(1)
مرآة الحمام تعكس ظهره العاري، تتأمل جمال الانحناءات من موقع اختبائها المعتاد، فكل يوم تقريبا تحضر التليسكوب (الجائزة التي حصلت عليها لتفوقها في درس العلوم)، وفي فضائها تراقب دخوله تمام الساعة الرابعة صباحا، كالعادة يخلع ملابسه على مهلٍ كراقص "استربتيز" يتفنن في إمتاع جمهوره الجائع للإثارة،...
أنا
طردني أبي من البيت للمرة السابعة عشر.. هذه المرة ليس لسكري، ولا لشربي المخدرات أو البرشام، ولا لاصطحابي لعاهرتي بالبيت، ولا لسرقتي لمعاشه، ولا حتى لسبي له بالدين.. السبب هذه المرة أنني لم أعد أصلي، وأصبحت على حد قوله: “الدين مش في دماغي” وأني أتبع حثالة البشر وأجالس الكافرين وأني أتشبه...
عائد من خلوتى المحببة فى حديقة النادى.كنت أقرأ كتابا عن "الجسد"يحوى بحوثا علمية ونفسانية لكاتبات وكتاب من تونس ولبنان والسودان واليمن.فى طريقى الى بوابة الخروج عبر ممر محاط بالشجيرات والزهور،فوجئت بها قادمة تعترض بجسدها الرشيق طريقى وتتوقف أمامى مباشرة وهى تغرس نظراتها فى وجهى ، مثلما انغرست فى...
لا أدري لم حب لحظات الأنتظار دائما يحلو لي أن أنتظر قدومك، أنتظر سماع صوت حذائك يسير في الممر الطويل المؤدي إلى بيتي، سماع رنين الجرس. أفتح لك الباب ولا يفارقني الانتظار، أنتظار الفرجة عليك تدخلين البيت مبتسمة بعد قبلة على الباب المفتوح، وبدء خلع ملابسك الثقيلة فقد جعلت البيت دافئا لأجل ذلك،...
مقصورةٌ في عربة قطار. رجلٌ جالسٌ ناحية اليمين وامرأةٌ ناحية اليسار. الرجل الذي يتظاهر بقراءة جريدة، يلقي بنظراتٍ شبقةٍ على ساقَي المرأة. وفي لحظةٍ من اللحظات يطوي الجريدة، يضعها جانباً، يعقد ذراعيه أمام صدره، ويتنهّد.
الرجل: لم أستطع أن أمنع نفسي، يا آنستي، فعليَّ أن أقول لك إنّ حضورك يُوتِّرني...
لم يمنح المشايخ أحداً حرية التفكير، بادراك العوالم والأشياء الأخرى التي تفيض بها الفضاءات العليا، ولا كذلك عوالم الباطن الأرضي، باعتبار أن الأرض كوكبٌ، هو بالأساس من بنى السموات التحتية.
اذكر أن أحدهم سألني في دار الملا أبو قعبرة قائلاً:
كم حصة المؤمن من الحَريم في الجنة وكم له من النساء في...
-1-
المرأة سر الوجود، المشتهى والمبغى رحمها بحر وحضنها بيت الإنسان.
سأنشر نشيدي عنها مقطعا مقطعا بقصتي -عشتار العراقية-
ـ يا حبيبي أحنه في حكاية من ألف ليلة وليلة!.
قالتها، وعيناها اللامعتان منشغلتان عني بالسقف الخفيض المغطى بلوحات محشودة بالجواري والمغنين والراقصات المتطوحات وكأنهن سيسقطن بعد...
توطئة:
خافت كغيرها من الصغيرات من أن تظل غلفاء و لم تكن تعرف ما هي مشكلة الغلفاء في العالم ،ما كانت متأكدة منه هو أن الغلفاء بنت رذيلة و سيئة.كانت تبكي عندما يشْتُمنَها بلفظة "غلفاء".كثيراً ما اشتكت لأمها من بنات الجيران و كيف يشتمنها بلفظة غلفاء. سمعت جدّتها مرة تلك الشكية فقالت لها:انت بت...
كانت الهدية التي أهدتنا إياها صوفي، أنا وسليم، الجنة التي اصطحبتنا إليها مرات كثيرة. ولم أكد أنا، موسى، قد بلغت السابعة من عمري بعد، وكان سليم يكبرني بسنة واحدة أو أكثر قليلاً. كانت الجنة هي حمّام النسوان، أو الحمّام التركي، في أنقرة.
لا تزال تتراءى لي صوفي في مخيلتي وهي تنظر بطرف عينها، فيما...
(14)
لم ينم أيهم بعد طرد غبريلا من شقته, بدا ملتاشاً, كأنه لم يستوعب الموقف بعد, راح وجاء في الصالون, في محاولة ناجحة لامتصاص الصدمة, لتحييد مشاعره والحكم بنزاهة على كل ما جرى, دون أن يشرب كأساً, دون اعداد فنجان من القهوة, ودون أن يتناول حبة واحدة من المهدئات, ففي الموقف العصيب, اعتاد أن يروض...
إنَّهُ ليلٌ خَاصٌ يَتَضَوَّعُ فِيهِ شَذَا الجِنْس،
حيث الإباحة تنضو عنها أستار المحظور، وترخي عنان ما هو إباحي. ليل يذرعه البوّاب الشاب متدثّراً باللهفة، مبلّلاًً بزخّات من شهوةٍ تموت إن تأجلت.
وها هو يقرع بقدمين مضطربتين حيّز الانتظار بين وقتٍ كسول يأتي متباطئاً، ووقتٍ يحْرن إن استعجلهُ أحد ولا...
- نحن نمتلك رخصة يا سيدي.
هذا ما سمعه من الشاب داكن اللون، لعله جراء عدم الاستحمام، في واحدة من شركات التسويق، التسويق لماذا؟ لا أحد يعرف، لعله التسويق لكل شيء وأيّ شيء. تلك مهنة دخلت مصر في ثمانينات القرن الفائت، عصر الانفتاح، بدأت بشركات توظيف الأموال وانتهت بشركات الياناصيب وبيع ما لا يمكن...
* "حتى دودة طولها بوصة، لديها روح طولها نصف بوصة"/ مقولة بوذية
هذا هو الربيع. بالتأكيد. الهواء الذي يشبه حالة نشوة خفيفة من بداية السكر. درجة الإضاءة الساطعة دون ما ألم للعينين. تنشق روائح مبهمة تخلط ما بين طمي الأرض، زهور الأوركيد، وأريج الماء. البشرة في تفتحها، والذاكرة كذلك.
حملت بين يديها...
"حكاية غرامي حكاية طويلة"، والغرام غرْم وغرامة ... أنا مثل طائر البطريق، لا أصلح سوى لامرأة واحدة، زوجتي تغار عليّ حتى من مذيعات الأخبار، في التلفزيون، الناس - وقد صارت قصتي على كل لسان- تعتقد أنها نفثت لي النفاثات في العقد ، لكني أعرف السبب، والمشكلة هي في زوجتي. وزوجتي هي الوحيدة التي تعرف...
ومما يحكى أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان رجل تاجر اسمه مسرور وكان ذلك الرجل من أحسن أهل زمانه كثير المال مرفه الحال ولكنه كان يحب النزهة في الرياض والبساتين ويتلهى بهوى النساء الملاح فاتفق إنه كان نائماً في ليلة من الليالي فرأى في نومه أنه في روضة من أحسن الرياض وفيها أربع طيور من...