البروفيسور لطفي منصور

لَيْسَ في كَلامِ الْعَرَبِ مِثْلُ قَوْلِهِمْ : شُغْلٌ شاغِلٌ إلّا وَيْلٌ وَائِلٌ، وَمَوْتٌ مائِتٌ. قَرَأَ عِيسّى ابْنِ عُمَرَ النَّحْوِيُّ: (إنَّكَ مائِتٌ وَإنَّهُمْ مَيِّتُونَ) وَرَجُلٌ مَيِّتٌ أَيْ في حالِ الْمَوْتِ، وَمائِتٌ أَيْ يَمُوتُ بَعْدَ قَليلٍ ، وَمَيْتٌ أَيْ ماتَ وَانْتَهَى، وَمَريضٌ...
الْفَرَزْدَقٌ شاعِرٌ كَبيرٌ، اسْمُهُ هَمّامُ بْنُ غالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ التَّمِيمٍيُّ، وَيُكَنَّى أبا فِراسٍ، وَلُقِّبَ بِالْفَرَزْدَقِ لِتَجَهُّمِ وَجْهِهِ. عاشَ في الْعَصْرِ الْأُمَوِيِّ في الْبَصْرَةِ، وَتَهاجَى مَعَ جَريرٍ، وَجُمِعَ شِعْرُهُما في كِتابٍ، وَعُرِفَ بِالنَّقائِضِ . قالُوا...
قَصِيدَةٌ مِنْ بَحْرِ الْبَسيطِ لِلشَّاعِرِ الْعَرْجِيُّ - وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثٌ لِي عَنْهُ عَلَى صَفْحَتِي هَذِهِ - تَصِفُ الْحالَ: - يا مَنْ لِعَيْنٍ قَدَ اجْلَى نَوْمَها الْأَرَقُ فَدَمْعُها بَعْدَ نَوْمِ النّاسِ يَسْتَبِقُ ( الياءُ هنا لِلِاسْتِغاثَةِ، أجْلَى نَوٍمَها...
قالَتْ: وَيْحَكَ أَلا تَذْكُرُنِي؟ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَحَمْلَقَ في ذَلِكَ الْوَجْهِ الَّذي عَلَتْهُ بَعْضُ الْأخاديدِ. لَمْ يَبْقَ مِنَ الْماضي الْجَميلِ سِوَى بِريقِ مُقْلَتَيْنِ سَوْداوَيْنِ قَدْ صَغُرَتا قَليلًا. هذا الْبَريقُ لَيْسَ غَريبًا عَلَيْهِ، لَكِنَّهُ الْآنَ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ بِهِ...
يُصَوِّرُ كَيْفَ كانَ الْأَئِمَّةُ يُعَلِّمونَ طُلّابَهُمْ حَسْبَ الطَّريقَةِ الْجامِعَةِ (الْكُلِّيَّةِ) وَهِيَ مِنْ أمْتَعِ الطُّرُقِ في تَعْليمِ الْعَرَبِيَّةِ، وَقَدْ سِرْتُ عَلَيْهَا في دُروسي في الْكُلِّيّاتِ فَأَحَبَّ الطُّلابُ الْعَرَبِيَّةَ وَعَشِقُوها. مَوْضوعُ الدَّرْسِ الآيَةُ...
هَذا اسْتِفْهامٌ إنْكارِيٌّ قَالَ بِهِ الدُّكْتور طهَ حُسَيْن في كِتابِهِ "في الشِّعْرِ الْجاهِلِي"، فَكَأَنَّهُ يُنْكِرُ ذَلِكَ. أَرَدْتُ بِهَذِهِ الْكَلِماتِ أنْ أَعْرِضَ عَلَيْكُم ثَلاثَ دَلالاتٍ، لَمْ يَذْكُرْهَا الدُّكتور طَهَ، تُثْبِتُ أَنَّ لُغَةَ الْقُرْآنِ وَالشِّعْرِ الجاهِلِيِّ هِيَ...
مَرْوانُ بنُ أبِي حَفْصَةَ شاعِرٌ مُخَضْرَمُ الدَّوْلَتَيْنِ الأُمَوِيَّة والْعَبّاسِيَّةِ. قالَ المَرْزُبانِيُّ صاحِبُ كتابِ مُعجَمِ الشُّعَراءِ، وكتابِ أَشْعارِ النِّساء (مَرَّ ذِكْرُهُما سابِقًا): هُوَ مَرْوانُ بنُ سُلَيْمانَ بنِ يَحْيَى ابنِ أبي حَفْصَةَ واسمُهُ يَزيدُ مَوْلَى مَرْوانَ بنِ...
