وكيف أردّ ياويلي!
قطعتِ بخنجرٍ سيلي
على الأشواق عابرة
إلى النّيلِ
فراشاتٌ ملونةٌ
ورفّتْ حول قنديلي
رميتُ السّهم في حلمي
فمالَ الكونُ من سهمي
وقد طفتم إلى ألمي
وصفرٌ خطّه قلمي
فأسرى النّجم في ليلي
أنا ياحلوتي مطرٌ
أنا ثلجٌ
أنا نارٌ
أنا بركانُ تأويلي
كطفلٍ عدتُ أدراجي
وأحلامي مبعثرةٌ...
تبدو كطفلةٍ تصغي إلى أحاديثِ قلبي دون أن أنطقَ بها وتطبطبُ على جراحي تدعمُ خطواتي في الطّرقاتِ الوعرةِ لأصلَ
وإن تجاهلتها وأصابني غرور الرّجالِ حين يصلونَ
تهدّدني بالرّحيل واختيار حياتها التي تليق بكبريائها
أريدها حرّةً مستقلّةً عنيدة ولكن حنونةٌ وذكيةٌ
أريدُها أن تحتوي طيشي، مغامراتي...
كانَ ظلامُ الكونِ يسحبُ الغيمَ إلى الرّكن البعيد
في مقهى الشّتاءِ الحزينِ
الذي الذي لم تسعفهُ الريحُ بنبضها
كي يصلْ إلى أحضانِ زنبقةٍ
قُرِعتْ الأجراسُ
تسمّر الموعدُ
وبقيَ الشتاء مظلّة لاتبارحُ وجدان العطر
اتكأ على دمعِ ياسمينةٍ
العالمُ على شفا جرحِ عصفورٍ
يعترف بالضوء !
يغزلَ العمر بثانيةٍ...
من أينَ أملأُ مهجتي بالعطرِ
أغزلُ أمنياتي
يومَ تندبني الشّوارعُ
يوم تلقيني البلادُ كصخرةٍ
نادمتُ كأساً من رياءْ
من أين تنبتُ في العروقِ
زّنابقٌ من أين ألقاهُ الضياء
من أينَ أقطفُ ضحكةً
أوغيمةً رسمت بماء
قل كيفَ نقضي فرضنا
وكما الضحيّة لم نزلْ
بخريطةٍ وتمزّقت صارت هباء
في أي عطرٍ نرتحلْ
قيد...
أيقنتُ أنّي لن أتعافى من ذاكرتي ماحييتُ
كلّ عبارةٍ ترجّع حقولاً أو تعصفُ بالشّوكِ المتأججِ في أعماقي
ذاكرةُ الأغاني التي تحملُها عينايِ كشراعٍ مسافرِ يرافقُ الطيور في سمفونيةِ الشتّاءِ،أو قارباً يتوقف ليعيرَ البحرَ مظلةً كي لايغرقُ
امرأةٌ صاخبةٌ بكلّ ما تحاولُ أن تنساهُ أو تتجاهلهُ عن عمدِ...
لا تمُدّي يا بلادي لي يديكِ
يا بلادي إنّني في ناظرَيكِ
بعضُ عطرِ الشّام قلبي و دمي
وأنا بالحبّ ألقى أصغريك
حيث ترميني جراحي موهناً
ينبتُ اللحن قصيدا بعضُ أيكِ
إنّني لو قصقصوا أجنحتي
كنتِ أنتِ الجنح و الحجّ يفيكِ
لست أشكو من ظماً أو عطشٍ
فالظما بُعدُ فمي عن ضفّتيكِ
يا لبوحِ الضّوء يدوي صاخباً
و...
بِلا عينيكَ تحضُِننِي
وتحمِلُني
إلى النّجوى
ألا قلْ لي
أنا مانفعُ أيامي
بلا حُلمٍ يراودُنِي بلا شَكوى!
بلا إيقاعِ من يمشي معي عمراً
يكسّر بي جليد العمر كي أحيا
يمرّ الوقتُ مرتجلاً على قلبي
بلا حلمٍ بلا سلوى
وأشواقٌ إلى كفّيكَ تغمرني
وتنسى نفسها بيديّ
أحضنها
لكي تشقى
بأنفاسي وحرّاسٌ كأجراسٍ...
لقد تأسّست طفولتنا رغم بساطتها وقلّة الهدايا بشكلٍ غنيٍّ وجميلٍ رغم قساوةِ الحياةِ،
كنّا نلامسُ وجهَ الخريفِ حين تفتحُ المدارسُ أبوابها لأنَّ نزهتنا الوحيدة كانت للمدرسة وحسب،ننتظرُ بشغفٍ أن يطرقَ باب غرفة الصفّ مدرّسٌ لطيفٌ معنىً بأبوّةِ تلاميذهِ،يثير جوّ المنافسةِ والشّغفِ،ونستمتعُ بأخبارَ...
كلّنا مع مقولةِ أنّهُ حينَ لا تتناسبُ الشّروط الانسانية لأي مواطنٍ في العالم كلّه فمن حقّه أن يثور وأن يتمرّد ليخلقَ واقعاً عادلاً يتمتّع فيه المواطنُ بشروِط الحياةِ اللائقةِ
حين يغضبُ الانسانُ العاقلُ فثورتهُ تبدأ من شراريينهِ،من عمقهِ المعرفيِّ ،من ملامستهِ للظّلمِ ورفضهِ لهُ
غيرَ أن شرارة...