أزفتْ ساعةُ النجاة
فلا موتَ يدوم
حياةٌ سرمدُها بعث
غفوة في هنيهات الموت
إن طال مقام العيش
صار الوقت خصمًا
زمن إذا أضحكك برهة
أبكاك دائر الدهر
فتحت أبواب الحزن مشرعة
والأحزان فناؤها شَرْع
في العتمة ترى النور
ما للحياة لون وإن طبعت
ما للمقادير شكل وإن صنعت
هي العبارات تفضحها
شهقات القلب حين خفقت...
سعد عينك بالطرب
فاعزف أوتار الوجود
وانفخ ناي الأرواح
صورة الطبيعة
وهادها وأشجارها
أنواء تحدّث أصواتها
صورة الهواء
أهازيج أعوادها ومزاميرها
لغة الكل تحت فضائها
النغم لا مكان يحتويه
الزمن مركز دورانه
أصابع البيانو جمالها
تمزج النقيضين
في سحر التناغم
جوقة تجمع الأديان والأعراق
عند مقامِ نوتتها...
لا زال في الوقت متسعٌ
نحبو على أطراف المنى
نشكوى خارمات الزمن
لا يُعجِزُ الشعرَ قصرُ القوافي
لا يعيبُ الشطرَ كسرُ فُعَل
علا شأنه حتى دان الأغير له
ثم سقط في هوّة قعر داره
بعدما سلّم الدارَ لحكم العجم
في كل قوم جينات تجمعهم
لا أمة تفنيها
لا دين عليها ينتصر
كفقد الأحبة ما يغني عنهم شيء...
بعد الستين يكبر أنفُك وتتمدّد أذناك
ويطول وجهُك ويقصر عمرُك
تترهّل فيكون كلُّ شيءٍ فيك مسترخيًا يتدلَّى
وما في تدلّي الرجال جمال
في المرآة تحسب أنك ترتدي قناعًا فتحاول خلع وجهك
فيزداد قبحُك بشاعة
في كل سنة تفتح ابتسامتك نافذة
يهجرك الصفير.. يطلُّ لسانك من دون حياء بين شفتيك
لا ثاء...
أقبلَ
ووجنتاه شدَّهما الفرحُ
أتراه جاء بخبرٍ فيه بشرٌ وخيرٌ؟
لعلّها منحة أرض، أخماسها مشبورة بالكف
زاويتها كسرها ما لها جبر
على نصف شارع
عرضه خمسة أمتار
أحدب غير مزفّت
أو ربما أقبل وفي جعبته
وظيفة بربع راتب، لا يعكره شذب وحسمٌ
مديرها متسامحٌ بشوش
خليٌّ من الغدر والغل
جاوزني قائلًا وهو يقهقه...
للصعاليك تحية تقدير وإجلالٍ
للحاملين الرايات من بطون المعاني
من جاوزوا زمنهم عدوًا
على الأقوال والأفعال
من قابلهم صار بعدهم
في ميزان الإبداعِ
صفوا ووقفنا؛ تعظيمًا لمعانيهم
لقد أعجزوا من بعقله لسان
ومن في عينيه كتاب
يخشاهم الطاغوتُ
تهرب منهم العنقاءُ
يسكنهم الموتُ
والبحر يلطمُ خوفًا...
هل للبهجة مسرح أمثل عليه؟
لا دور البطولة بل كومبارس
أحنى علينا الدهر نوازل لو عددناها
ضاع العمر وأخطأ العد
لحظات الحب طفل كنّا لا نجده
بين الأب والأم قسمة الجلد
كل علاقة قائمة على الرب
ينزع من قلبها حنو وعطف
تُثَنِّي أمٌّ على فلذة كبدها
دعاء الموت مقرونًا بالصلاح
من منَّا لم يسمع...
عبء الوجود هَلَّ رحلت عن كاهلي؟
عبثًا تأتي لا على حين غَرَّة
أو صدفة،
والصدفة شيء من الوجود
أتقلب نحو الأعلى و ذات الأسفل تارة
خالفت سنن الكون،
والكون خلاف
كلما انبرت لنا حجج أطاحت بها لجج الحقائق
حقائق تهافتت بها حقائق
الحق له عدة أوجه
فأي وجهة اتبعت حق
كل زمن يحرقه عبث الجدال
لهث السؤال كسر...
كان صديقي وإن لم أكن أعرفه
كما يبتغي
لكن المفارقات تجمع الفرقاء
قد يجمع الرمل بعض
تفاصيلنا
وكل أُذن لها غناء
له في الفلسفة سانحة
ولي من العشق سحنة
مثقّف بين العصا والجزرة
يحكي قصص الإباء والأنفة
أباح لنفسه سرد حكاية
قالها منذ ألف عام
سامر بن أمّه
له عند العصا قلب ديكٍ
مع أن شكَّ إبرةٍ تُحدِث...
جرت العادة أن تستوقفنا الأشياء رغم بساطتها
نستهلك الأسئلة بتافه الأشياء
لا حبًّا بالأجوبة نطاردها
ذاك شغف الطفل
الذي في داخلنا
أبدًا دهشته لا تشيب
لو دولبت الحياة وجدتها
لحظات سعادةٍ فتراتها أتراحُ
تصْطَفُّ كل جاريةٍ
على ضغاف الأحداث
تأويلها لا يهبك عقلًا
وتحليلها أيضًا له تحليلُ
خبر تتجاوزه...
لا أخاف الموت
أخاف الزمن
في كل خطوة يخطوها يتقدّم إليك أرذل العمر
لها في درجات القلب مساحة
مساحة ليس بها طول ولا عرض
تَثَاقفنا من الورى أحلامًا واهية
أحلام سلطان خلافته تُبَاع وتُشتَرى
وبان لي بين وجنتيك طريق صلاح
صلاح آنية نَقْشُها بين زهرتيك ساح وانمحل
يا ذات الجسم الجامح المسلول
رويدك فإن...
أيها الملل كيف أقهرك؟
كل الحيل لا تجدي معك
ضربٌ من الجنون أن تستجدي
فرحًا من سجَّانٍ لا يسمعك
آليت أن لا أطلب عونًا
إلا من ربٍّ، قد أسجدك
قمم الجبال وإن كانت ثابتة
في يومٍ سفوحها ترتعش
كسر الهمُّ زجاج الخوف
فانحرف الكوكب ومال عنّي
تأفَّف الوقت بين عقاربنا
يمشي هميمًا(1) و وصله قطعُ
كعجاج...