هُوَ مالِكُ بنُ الْحارِثِ بْنِ الصَّمْصامَةِ الْيَمَنيُّ. وَهُوَ ابْنُ أَخي الشّاعِرِ الْكَبيرِ ذي الرُّمَّةِ، وَلَمْ يُعْقِبْ مِنْ إخْوَةِ الشّاعِرِ غَيْرُهُ. مالِكٌ مِنَ الشُّعَراءِ الْمُقِلِّينَ، وَلَمْ أجِدْ لَهُ تَرْجَمَةً إلّا صَفَحاتٍ قَليلَةً في كتابِ الأَغاني (٢٢: ٨٣-٨٦)، وَكِتابِ...
وَقَعَتِ الْقِصَّةُ في أَيَّامِ هارونَ الرَّشِيدِ وَمَعَهُ، وَهِيَ لَيْسَتْ مِنْ حِكاياتِ أَلْفِ لَيْلَةٍ وَلَيْلَةٍ. ضَحِكَ الدَّهْرُ الْعابِسُ لِلنّاسِ في خَلافَةِ هارونَ الرَّشِيد، وَعاشُوا في رَخاءٍ وَأَمْنٍ وَسَكينَةٍ، وَكَثُرَ الْأُدَباءُ والشُّعَراءُ وَالْعُلَماءُ، والْمُتَرْجِمونَ بَعْدَ...
صالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، شاعِرٌ فارِسٍيُّ الْاَصْلِ مَوْلَى الْأَزْدِ: شاعِرٌ مُجِيدٌ حَكيمٌ، مُتَكَلِّمٌ كانَ يَجْلِسُ لِلْوَعْظِ في مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ وَيَقُصُّ عَلَيْهِم. اِتُّهِمَ بِالزََنْدَقَةِ (هِيَ اِظْهارُ الْإسْلامِ وَإبْطانُ الْمَجُوسِيَّةِ). وَصَلَ...
مِنْ أَسْماءِ الْخَمْر الْحَلَبِيَّةُ، لِأَنَّها تُحْلَبُ مِنَ الْعُنْقُودِ. وَتُحْلَبُ مِنْ حَبَّةِ الْعِنَبِ إذا عُصِرَتْ بِالْيَدِ، وَدِيسَتْ بِالرِّجْلِ ، فَشَبَّهًُوا الْحَبَّةَ بِحَلَمَةِ الضِّرْعِ. قَالَ حَسّانُ في الْجاهِلِيَّةِ: مِنَ الْكامِلِ إنَّ الَّتِي عاطَيْتَنِي فَرَدَدْتُها...
مِسْكٍينٌ أَنْتَ أَيُّها الْإنْسانُ، حَكَمَ عَلَيْكَ الْقَضاءُ أنْ تَقُومَ بِرِحْلَةٍ لا رَجْعَةَ فِيها، رِحْلَةٍ تُسَمَّى الْحَياةَ، ذاتِ مَراحِلَ تُعَدُّ فِيها بِغَيْرِ إرادَتِكَ، تَبْدَأ مِنْ نُزولِكَ مِنَ ظَلامِ الأَصْلابِ إلَى عَتْمَةِ الرَّحْمِ، ثُمَّ تَبْدَأُ بٍالتَّنَقُّلِ مِنْ هَيْئَةٍ...
عَشِقْتُ لَيْلَى السَّمْراءَ بِنْتَ الْبَوادِي، عَشِقْتُ الدَّعَجَ في الْعُيُونِ السَّوْداءْ، عَشِقْتُ ذاتَ الْجَدائِلِ الْمُمْتَدَةِ الْفاحِمَةْ، عَشٍقْتُ نَخْلَةً في الْعِراقِ مَنْبَتُها اسْمُها لَيْلَى، تَرَعْرَعَتْ مُُِمْتَشِقَةَ القامَةِ تَغْدُو وَتَروحُ إلَى زَرائِبِها بَيْنَ الْبَصْرَةِ...
في يَوْمِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ يَعْلُو بخاطِرِي ذِكْرَى أَساتِذَةِ تِلْكَ اللُّغَةِ الذّينَ دَرَجُوا إلَى جَنّاتِ النَّعيمِ، بَعْدَ أنْ خُلِّدُوا بِمَآثِرِهِم وَأَعمالِهم وَمُؤَلَّفاتِهِم. وكُلُّهُمْ يَحْتَلُّ مَكانَةً في قَلْبِي وَنَفْسي وَفِكْرِي. لا أُريدُ ذِكْرَ أسْمائِهِم، فَهُمْ...
مِمّا يُمَيِّزُ الشَّاعِرَةَ مَقْبولّةَ، وَيَكادُ يَكُونُ سِمَةً مُلازِمَةً لَها هُوَ عِشْقُها الْمُلْتَهِبُ لِشِعْرِها. هذا الْعِشْقُ لَيْسَ لَهُ حُدُودٌ. تَتَعامَلُ مَعَهُ بِجِدِّيَّةٍ مُتَناهِيَةٍ، كَأَنَّهُ طِفْلٌ تُدَلِّلُهُ أوْ حَفيدٌ تُبَجِّلُهُ فَتَفْتَحُ لَهُ قَلْبَها، وَتَمْنَحُهُ...

هذا الملف

نصوص
66
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى