د. أمل الكردفاني

البارحة شاهدت لقاء قديماً مع آلتوسير، وكالعادة كان سؤال أهمية الفلسفة قائماً. وكالعادة، كانت الإجابة غامضة. البعض إعتبر التفلسف حقاً، ولكن ما هي حدود هذا التفلسف. إنني كشخص لم أدرس فلسفة، من حقي أن أعرف، ماهي الفلسفة، لأنني وجدت إطاران للفلسفة، الفلسفة المثالية، أو التي تبحث عن قوانين كلية...
"حشاش بدقينتو".. قالت ميمونة وهي تضحك ساخرة من هجو الراقد تحت ظل النيمة، والذي كظم غيظه وقال: - إمشي يا امرأة وإلا جلدتك.. وميمونة هي ابنة أخيه من أمه، والتي لم ترث مال والدها عندما مات، هي كباقي النسوة، يجب أن تبقى في المنزل تحت إنفاق أعمامها -من زراعة الحواشة- عليها. لذلك فهي ناقمة على جميع...
- أيتها الجثث الناعقة.. أيتها الجثث الزاعقة.. ألا تتعثرين في الرقاد الطويل؟ - كيف يسقط الساقطون بالفعل؟ - ومن يدري؟ هذه الأرض صخرية صلدة..عارية من الحياة كالكوابيس النهارية..فقط الريح الجافة تمسح تضاريس سطحها الوعر .. فقط حبيبات الرمل التي ترقص هنيهة ثم تعود مستقرة في وهدة الصمت العظيم..هل لها...
امرأة كالصحو ____♧____ إمرأة كالصحو.. كالخلجان الساكنة.. تلونها أشرعة الشمس.. تارة.. والغمامات.. وتسكنها الطرق الآمنة.. وحين تُغدقُ الأفقَ بالنظرة الفاتنة يزف نوره للسماء فيمح زرقتها الداكنة.. ... امرأة كالصحو.. كازدحام المدن .. وحين تخطو في شوارع الروح عابرة كالوسن.. يحشد الكون اسئلة...
سعدت جداً -وتخوفت أيضاً- عندما تبنى الأستاذ إبراهيم محمود سلسلة نقدية لأعمالي. فهذا (مهما كان نقده) إعتراف من الآخر بأحقيتي في الوجود، وبأن وجودي هذا يحمل قيمة ما (تصغر أو تكبر)؛ بحيث تستحق أن تُناقش وتُختبر، وتُنقد، وتقوَّم، وقبل كل شيء أن تُحلَّل. وهذا منتهى ما يرومه أي كاتب كفَّنَه الغمر في...
المسرح: ينقسم المسرح إلى قسمين بجدار في المنتصف، على القسم الأيمن غرفة بها نافذة تطل على أبراج سكنية عالية عليها حبال غسيل بها ملابس متنوعة. وفي الغرفة الأخرى نافذة أيضاً ولكنها تطل على حديقة وجبال زرقاء..، الغرفة الأولى مؤثثة بسرير صغير ومقعد ومطفأة سجائر فوق طاولة إلى يسار المقعد. أما الغرفة...
ما هي معايير حقوق الإنسان؟ هناك توجه غربي شامل نحو (غربنة) كل العوالم الأخرى، بل أن بعض الآيدولوجيين الأمريكيين، يعدون العوالم الثلاثة (الرأسمالي، الشيوعي، دول العالم الثالث) من قبيل الماضي، مؤكدين على سيادة النظام العالمي الجديد، أو الأمركة (أنظر مثلا: مايكل دينينج، الثقافة في عصر العوالم...
كانت الساعة العاشرة صباحاً، وكعادتها وصلت في مواعيدها، دخلت من الباب الشرقي لحديقة الحيوان، لأن سيارات النقل لا تمر من الباب الغربي، فأضطرت لقطع كل تلك المسافة مشياً بخطواتها السريعة الواثقة. وهان تعبها عندما رأته جالساً أمام قفص النعام كما اعتاد. جلست قربه ومسحت بضع قطرات من العرق على جبينها...
يبعثرُ الرَّملَ البحري بمقدمة حذائه، يشعر بغبطة طفل وهو يفعل ذلك أثناء سيره على شاطئ ساحل أبيض. سينسى الآن مشهد الدماء التي نضحت من صدر غريمه قبل أيام، لذلك سار متأملاً السماء متشمماً رائحة السمك في الهواء. - والآن.. يقول لنفسه بعد شهيق وزفير عميق، وكأنما خلا عقله من ذلك الإزدحام الذي كان يشغله...
ونما الموت في بياض الخصل واحتراق النجوم القديمة مع الغصن..ينمو مع أجنحة الطير... وانحدار الجروف.. وزغب الشرانق وفوق كل جميل يخرج ألسنة من مشانق.. ... لستم بعيدين لكن.. يبدو الطريق بعيد.. مثل الأماني.. وقبلة العشق.. واحتضان الطفولة للدُّمى المضحكة كالشروع في الحب.. وأول تجربة للإنكسار.. لستم...
يبدأ العصر الجليدي فجأة؛ بهبوط سريع مباغت فيغمر الصحارى والغابات بالثلج..، لكنه باغت سرعوفاً شاباً، فجمده داخل مكعب ثلج.وعبرت الريح الباردة، فدحرجت المكعب حتى سقط تحت ثلم صخري مظلم. سيظل السرعوف في حالة الموت والحياة حتى يبلغ عصر الجليد منتهاه. عيناه الخضراوتان ذواتا النقطتين السوداوتين...
المنظر: "قاعة دي جي خالية، في المنتصف، أجهزة الصوت يقف خلفها جابي وهو في الستين من العمر ويضع سماعات ضخمة على أذنيه وعلى الأطراف مكبرات صوت ضخمة" " يرقص جابي وهو مغمض العينين" تدخل الفتاة وهي في الثامنة عشر..تتجه نحوه بفضول وتأخذ السماعة وتضعها على أذنيها.." الفتاة: (مندهشة) لا يوجد صوت.. جابي...
يكون السارد دائماً مراقباً، ناظراً ومشاهداً، بعيداً عن النص، والرواة والقصاصون يحبون السرد لأنه يمنحهم مساحة أكبر للحركة، فيستخدمون الراوي كشخصية مفهومية، تستقل عنهم وتأتلف بهم. ويبدو أنني سأخالف هذه النزعة لأكون جزءً من شخصيات هذه القصة، إذ أنني متأكد بأنها لن تصل لمسامع الناس إلا بمعجزة،...
حكاية غصن ...... ويرتقي الغصنُ نفسَه صاعداً للسماء مبعثراً قضبان ظله على العشيبات ونهر محتضر ووريقات يابسات "هناك..في الشمس.. يفتق البرعم فستانه المخملي منتشياً بميلاد زهرة".. ليس على الأرض إلا الحطام.. وليس عند الشمس إلا السلام ... ومن شَيب غمامة حائرة يغزل الطفل ابتسامة أمه للأمان في السماء...
ليس "بالخبز وحده يحيا الإنسان" مقولة خاطئة، لأن -على ما أعتقد- ترجمتها من سفر التثنية في التوراة كانت خاطئة، أو ربما لأنها أُستقطعت من سياقها الكلي في الآية، حيث خاطب موسى بني إسرائيل قائلاً: ( "لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان.")(تثنية 3:8)...

هذا الملف

نصوص
934
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى