د. عبدالقادر وساط (أبو سلمى)

رأى الكاتب الأمريكي جيم هاريسون، فيما يرى النائم، أنه تائه في صحراء نيڤادا، وأنه ظل يمشي وحيدا تحت الشمس الحارقة، إلى أن وجد نفسه أمام قاعة سينمائية متهالكة، كُتب عليها بحروف حمراء كبيرة: سينما أنيترا. كانت تلك القاعة هي البناية الوحيدة في ذلك القفر الشاسع، ولاشيء من حولها، على امتداد البصر، سوى...
رأى ألبير قصيري، فيما يرى النائم، عددا كبيرا من الناس متحلقين، في ساحة الجمهورية، حول بيضة عملاقة، في حجم رجل. بدأت تلك البيضة تتشقق شيئا فشيئا، ثم سقطت قشرتها بالكامل، وخرجتْ منها زوجته مونيك شوميت، الموسيقية المشهورة، وهي شبه عارية، ليس عليها سوى غلالة خفيفة. اتجهتْ نحوه بتلقائية وهي تتقافز...
أخبرنا أبو بكر بن القاسم العَطَوي عن أبي عبدالرحمان الأنباري، عن وهب بن جرير بن حازم عن الشيخ أبي الفضل النجداني، قال: حضرتُ مجلسَ الطاغية وعنده عدد من الوزراء، فمنهم وزير المعلقات ووزير الحماسة ووزير الجمهرة ووزير الأصمعيات ووزير المفضليات، ووزير العَروض، ووزيرالقافية والروي، فتناشدنا الشعرَ...
كنتُ أسكن وحيدا في بيت جميل بضاحية المدينة. لكني فوجئت ذات مساء بشخص غريب قد احتل ذلك البيت. وجدتُه واقفا أمام الباب، وحين حاولتُ الدخول منعني بحركة صارمة من يده. كان يشبهني تمام الشبه، فكأننا توأمان حقيقيان. حدقتُ فيه جيدا، ولما رأيت القسوة تنبعث من نظراته، قررتُ الانصراف إيثارا للسلامة. هكذا...
مساء الجمعة 16 أبريل 1972، كان الروائي الياباني ياسوناري كاواباتا يركب طاكسي، عائدا إلى البيت الذي يكتريه، بإحدى ضواحي مدينة سوتشي. كان حزينا جدا. والحق أن الحزن لم يكن يفارقه منذ عامين. أي منذ انتحار صديقه الكاتب يوكيو ميشيما. كان يقول لنفسه " لقد عشت بعده عامين وهذا كثير. هذا كثير جدا." بَيْدَ...
(* مهداة إلى سعيد منتسب) كنت وحدي بالبيت ، أشاهد برنامجا تلفزيونيا عن الروائي الفرنسي سيلين . و كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف مساء ، حين سمعتُ طرقا خفيفا على الباب. لم أكن أنتظر أحدا في تلك اللحظة بالذات . ألقيت نظرة من النافذة ، لعلي أعرف من يكون ذلك الزائر فلم أستطع رؤيته. شعرتُ...
ذات ليلة رأى الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز في منامه أنه يتجول بمدينة لندن، وأنه دخل إحدى المكتبات بشارع الإسكندر المقدوني، فوجد أن صاحبة المكتبة هي الشاعرة الروسية أنا أخماتوڤا. كانت أنا أخماتوفا ترتدي السواد وتضع على كتفيها شالا أسود. وكانت تبدو في غاية الارتباك. سألها غارسيا ماركيز عن...
فجأة، في محطة الأرصاد الجوية، أجهش المهندسون بالبكاء. وفي سماء المدينة حلّقتْ نسور ضخمة، مصابة بداء السيدا. وحدهم العميان كانوا يرون تلك النسور المهيبة، وهي تحلق وفق أشكال هندسية بديعة، ثم تحط ببطء شديد قرب النصب التذكاري للشيطان. وما إن خيم الليل حتى ظهر في السماء قمران اثنان: قمر للأحياء وآخر...
يا رباويُّ، الفجرُ اقترب الآن، وثمة أحلام لم ترها بعدُ، فكيف تغادر بيتا لا أبواب له أو تقفز من نافذة لم توجد قط ؟ وإلى أين ستمضي الآنَ على متن قطار لن يأتي أبدا؟ بل كيف ستعبر نحو محطات مغلقة منذ قرون؟ يا رباويُّ إذا سقط الثلج الأزرق فوق سطوح مدينتنا ثم اشتعلتْ فيه النيرانُ الموعودةُ، فاعلم أني...
رأى أندري بريتون، فيما يرى النائم، نسورا عملاقة تنزل من السماء، ممسكة في مناقيرها لوالبَ منع الحمل الجديدة، التي ابتكرها الرسام الإسباني سالڤادور دالي. °°°°°° رأى أندري بريتون فيما يرى النائم أن الشاعر أنطونان آرطو قد عاد إلى الحياة من جديد، ليملأ الأرض شعرا. كان أنطونان آرطو يمتطي حصانَ...
رأى فرانز كافكا، فيما يرى النائم، أنه يشتغل بشركة هاراكو للتأمين، بشارع نيرودوڤا، بمدينة براغ، وأن المديرة الجديدة للشركة - التي لم يرها بعد - أمرته بالصعود فورا إلى مكتبها بالطابق الثالث. قبل دخوله المكتب، طلب منه الحارس أن يخلع ملابسه كلها، باستثناء ربطة العنق، وأن يتركها أمام الباب، تنفيذا...
رأى خوسي ساراماغو، فيما يرى النائم، أنه يجلس في قاعة الانتظار، في عيادة الدكتورة آدريانا مونيز، في العمارة رقم 5، بشارع فيريرا، في مدينة لشبونة. كان هناك أكثر من خمسة عشر شخصا، ينتظرون دورهم لرؤية الطبيبة. كانت المكلفة بالاستقبال امرأة شابة، ذات ابتسامة خلابة. لم يكن خوسي ساراماغو يعرف اسمها،...
رأى فيرناندو بيسوا، فيما يرى النائم، أنه عاد من الجبهة إلى بيت أسرته، المقابل لبناية الأوبرا، في لشبونة. كان عائدا بلباس الميدان، بعد غياب طويل. طرق البابَ ففتحتْ له والدته ماريا ماجدالينا. فوجئ بأنها في ريعان الشباب. كانت تصغره بعشرين سنة، على الأقل. كان البيت كعهده به في الزمن القديم. حتى...
حدثنا أبو الفضل النجداني، قال: حضرتُ ذات ليلة مجلسَ الطاغية، وعنده جماعة من الوزراء والشيوخ والعلماء والشعراء، بينما الجارية " دِهَاق " - المعروفة بفَم الفتنة - تتغنى بقول الشاعر: بُكاءٌ و كأسٌ كيف يَتّفقانِ = سَبيلاهُما في القلبِ مُخْتلفانِ فطربَ الطاغية طرباً عظيما، حتى حسبْنا أنه سيشقّ...
عدتُ للبيت في المساء ومعي طفلنا الوحيد سَعْد، ذو السنوات الأربع. كنتُ قد انتظرتُه طويلا أمام (الروض) كما أفعل كل يوم، بعد مغادرتي للمكتب. لكن زوجتي امتقعت حين رأته وبدأتْ تنتف شعرها وتصرخ بصوت حاد، يسمعه الجيران: – يا مجنون! من أين جئتَ بهذا الولد؟ هو ليس ابننا سَعْد! ثم حدجَتْني بنظرة يختلط...

هذا الملف

نصوص
237
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى