كم باردٌ هذا الهواءُ
وغرفتي لا تحتملْ
هذا المكيِّفُ أَثلجَ الأشياءَ فيها
والوسادةُ كيف تدفَأُ بعدَ أنْ عرَّضْتُها
للبردِ أخشى أنْ أنامَ فتعجزُ
الأحلامُ عن تأمينِ مجراها لعقلي
المستعدِّ لجولةٍ أخرى من التشويشِ
قد يستغرقُ التفكيرُ لحظاتٍ لأبحثَ
عن مكانٍ دافىءٍ في البيتِ لكنْ
لن أضيعَ فرصةَ...
الغيبُ مُتَّفَقٌ عليهِ
هو الإشاراتُ البعيدةُ من هنا
خطُّ المشاةِ وزهرةٌ مسؤولةٌ
عن كلِّ ما نشتمُّهُ هو قارَبُ
الفجرِ المسافرُ بينَ أنهرِنا وهذا
البحرِ ما مرةً كانتْ خريطتهُ بلا
صيدٍ تعالَيْ يا حبيبتيَ الجميلةَ
نرتوي من ماءِ هذا النبعِ ننقشُ
في جذوعِ الصَّنْدَلِ الزمنَ الذي
نحتاجهُ في الحَوْرِ...
مِنْ أينَ نبدأُ في تتبُّعِ
ما تغيرَ هل لأنا الآنَ أوعى
أم حبيبتي انتهى
ما عادَ مايُخشَى عليهِ مؤثرًا
لا تكترثْ أكثرْ فقد ضحيتَ حتى
بتَّ وحدَكَ أنتَ منذ اليومَ وحدَكَ
هكذا ستظلُّ
غيرُكَ قد تدبرَ أمرهُ ونعم ستصحو
وحدكَ اليومَ انتبهْ فالوقتُ ليس
له مشاعر ليس مضطرًا ليعرفَ مَنْ
تألمَّ أو تأثرَ كنْ...
ما امتدَّ من ساقَيْكِ
أغدَقَ واديًا يا أيها النهرُ امتلىءْ
إنْ شئتَ أكثرَ نادِني لمصبِّكَ
العلويِّ أغرقني بهِ حتى إذا ما
فِضتَ دعني لابتهالاتي بأنْ تبقى
ويُبقيني انسيابُ العاجِ فيكِ
على مدارجِ مسحةٍ صوفيةٍ
أتنشَّقُ الطلَّ الذي غسلَ القرَنْفُلَ
إنهُ شبقٌ على جلدٍ وجلدُكِ مُنْعَمٌ
ماءٌ يسيلُ...
" توقعات محايدة"، بل هي توقعات منحازة كليّا وبقوة إلى عشيقة الشاعر ومحبوبته، وإن جاءت حياديتة في بعض القصائد إلى الصراع السياسي والثقافي الدائر في مدينته منذ زمن.. إلا أن الشاعر علاء الغول يغرق في حبّه لها حد الجنون، وهي ليست المرة الأولى التي يؤنسن فيها المدينة إلى فتاة جميلة يتغزل في جسدها...
كنَّا عراةً كانَ يلفحُنا الهواءُ وتزدرينا الشمسُ تغسلُنا السماءُ وكان ما كنَّا عليهِ فلا نواري ما نواري الآن هل سوءاتُنا هي نفسها أم لا يجوزُ الخوضُ فيما لا نراهُ وفي الكتاباتِ القديمةِ أننا لم نكترثْ نزلَ الكساءُ على الجلودِ وصارَ يزحفُ في خلايا العقلِ حتى صارَ رأسًا من قماشٍ نافشٍ⓪︎كانتْ...
الثلجُ رئةُ الموتِ أنفاسُ الغريقِ ومرأةٌ تشكو تساقطَ شَعرِها لا لونَ فيهِ ولا بياضَ خديعةٌ باتتْ مناسبةً لأولِ فَقْمَةٍ تصحو على صوتِ الهوا والخرشناتِ هو الذي لم يختلفْ عن صورةٍ فيها وجوهٌ لم تعدْ موجودةً في الثلجِ ما زالَ الجنودُ يمارسونَ غيابَهمْ هم لن يفيقوا كي يموتوا مرةً أخرى وينتظرُ...
مفرداتٌ في كتابة بطيئة
شعر: علاء نعيم الغول
عيناكِ تقتسمانِ ظليَ
تأخذانِ هواءَ وجهيَ
تسلبانِ توقعاتي في فضاءٍ واسعٍ
مَنْ أنتِ في هذا التجلِّي الحرِّ
مثل فراشةٍ ضلَّتْ طريقَ الوردِ
و اتخذَتْ طريقاً فيه أنتِ و فيهِ صوتُكِ عائداً
من موجةٍ فتحتْ مسافاتِ الصباحِ على الرمالِ
و فيهِ زهوُ...
رملٌ على بابِ القيامةِ لا هواءَ ولا خطىً يدعو الحفاةَ لكي يمرُّوا حاسرينَ وهادئينَ لساحةٍ للأنبياءِ وساعةٍ رمليةٍ بدأت تسيلُ كما العَرَقْ مُرُّوا فرادى أو جماعاتٍ بعيدًا في جهاتٍ من فزَعْ والرملُ يبدو دَرْمَكًا في الشمسِ يلمعُ كالمرائي ثمَّ يأخذُنا العزيفُ من الهَيامِ المستعرْ ⓪︎ والرملُ قالَ...
الشمعُ ماءُ الظهرِ حين تصَلَّبَتْ منهُ الجوانبُ ذابَ فيهِ الليلُ ليلًا وانطفأْ وتراختِ الأطرافُ من تحتِ الأظافرِ لحظتينِ وهكذا هدأَ الذي هدأَ ارتعاشًا ذُبْ على مهلٍ لتشهدَ منبتَ النعناعِ في ريقِ الصبيةِ واقتربْ من مغرياتِ البحرِ عن سهوٍ لتنطلقَ الذؤابةُ بعدها ورقًا وأجنحةَ الفراشةِ قبل أن يصلَ...
(توصية)
إذ ليس يكفي أن تحبَّ
وليس يكفيكَ التشوقُ خُذْ خطىً لتكونَ
لي بطلاً بدرعٍ لامعٍ وقصيدةٍ
وزجاجةِ للعطرِ أو كوخٍ بعيدٍ
في مكانٍ ما لنزرعَ شجْرةً أخرى
وننسى أنَّ هذا الوقتَ يرهقُنا بفكرةِ
أننا نحتاجهُ لنمرَّ من بابٍ لبابٍ
كي نكونَ معاً هنا أو خلفَ هذا السورِ
هل في البيتِ ما يكفي من التفاحِ...
"رماد."..عنوان الواجهة ورد نكرة ..لعله إحالة على ان المدلولات كثيرة ولامتناهية...
تبدأ القصيدة بمحاولة محاصرة مدلول الرماد /اللون...باستدعاء عناصر الطبيعة (الغيم .-الفرو- الرماد-ماء البحيرة.....)ثم تنتقل الى رصد الرماد/الذاكرة/الماضي.. لون الغبار والجرائد...لون يلغي كل الالوان.. وهو لون الفناء...