د. أمل الكردفاني

وارتمت دنياك في حِجر الغناء الطويل في هفهفة الضوء عند إنكسار الأصيل.. وتردد الموج في إلقاء التحية.. بين زفرة الحلم ومعبرٍ معتم لرصاصة البندقية.. ... ملقىً هناك على حافة الكون.. بنصف معنى.. والنصف الثاني في حقول السر بذرة حنظلة تنتظر الخريف لكي تمر أوتضحكين.. كلما نحر الظلام سوسنة على وجه...
دقات أقدام الجند تتحول لإيقاع مارش جنائزي عند شوبان..يقلده جوستاف موللر وربما ساخراً منه. الدقات التي تعبر الشوارع حاملة نعش الحتف. وحين يمر يرى الجميع يفعلونها، كغسق الآلهة لفاغنر، إذ تتقاتل كل الكائنات.. هؤلاء كلهم جثث مستقبليون، الذين يزحمون الشوارع والأسواق والأبراج الملساء التي تعكس أشعة...
إستدرجتني تلك الصغيرة إلى الحديث عن الحب. الحديث بلا فلسفة، أو الحديث بلا هدف سوى الحب؛ (الحب من أجل الحب). والحق أقول، أنني فقدت تلك الحماسة لطرق ذلك المنعرج الوعر منذ سنوات، أو ربما عقود، لنقص حاد في قدرتي على الوفاء بمتطلبات المسير المُثقل بالعجز. وكرد فعل مضاد، بدأت في عقلنة الحب، والعقلنة...
-.......- جالسٌ أمام باب موطنه على حجره قطته الشيرازية يرمق الثورات في الأفق منقوعة في إناء خلْ لكي تظلْ حية بلا أملْ والمرأة العجوز ..جارته.. تطوف على منازل الضيوف تنقل الأخبار للأزقة الحانقة من قيظ شمسها الحارقة.. تنزوي شجيرة الليمون مكتئبة من وهج الصباح وحجارةِ الأطفال حين يرمونها...
عندما تقرأ قصة، لا تنتظر أن تفاجئك بعمقها، استمتع بالقصة، كما تستمتع بمسلسل مكسيكي عن قصة حب مليئة بالمؤامرات ضد الحبيبين، والتي تنتهي دوما بقبلة النهاية السعيدة. فمكان العمق قد يكون في السطح أيضاً. ولذلك عندما أحكي قصة السيد رغيب، فليس بالضرورة أن أحكي قصة عن كائن كمسخ كافكا، أو مالون بيكيت...
لم يمت الله، ليس بالفهم النيتشوي، ولا بأي فهم آخر، لم يحدث هذا، لأن آثاره لازالت متحركة، الكتب المقدسة على وجه التحديد لا زالت تنتج أتباعاً، وكهنة الكتب المقدسة لا زالوا يستقطبون أتباعاً، ولا زالت القاعدة الغالبة تتضرع في المعابد. مع ذلك؛ فالأمر لم يعد كما كان في السابق. فالله أضحى كالأفلام...
الجثة مسرحية من مشهد واحد (كُتبت هذه المسرحية في الأصل لمسرح الشارع، وهذه نسخة معدلة تعديلاً حوارياً وسينوغرافياً).. أمل الكردفاني المنظر: حديقة منزلية، تتقدم واجهة المنزل وبوابته المقوسة، وعلى اليسار واليمين من البوابة تمثالان متوسطا الطول لأمرأتين أفريقيتين شبه عاريتين، والتمثالان متماثلان...
قطرات العرق تنولد من مسام جلده، مالحة جداً، العرق مخاض حقيقي ومستمر، مخاض للتعفن، تحت إبطيه، وبين فخذيه وإليتيه، وفروة رأسه. مكسواً بزحام اللزوجة، تلك التي تمتص الأتربة من الجو ، وتمتص أيضاً رائحة المنسحقين. سيمفونية متكاملة، يعزفها الجسد متنافراً مع محيطه. دقات القلب السريعة، الوخزات التي...
تفسير الماء بالماء..هل هو خطأ؟ قال ابن سودون الشاعر الهزلي: الأرض أرضُ والسماء سمــاءُ والـماء ماء ُوالهواء هواءُ والبحر بحر والجبال رواسخُ والنور نور والظلام عماءُ والحر ضد البردِ قولٌ صادقٌ والصيف صيفٌ والشتاءُ شتاءُ كلُّ الرجالِ على العمومِ مذكرٌ أما النساءُ فكلُّهن...
أطيلي يا عين حرماني أويقاتي على ساحل البسفور من شهد الجزيرات بهن اخضرار تذيب القلب روعته واسقف حمر كزهرات بهيجات ويضرب الموج صخبا كل ذي صلد فيوجل نورسا من صوته العاتي الماء والحسن في كل ناحية وجزيرة الروح تدعى بالأميرات بها الخرائد الحور العين ما قصرت بخيمة يوما وما كبتت بلذات الحور والزهر ...
الساعة تدخل إلى الثامنة والنصف مساءً، والظلمة الحالكة جراء انقطاع الكهرباء لها فوائدها أيضاً، لقد قال الشاعر علي محمود طه: يا حبيبي أقبل الليل وناداني الغرام أي سر لمحب لم يصوره الظلام كل نجم مقلة تهفو وعين لا تنام وشعاع البدر معشوق به جن الغمام يا حبيبي كل عيش ما خلا الحب حرام لقد كانت...
هل يستمر صمود الإمبريالية الناعمة، وهي تغذ خطاها حثيثة نحو التعامل المباشر مع القاعدة البروليتارية، بدلاً عن المنهج الانتلجنسوي القديم عبر خطابات شعبوية تبدو أبسط من واقعها؟ لقد لاحظت أثناء الثورة السودانية، ذلك التماهي الهابط، في خطاب تجمع الوهميين، والذي -قد نجح بمساعدة ما- في إستقطاب الجماهير...
.. -لماذا أنت عالق فوق ثقب بأعلى الشجرة؟ يرد الدودة الخضراء: - بيئتي..هل لديك اعتراض أيها العصفور؟ يرفرف العصفور بجناحيه ثم يحك ريشه الذي تحت جناحيه بمنقاره. - ليس لدي إعتراض...من يجب أن يعترض هو أنت... -ولماذا؟ يسأل الدودة الخضراء بوجه متجهم: فيستعد العصفور للطيران: - لأنك ستظل دودة إلى الأبد...
ميمي... تسمع afgo ميمي ترقص طرباً... تنتهي الأغنية.. ميمي تتجمد... ميمي تحزن... ميمي تضحك ميمي تبكي.. ميمي تشتهي شيكولاتة... ميمي تشتري شيكولاتة.. ميمي تتذوقها... ميمي ترميها.. ميمي تشاهد الظلام في الشوارع ميمي تخاف ميمي تدخل منزلها ميمي ترى الضوء الساطع ميمي تكتئب ميمي تخرج للظلام ميمي تمشي...
تقدمت سيدة من أحد الناشرين وطلبت نشر كتاب زوجها (كيف تصبح مليونيرا)، وقالت بأن زوجها لا يملك ثمن الطباعة، فطلب منها الناشر أن تطلب من زوجها قراءة كتابه. وهذه القصة المضحكة، هي قصة قرابة سبع مليارات نسمة، لديهم أحلام عريضة باقتناء الملايين من الدولارات والخيل المسومة (سيارات الآن) والأنعام...

هذا الملف

نصوص
934
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى