د. سيد شعبان

تتعدد وسائل السيطرة وتتداخل مابين قوة صلبة؛ لأكثرون يرونها سطوة وتسليحا وهيمنة إقتصادية؛ تعطى سيطرة على مساحة من نفوذ مرتهن بفترة زمانية ومساحة مكانية محددتين لكنهم يغفلون عن تأثير اللغة ومدي مقدرتها على الدخول إلى عقول ووعي الناشئة تمتد عبر فترات أطول ومساحة نفوذ أرحب فهذه اللغة الانجليزية وقد...
بعضكم لا يعلم بذلك الحادث الذي تعرضت له؛ كنت أتحدث كثيرا؛ أخرج زائدتي الدودية التي تسكن فمي، تلونت بألوان الطيف السبعة، أتعاطى أدوية تقلل سيلان اللعاب، أبدو ببغاء غريبا؛ أتراقص في جنبات الأمكنة العطبة ألوك العبارات الغريبة ساعتها يراني زملائي عبقري زمانه. الآن لم تعد لي غير تلك الأصداء تدق في...
كانت أشد جملة ابتدرني بها الحكيم ناصحا ما عنونت به تلكم المقالة التي لا أدري لها تأويلا: أهي حذرة أم فض الجراب من فتى لايمل المناكفة؟ أم لعل بعدها فراقا بين الشيخ ومريده الذي لم يستطع صبرا؟ لكن ما لي غير سيدي أنهل من صافي مورده رجوة أن يصبر على فتاه. فلو أن المرء فاضل بين رغباته لكان أحب شيء...
أصحو مع آذان الفجر على صوت المعلم 'قدرة الفول' لاتتعجبوا فذلك لقبه الذي يسره في الناس أن ينادى به؛ لاتتخيلوا جسده الذي يتراقص منه الكرش وعيناه اللتان يعلوهما حاجبان كأنهما قوس قزح؛ حتى صار علامة مميزة لحارتنا؛ على أية حال للمعلم قدرة صوت أجش حين يعلو صياحه مناديا صبيانه يوزع عليهم الفول وأرغفة...
في بيتنا قطة سوداء؛ صارت ذات نفوذ؛ همت أختي بطردها؛ سيما وأنها تسرق أشياءها، أفقدتها ثوبها الأرجواني؛ جعلت منه كرة تتقاذفها وتركلها فترتب على ذلك أن كسرت آنية الطعام واحدا وراء الآخر؛ تذمرت أمي من هذا الكائن الذي ضرب نظام البيت دون اهتمام بما نحن فيه من عنت، تموء في ساعة متأخرة من الليل؛ نصاب...
يظهر والله أعلم أن وراء التلة التي تحيط بقريتنا قوم يختلفون عنا؛ حدثتني أمي أن عيونهم مربعة تعلو رؤوسهم؛ تتدلى من أنوفهم حلقان وأشكال عجيبة؛ يوقدون نيرانهم منتصف كل شهر؛ طعامهم يأتون به من جوف الأرض؛ يقال ديدان وحشرات، لم أرهم غير مرة أو مرتين؛ هذه الأيام بدأوا يتسللون إلى شوارعنا وأزقتنا؛...
مؤكد أنني مصاب بمرض نادر؛ تبينت هذا حين أخلدت إلى النوم؛ وجدت فيلة تجري وراءها كلاب ذات أنياب تنز دما، قطارات تسير تحت الماء؛ أطفال صغار يطلبون الحليب؛ نساء أثداؤها ضامرة، بدا ذلك المشهد مما يفوق الخيال؛ حاولت أن ألتقط خيطا يربط بين حالتي المرضية وبين تلك الهواجس؛ كلما تجمعت صورة تداخلت في...
صبحت هذا اليوم مغبرا بحرارة صيف ملتهب،تقول أمي : الشمس تتغذى على حطب القلوب اليابسة، تأكل ما تتركه النسوة من ركام وشايات يطلقنها كلما اجتمعن عند الفرن للخبيز، الليلة الفائتة تسللت إلى حجرة جدتي الطينية حيث بقايا رماد كان يتلمظ نارا، ولأنها غادرت الدنيا فما عاد أحد يطفيء النار غيري، أوصتني؛ ألا...
