من الزمان، يبدو أن لدي من المشاهد ما يجعلني أتمتع بنكهة السرد،هذه الليلة أدركني بعض القلق على الحديقة، أعمل في النهار معلما...
لم أجد في حياتي لعبة إلا تلك الحيلة من التخفي وراء الدلالات واختلاق تلك الحكايات ؛ بعضها من عالمي وكثير منها نسجه خيالي؛ أمسك بالقلم فأصوغها؛ في مرة قال لي يوسف ابن أخي جادو: عمي أنت حكواتي بارع! انتبهت لمقالته التي أدهشتني؛ كيف له أن يربط بين الحكي والبراعة؟ ابتسمت له؛ انتبهت لكلمة ألقى بها وفر...
يبدو أن الحكي سيصاب بضعف الذاكرة؛ ذلك أن الراوي العليم قد ارتحل إلى الجهة الأخرى من ذلك العالم، تدثر بثوبه الأبيض؛ أشار بيديه إلى كل ذريته؛ جمعهم وأفضى إليهم بنظرات الوداع، أوصاهم بالحب؛ ترك البيت الكبير مطمئنا أنه أدى رسالته، في نسك الأولياء أتم شعيرة الصلاة؛ حوله الأطفال يتلون الآيات؛ أي قلب...
حينما كنت آتي القرية أجده يبيع الملوحة، لكنه وهب بسطة الأمل ، كل مرة يبيع البسمة مقترنة بتلك الأسماك التى اختزنها ليسترزق من ثمنها، الصبر ما أجمله من زاد! كلمات لم أكن أدري معناها حتى غاب عمي مسعود وراء الصمت المطبق داخل المقبرة العميقة، زوجته امتهنت حرفته، تعطي بعض الليمون ممتزجا ببسمة طيبة،...
تحت هذا الركام من برد شناء يضرب البيت في غير توقف، كل الحجرات موصدة، الصغار ينامون في تلاحم كانما هم أعمدة خرسانية مائلة مشى الزمن فيها بمعاوله، اختبأ ديك الدجاج الذي ظل طوال الصيف يصيح بندائه طوال الليل، تارة يؤذن للصلاة، وأخرى يغازل الإناث القابعات في القن، لقد فقدت الحياة خارج البيت دفقها،...
تعد خاصية الانزياح في الشعر خاصة من أشهر الظواهر التي ارتكزت عليها الأسلوبية، ولن أتوقف كثيرا مع تعريفات الأسلوبيين، فليس هذا هو المقام الأمثل، والذي قصدوه بالانزياح يتمثل في خروج الأديب عن المألوف من تراكيب وأساليب اللغة، وبالطبع تنزاح الدلالة، ومن هنا يتولد الفن وتنتج المتعة، فعمدة الأمر أن...
د. سيد شعبان ، يلقي بنا في دوامة السرد العجيب المعجب ، وجبة دسمة من الموروث الديني والاجتماعي قدمها الكاتب في أسلوب بديع ، يضرب بجذوره في أعماق الفصاحة ؛ بيد أنه قريب جدا من فهم العامة دون السقوط في لغتهم الدارجة ، وهذا ما يميز أسلوبه عن غيره ؛ فللرجل معجم لغوي خاص يعرفه كل من يطالع قصصه تعرفه...
سرت في مدينتنا شائعة لم يعرف مصدرها، تناقلها الناس في لهفة، لقد وصلت إلى الأطراف في ساعات معدودة، يبدو أن أمرا ما يصعب تفسيره يلوح في السماء، كل آونة يتناقل الوشاة خبرا، لم يحدث مثل هذا من قبل، لعل جهة ما يسرها هذا؛ ثمة أقاويل ظهرت مؤخرا عن نملة تسكن بناية -في الواقع لم أعر انتباها لكل هذا حتى...
لقد مضى العمر ولم أتحصل على الأشياء التي تترامى إلى أذني من خلال أثير الإذاعة، لوحات الإعلانات تتحدث عن رغبات دفينة، كل هذه الأشياء تنتمي إلى عصر لا يعرفني بل إن حدث يلفظني كما فعل بآخرين لم تدون أسماؤهم إﻻ في أوراق الوفيات الصفراء، أحقا هناك بحر ونحن نغرق فيه، والناجي هو من امتطى ظهر الموجة ؟...

هذا الملف

نصوص
490
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى