د. سيد شعبان

مثل القطط تأكل وتنكر، عندنا منها واحد احترنا في أمره، لايكف عن النونوة صباح مساء؛ باتت تعتقد أنه جني أو مؤاخي أحدا منهم، حين مات البهلول الكبير؛ أطلقوا عليه "أبو قرن"لأنه عتيق في الحياة، منذ ما يقارب مائة عام وهو يدب في أزقتها، يعرف كل ما خفي وكثيرا ما لعب بالبيضة والحجر؛ لم يترك ماعونا إلا قلبه...
مؤكد أننا جميعا مررنا بهذه التجربة؛ نسطر خواطرنا أو ندون نتفا من سيرتنا الذاتية؛ ننقد شاعرا أو نسرد مقالة؛ نرسل بأوراق ذات قلوب أصيبت بسهام الحب، كل هذا يذهب مع الريح تذروه، إنها نتف صغيرة في عمر الكتابة الأولى تمتاز بحلاوة البدايات الجميلة، لكنها سرعان ما تختفي بين طيات الزمن، قد يعثر أحدنا على...
مؤكد أننا جميعا مررنا بهذه التجربة؛ نسطر خواطرنا أو ندون نتفا من سيرتنا الذاتية؛ ننقد شاعرا أو نسرد مقالة؛ نرسل بأوراق ذات قلوب أصيبت بسهام الحب، كل هذا يذهب مع الريح تذروه، إنها نتف صغيرة في عمر الكتابة الأولى تمتاز بحلاوة البدايات الجميلة، لكنها سرعان ما تختفي بين طيات الزمن، قد يعثر أحدنا على...
تقديم قد يظنُّ ظانٌّ أو يتوهم متوهِّمٌ أن الكتابةَ عن الآخرين ضربٌ من التسلية، أو استعراضٌ لقدراتِ ومعارفِ كاتبِها، وقد يصل الظنُّ أقصاهُ فيحسَبُ الإنسانُ أن هؤلاءِ لا يجِدون موضوعاتٍ يكتبونها، غير أنَّ الأمرَ على نقيض ذلك تمامًا؛ فليست الكتابةُ عن الآخرين ترفًا وتسليةً واستعراضًا، لكنها –...
اقترب الشهر من منتصفه، أدار الأستاذ عوض يده في جيبه، تلك كانت عادته حين تسأله زوجه عن بعض مال، كلما كانت قرارة الجيب ذات عمق دل ذلك أن المرتب قد أوشك على النفاد، التفت إليها قائلا: كم بقي على نهاية الشهر؟ أم خليل: لايزال الشهر على حاله! لا عليك ربما وضعت باقي المائة جنيه في مكان ما، هو كثيرا ما...
ارتدت ثوبها الضيق الذي يضج مما تحته ويشكو حظه العاثر يوم ابتلي بهذه المرأة. تعطرت ودهنت خديها بما أوصتها به زوجة العطار؛ وتزينت؛ فقد ملت سنوات العنوسة وتسارع قطار عمرها؛ ظلت ليلتها الفائتة محتارة تتساءل في حيرة أي رجل ترمي بشباكها عليه وتصطاد؛ لعلها تخمد تلك النيران المشتعلة داخلها؟ الجارات من...
تظل مصر أقوى في محيطها العربي؛ لكن مقالتي تستدعي قراءة ثانية للمشهد الثقافي؛ نثقل أنفسنا بتلك الألقاب المخايلة؛ أمير السرد وأميرته؛ وناقد الجيل، ومبدع البيان وركنه بل وسلطان الشعر ومجدده، فتلك الألقاب كما كل الكنى التى يتخفى وراءها الكثيرون تعمي المشهد الثقافي وتقتل التميز والإبداع، حين نتركها...
لماذا يجب علي أن أصحو من النوم؟ حاولت الإجابة على هذا السؤال أكثر من مرة؛ ربما لأنني أكره الليل؛ ينسج حولي رداء من الظلام؛ تدخل الدنيا في ثبات؛ تزورني أطياف لا أكاد اتبين ملامح أصحابها، رجال لايرتدون غير الأقنعة؛ يتبين من عيونهم أنهم يدبرون لي مكيدة؛ أستدير جهة الحائط فتنشق الحجرة عن مغارة...