حين كنت صغيرا ،ولربما لفترة طويلة عشت تلك المرحلة بكل أبعادها، تحدثت عن هذا كثيرا ، التفاصيل تمثل شخوصا في ذاكرتي ، لا تبرح عقلي ولا تغادر من ثم نفسي، حكى لي أبي عن أبيه : حين كان الكساد الكبير، كان له فدانين من القطن ، المحصول وفير ،بعدما تخلص من الدودة ، لم يكن غير مستور الحال ، رجل ذو عيال،...
كتابات د. سيد شعبان عندما تقرأها تجد نفسك قد دخلت في متاهات، فالنص عادة متشعب الأحداث، دروبه قصيرة، يقفز بك من حدث ليقربك الي حدث آخر ثم يبعدك تماما من الحدث الأصلي ، قبل أن تلتقط أنفاسك تجده قد أعادك الى حدث سابق فلاحق فسابق، حتي تجده قد أوصلك الى فكرته الأساسية التي بني عليه نصه، صورة قريبة...
صبحت هذا اليوم مغبرا بحرارة صيف ملتهب،تقول أمي : الشمس تتغذى على حطب القلوب اليابسة، تأكل ما تتركه النسوة من ركام وشايات يطلقنها كلما اجتمعن عند الفرن للخبيز، الليلة الفائتة تسللت إلى حجرة جدتي الطينية حيث بقايا رماد كان يتلمظ نارا، ولأنها غادرت الدنيا فما عاد أحد يطفيء النار غيري، أوصتني؛ ألا...
ورثت عنه أشياء كثيرة؛ لقبي الذي لازمني، بعض نزقه فما تزال نوادره تروى إلى الآن، الناس هنا لديها الهوس بترهات الأجداد، سحنة وجهي السمراء، جينات مصبوغة بشيطنة غير مبررة؛ يقولون إن جدي كان به مس الجن، يعبر النيل في خطوة واحدة؛ يصعد مأذنة المسجد القبلي في طرفة عين؛ في الحقيقة كان صاحب سر عجيب،...
يمور العالم داخل بطن فرن مشتعل كالذي أمسكت يوما بعصاه الحديدية و شويت بها قفا ابن عم لي ؛ كنا نتصارع على رغيف الخبز، ومن تلك الساعة وأنا في دوامة تأخذني حيث لا أكاد أشبع صغاري، خيل لي أن المحرقة التي أعدها هتلر ما يزال شبحها يخيم من جديد متوعدا بفناء هذا الكون، فم السقاء عبث به فأر الجيران...
يظهر والله أعلم أن وراء التلة التي تحيط بقريتنا قوم يختلفون عنا؛ حدثتني أمي أن عيونهم مربعة تعلو رؤوسهم؛ تتدلى من أنوفهم حلقان وأشكال عجيبة؛ يوقدون نيرانهم منتصف كل شهر؛ طعامهم يأتون به من جوف الأرض؛ يقال ديدان وحشرات، لم أرهم غير مرة أو مرتين؛ هذه الأيام بدأوا يتسللون إلى شوارعنا وأزقتنا؛...
رأيت فيما يرى النائم أهوالا يصعب ذكرها، حاولت جاهدا تناسيها، تأبت إلا أن تترك بعض آثارها، تلازمني في صحوى، تبقى شاخصة أمامي، تمثل كائنات مفزعة، شياطين تجوب الحجرة، تتراقص على الحائط ، كلما زفرت أنفاسها اتسعت شقوقه، دوي الريح يشعلها غضبا، تمايل الأشجار في عنف يحدثني أنها تحيط بي، زاغ بصري...

هذا الملف

نصوص
499
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى