مما عرف به الإنسان انه حيوان يتذوق الفن، فحب الفن طبع فيه، تبدو مظاهره حالما يأمن على نفسه ويتوفر له قوته وحاجاته، فإذا ما فرغ من الضروري من أموره التفت إلى الكمالي، وطلب الفن والجمال، ومن ثم تظهر بعض الفنون بدائية بين الجماعات المتبدية، وترتقي بينهما وتتنوع بقدر ما تسمح به بيئتها ودرجتها من...
الشعر أسبق ظهوراً من النثر في عالم الفن الذي يحتفي صاحبه بإنشائه وتنميقه، ويتعمد إيداعه شعوره وأفكاره على نحو جميل يراد له السيرورة والبقاء. فالشعر يظهر ويرتقي والأمة ما تزال متبدية قليلة الحظ من الثقافة وأسباب العمران، أما النثر الفني فلا تدعو الحاجة إليه ولا تتم وسائله إلا في أمة متحضرة مستقرة...
لقد تعددت البحوث وتباينت مناهجها في التقعيد لنظرية سردية، فتشيّع الكثير للطّريق البنيوي القائم "على اعتبار أنّ السّرد بنية تتطلّب التعرّف عليها، وعلى قواعد بنائها، والنّظر فيها، وفي الأجزاء البانيّة للنّص السّردي"(1)
ولمعرفة ما يحكم هذا النص من مفاهيم وتقنيات كان ميلاد وتطوّر مقولة سرديّة ـ إن...
إن القراءة هي تلك العملية التي تبرز معنى ما من معاني النص بواسطة عدد من المفاهيم و بناء على اختيار مستوى معين يتم اختراق النص على أساسه لا يعمل قارئ النص كلاقط سلبي للرسالة و إنما يشارك الكاتب في إنتاج النص من جهة ربط المعاني بعضها ببعض و تبيان أثرها العام و الخاص 1
فالقراءة بكل بساطة هي اندماج...
المكان .المصطلح والمفهوم :
إن أول من اهتم بدراسة المكان هم الفرنسيون ، ذلك في عهد الستينيات والسبعينيات و أبرز هؤلاء : ( جورج بولي ، وجليبر دوران ، ورولان برونوف )، وكان أبرز من أسهم بفعالية في لفت الانتباه لمصطلح المكان " في بنية نسج العمل الإبداعي هم الباحثون " يوري لوتمان youri lotman،...
مفهوم “ الشعرية “ في النقد الأدبي الحديث , ليس سوى صياغة جديدة لمصطلح “ عمود الشعر “ .
لكن هذه الصياغة لا تتوقّف عند حدود الاختلاف الشكلي بيــن المصطلحيـن , بل تتعـدّى ذلك إلى اختلاف كل منهما عن الآخر في الجوهر والدلالة . فإذا كان “ عمود الشعر “ يتحدّد بالقوانين السبعة التي صاغها المرزوقي فإن “...
تتأثر النفس الإنسانية بكل ما تحس من مظاهر الحياة، فإذا ما عبر المرء عن تأثره ذاك نثراً أو نظماً في لفظ نقي، كان تعبيره ذاك أدباً، فالأدب نتاج عاملين: مؤثر هو مظاهر الحياة التي تحفز الأديب إلى الإنشاء، ويتخذها موضوعاً لإنشائه، ومتأثر هو ذات الأديب التي يترجم القول المنظوم أو المنثور عن خوالجها،...
إن أكثر ما يجعل تجربة شعرية ما ناجحة هو مدى تفاعلها مع الشريك الأصلي للعملية الإبداعية ؛ ألا و هو المتلقي. و ذلك من خلال تشفير الخطاب الشعري ولكن إلى حد لا يصل إلى الإلغاز والتعتيم. بحيث تكون كلمات النص مفاتيح أولية للتواصل اللغوي الذي يميز النص الأدبي عامة، والشعري خاصة. حيث لا تكتمل متعة...
وحدة الأشياء واشتراكهم في صفات ترفعهم جميعاً عن الجماد وتميزهم بالشعور بالغبطة والألم. كل هاتيك حقائق من الموضوع بحيث اهتدى إليها الأولون قبل أن يحققها العلم الحديث ويفصل دقائقها وخوافيها؛ وتنازع الأحياء البقاء، وعدوان أقواها على أضعفها وفوز القوي بالغلب والبقاء، هذه كذلك أمور واضحة رأى...
ينشأ أدب الأمة المتبدية ساذجاً بسيطاً صريح التعبير قريب المتناول، مطلق السجية في الإعراب عن الشعور الإنساني، وتظل له هذه السمة حيناً، حتى تتحضر الأمة وينتقل الأدب من جو الطبيعة الطلق إلى حياة المدينة. بما تشمل من وسائل الحضارة المادية وأسباب الثقافة الذهنية، فيرتقي الأدب لذلك كله وتتسع جوانبه...
يعبر الأدب عن شتى خوالج النفس وخواطر الذهن، ويصف تأثر النفس بمختلف صور الحياة وظواهر الكون وصروف الدهر، وكلها أمور لا يحد مداها ولا تحصى مذاهبها، ومن ثم لا تحد ولا تحصى أشتات الموضوعات التي يعالجها أدب أمة من الأمم في مختلف عصوره، فأدب الأمة الحي يشمل أطراف حياتها المترامية، مما يوحي به التدين...
كان الإنسان رحالة قبل أن يكون ذا وطن: كان يهجر جماعات جماعات بقاع الأرض الشحيحة ويقصد أصقاعها الخصيبة ووديانها الكريمة، طلباً للقوت والتماساً للغنم؛ فلما استقر في الأوطان والمساكن لم يستغن في حياته عن الرحلة، بل ظل يحفزه إليها ابتغاء الرزق تارة، وحب الاستطلاع والمتعة أخرى، وشهوة الغلب والفتح...
ظل الشعر النتاج الأساس لأدبية الخطاب العربي، ولعب دورا رياديا في تشكيل الثقافة العربية وإثرائها، واستطاع أن يحتل مكانا بالغا في التكوين المرجعي للعقلية العربية نتيجة قدرته الهائلة على تفعيل الواقع ودفعه إلى اتخاذ القرار على نحو ما يبدو منعكسا في الخطاب الشعري.
ولا شك أن القراءة الواقعية...
البطل فرد يمتاز عن غيره من أفراد مجتمعه بمواهب عقلية أو خلقية أو جسدية، يظهر بها بينهم وينال من أجلها إجلالهم ويبذلها في خدمتهم ويتولى قيادتهم في معترك الحياة ردحاً من الزمن، ويترك في تاريخهم أثراً يطول عهده أو يقصر؛ فالبطل لا يكون إلا في مجتمع، وهو عادة نموذج لصفات أبناء ذلك المجتمع ومثل أعلى...
(مهداة إلى الأستاذ فخري أبو السعود)
يقف من يتعمق في دراسة الأدبيين العربي والإنجليزي على ظاهرة غريبة حرية باهتمام من يعنون بدراسة الآداب الإفرنجية، أعني بها التماثل الظاهر بين ما يرد في كلا الأدبين من قصص وحكم وآراء فلسفية: وهو تماثل يحمل المرء على الاعتقاد الجازم بأن أحد هذين الأدبين قد أقتبس...