في حارتنا باب خشبي كبير، دار عليه الزمن، جعلته الفئران ملهى ليليا، كنت أخاف المرور جواره، عليه تصاوير مفزعة، تسكن الشياطين البيوت العتيقة التي هجرها أهلها، سمعت عنه حكايات روتها جدتي؛ يوما ما كان يضج بالحياة، نوافذه كانت مشرعة، البنات الجميلات كن يترآين من نوافذه، شعورهن السابحات مثل اغصان...
تبدو الساحة الثقافية مترعة بكثير من عوالق إن لم تكن أحجارا وجلاميد تقف عثرة كأداء في سبيل المبدعين الذين يلتمسون طريقهم وسط عوالم من كهنة عجائز استبدوا بالمقاعد واحتبسوا الأوراق والدفاتر مرتعا لهم؛ يقربون من أحبوا ويقصون من كرهوا؛ في غيبة من معايير النقد الأدبي أو جماليات الإبداع، يبحث الطليعة...
تلفت فإذا كل من يقف على الرصيف ينظر إليه؛ تعثرت خطواته؛ بدا عليه الارتباك؛ تساءل: أكل تلك العيون مصوبة ناحيتي؟ أسرع في مشيته؛ كادت قدمه تخذله! الساعات الأخيرة؛ وصية أمه؛ تلك الأحلام التي ترفرف أجنحتها في خياله! الناس يتذكرونه؛ لقد كان حديثهم عنه الليلة الماضية دافئا؛ ترى ما الذي دعاه لأن يعود...
واهم من يتصدر لمناقشة الأعمال الأدبية وهو منصرف عن اللغة يحسبها ترفا، فيأتي عمله مهلهل النسج فاقد الصدق الفني، ولا غرو أن كانت الحاجة ماسة إلى نقاد ذوي خلفية معجمية رصينة؛ يداخلون بها ويرصدون ملامح العمل الأدبي إن شعرا وإن نثرا، لكن الواقع الثقافي المعاصر تطفو عليه عوالق من عكر النهر؛ فتصد الناس...
الصَّديق العزيز =AZX3ETrTnQpSBVa1vHj94GTcGsc4_fW0VHtYqGhlk2FylplYcta1CWUBnKyE5UW-EsN6Uvm9xFhob_59mc5mF7LQLlnNvThtig3832cOodTY5RC1VwJMghHxagWy2klauR9Hh46sWCPnT7BS0hz0EGP9&__tn__=-]K-R']د.سيد شعبان أستاذٌ جامِعيّ وأديبٌ، مالَ إلى الأدبِ حتَّى استولَى عليه. غزيرُ الإنتاج، مُجَوِّدُه. جَمَعَتْ بيننا...
في البلاد البعيدة تهرب الجنيات المسلسلة بقيد حديدي، تمعن في التخفي وراء أشجار الجميز العملاقة، يقال إنها عند منتصف الليل وحين يكون الظلام شديد العتمة تتجول في الممرات الخلفية وراء البناية العتيقة المنزوية في العزبة القبلية، تشعل جدتي موقدها الحجري وتغذيه ببقايا أشجار الكافور التي نخرها السوس، في...
في الكون أسرار أهل الطريق لديهم منها الكثير لا يبوحون بها إلا لمن خلصت نيته، يعرفونهم بسيماهم، يتناثرون في الوادي والدلتا عقود جمان، يمشون بها، يفكون بعض ألغازها، شيخ مبارك يجوب الحارة عند منتصف الليل، يطرق الأبواب الغافية وراء السكون، يمسك بمفتاح منقوش عليه " لا غالب إلا الله" مخطوط من جلد عنزة...

هذا الملف

نصوص
499
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى