د. أمل الكردفاني

تقدمت سيدة من أحد الناشرين وطلبت نشر كتاب زوجها (كيف تصبح مليونيرا)، وقالت بأن زوجها لا يملك ثمن الطباعة، فطلب منها الناشر أن تطلب من زوجها قراءة كتابه. وهذه القصة المضحكة، هي قصة قرابة سبع مليارات نسمة، لديهم أحلام عريضة باقتناء الملايين من الدولارات والخيل المسومة (سيارات الآن) والأنعام...
- يحمل الجنود في جيوبهم صور حبيباتهم والكتب المقدسة، وحبيباتهم في غرف النوم يغازلن تجار الحرب..وتجار الدين. - أيها الحقير... لم أكن قادراً على منع نفسي من الضحك من كلامه القاسي هذا..غير أن الحدود ستتبدى أمام أنظارنا، كما أشار المهرب، وهو من البدو الذين يحفظون الصحراء عن ظهر قلب..السيارة الجيب...
"فرصة عمل.. وظيفة بمرتبٍ عالٍ..للإناث فقط" مرتب عالي؛ ولا شروط سوى أن تكون أنثى..، هذا جيد. وحين راودتها خواطر عدة، اتجهت نحو المرآة وتطلعت إلى وجهها، ملست شعرها بأصابعها، وكورته إلى الخلف، ثم عادت وفردته وصنعت خصلة منهدلة على الجبهة، تأكدت من انها جميلة، ولكنها مع ذلك تراجعت للخلف لتتمكن من...
الخروج ومضى العمر تباعا واشترى الصبر مآقيهم وباعا بين دمع يرقص كالنجم إلتماعا ولقاءات عبوسٍ تملأ النفس ارتياعا إنهم في هذه الأرض..قسمان.. حمقى.. وجِزاعا. "لا مِساس" تصرخ الأشباح في التيه وقد سئموا الضياعا حملوا هياكل بؤسهم.. فوق المناكب والسخط المقيم لهم متاعا أي شر حاق بالأرض فغذوا السير...
ما يفعله الإعلام الغربي عبر وسائطه الداخلية كالمنظمات وخلافه، هو استهداف العقل المنطقي، وتحويل ادمغة الشعوب لأدمغة إسفنجية تمتص ما تتلقاه بدون أي نقد عقلي. بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، استطاعت أمريكا إقناع العالم بكارثة ضرب مركز التجارة العالمي كعملية إرهابية، ونفس هذه الشعوب التي لم تعد تفكر...
المنظر: (الخشبة مظلمة.. وهناك دائرة ضوء قطرها متر ونصف تقريباً تسقط من السقف إلى الأرض، يقف وسطها رجل في منتصف الخمسين من العمر..يرتدي بنطلوناً صوفياً رمادياً قديماً..وبذلة رثة بنفس اللون..وقبعة بنفس اللون..ونظارة دائرية الإطار وقديمة...) الرجل: وماتت السيدة العجوز التي كانت تقطن في البيت...
وحين يتجلى الموت ارسم رسمة في الظلام هذي خرائب المعاجم القديمة.. لغة الاسفنج.. ولهفة الإنزياح... من رياحها الحارقة اللئيمة ليس الموت شيئاً أيها العبد الخصي في المدن الغابرة.. بل خطك المعوج في بردية الصحاري الماطرة.. __ه__ حين يتجلى الموت في ارتماء الظل تحت اغصان المتسلقات اليابسة وسهول...
لقد استدعى خاطر طفيف العودة إلى مقال التفكيكية، وفيه أشارة إلى المعطيات النقدية الأربعة: الاختلاف نقد التمركز نظرية اللعب علم الكتابة الحضور والغياب ويمكننا ان ندمج الحضور والغياب في الإختلاف أو كأثر للإختلاف. إن الخاطرة طفيفة جداً، ولن احاول تطويرها، لأن الغرض منها ليس سيكولائي، بل توقيعي...
تلقى الدكتور كومارو خطاب إقالته من عمله بدهشة.. قرأ الخطاب عدة مرات، كان يرفع نظارة القراءة إلى عينيه وينزلها دون أن تفقد إرتكازها على أذنيه الطويلتين، ويمناه تقبض على الخطاب بأطراف أنامله السوداء المتعرقة. - غير معقول.. نهض وخرج من مكتبه واتجه للعميد، فدخل إليه مباشرة دون أن يلقي تحية على...
قال تعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) البقرة). قرأت قصصاً عديدة للأدباء الروس كتولستوي وشيخوف وغوركي عن خداع النفس. ولأن تلك القراءات قد مضت عليها السنون، بت أتذكر نخاعها دون الكثير من التفاصيل، فمثلا؛ لن تجد ألطف من قصة...
هناك مراحل معينة لابد أن يمر بها المرء ليصل للإحتراف..ولكن قبل التوجه هذا لابد أن يمتلك مرونة عالية جداً، ولكن ذكية أيضاً. إن بيئة الفن والأدب هي بيئة بشرية، لا تختلف عن بيئة السياسة والرياضة والوظيغة العامة والتجارة الخاصة..فبما أنها بيئة بشرية، فهناك خاصيتان متلازمتان وحتميتان، وهما خاصيتا...
- لقد راقبت عشرات المتزوجين يوم زفافهم، راقبت وجوههم.. وحتى وجهك.... كان كباقي الوجوه مختوما بملامح أنثى.. كشهيد طازج الموت... بعينين نصف مفتوحتين تريان الملائكة... هكذا رأيت وجهك يوم زفافك.. كان أقرب لوجه الأنثى.. مشرقاً وناعماً... تنضح منه أنوثة ما... إنه لشيء ساحر حقاً يا صديقي... فأنتم الذين...
لا اعرف من ذلك المجرم الذي ترجم كلمة secular لعلمانية. الترجمات العربية ضيعت معاني المصطلحات وشوهتها. لا، بل وستجد احدهم يوقفك ويقول لك بثقة كبيرة: لو سمحت..هي عِلمانية وليست عَلمانية. من العِلم.. في الواقع لا علاقة للعلمانية بكلمة secularism ، هذه الكلمة يمكن أن تترجم لعدة ترجمات اخرى...
كانت مكابس الحديد تهبط بقسوة على مسطحات الحديد فتخرقها، ثم ترتفع بصوت مزعج جداً لأعلى، أصوات المكابس عالية، طرقات للمطارق العظيمة وتنفسات للضواغط الهوائية الكبيرة، والسماء تمطر خيوطاً بيضاء رفيعة من رشحات الحديد ذات الرائحة النفاذة... والعمال يعملون بجد ونشاط...وبعد الانتهاء، سيتجهوا لأكل فتة...
رغم دخوله في سن الستين، لا زال متمتعاً بجسد له عظم قوي، طويل القامة، يرتدي معطفاً رمادياً منسوجاً من الصوف ، وحذاءً أسودَ باهت اللون، على رأسه المستطيل -ذو الفك السفلي المسطح والذي يعطيه مظهراً ذكورياً قاسيا، لولا عيناه فاترتا النظرات- قبعة قصيرة السقف. يقف ويحدق في الفتاة القابعة كصنم خلف...

هذا الملف

نصوص
935
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى