دخلت إلى الملهى الليلي. الأضواء الفوسفورية تضيء الظلام. الموسيقى صاخبة. أشعر بثقل في رأسي. أنظر في وجوه الراقصين الشاحبة. لا تزال بقايا البودرة البيضاء عالقة في أنفي. إرتديت فستاني الأبيض المسترسل ذاته. كتفاي مكشوفان. إلتصقت بجسده وشددت على يديه ليمر بهما على لحمي الفاتر. أمررها ببطئ بين فخذي...
تمطى وتثاءب فجأة, ثم دفع الى الهواء جسده المتهالك , من فرط العياء والتدخين طوال الليل ناحية المدينة العتيقة.
في الخارج,الجو رائع , هادئ، شفاف منعش و يشد الروح, نسيم الزوال يسربل برداء من النشوة والحركة , الأجساد ,والأزهار، الأفكار والذكريات .
داخل القاعة , دخان , ظلام, صمت يلف الأشباح المنغرسة...
حاولت كثيرًا كتابة قصة حول الصوت الأكثر توهجًا في ذاكرتي حتى اليوم، ولكنني كنت أتراجع دائما خوفًا من الانحدار إلى مستوى النكتة الفجة، فالاتهامات بالمبالغة واقفة دائما بالباب لخيال الكاتب الذي لا يملك إلا أن يبتسم في مواجهتها، لأنه وحده يعرف أن الحقيقة كانت أكبر وأنه اضطر لتخفيفها لتصير أدبا...
أجهضت رنا ثانية. قلت لها إن زواجها لن يثمر عن طفل جميل كما حلمتْ دائماً، هو زواج محكوم بالعقم والفشل. تكرر أمامي كل المبررات التي تجعل من زواجها ناجحاً؛ العشق الذي سبقه، تقارب الأفكار، تقارب الطباع، الحياة شبه المستقرة التي يعيشها كلّ منهما في عمله فتنعكس استقراراً في البيت، ومن ثم العلاقات...
* فقرات من مخطوط رواية.
.. زارينْ كثيرة الحراك في الحانة، شعرها طويل منتشر بكثافة على كتفيها، تحرص أن تسبغه كل مرة، حسب ما تتردد عليه من ألوان الألبسة، لونه هذه المرة أشقر ذاهب إلى الحمرة قليلا، منسدل بشكل متوازن مع رقبتها، تلبس قميصا أحمر قد نُسج من ضفيرة خيط مشعّر، ترك ثقوبا كثيرة توزعت...
فصل من رواية
لم تكن لدى مايك الخبرة الكافية بالكيفية التي تمارس بها القطط الجنس، وقد ظل هذا السؤال يشغله طوال فترة العصر إلى قدوم المساء، وهو يحتسي القهوة التركية مع بالتوس في الحديقة، في حين كانت هارومي مع والدتها يجهزان خبزا فرنسيا.
فكر مايك في توجيه السؤال لبالتوس غير أنه أحس في البداية...
في آخر اللّيلة القمرية تَعبتْ أناملي، فوضعتُ أوتارها في فمي، وألوانها في عَينيْ، صارت موضوعا خرافيا، ولما غدت جنًّا يتخبطني متُّ في نَصّها، حتى ذابت روحي في أنغامها وفي ألوانها، صرت فنانا خارقا يُمزج بين الفنون ليصل إلى المتعة الخالدة، كأني صرت صديقا لبتهوفن وصاحبا لدافنشي، وأنا أحويها عشت نكهة...
اهداء
إلى مولاي السلطان طيب الله لسانه
وشّد ساعده
لنبقى نحن الأموات أحياء في جواره
هَمَّ بِهَا, وَهَمّت بِه حتى انقطع خيط الرغبة المسكونة في دم المكان، أحاطها بذراعيه , وأحاطته بالنفس الحارق، دارت الدنيا على أصابع اللحظة المارقة من الوعي فانسل من غيم التلبد ماء مطري ..
هلل الواقفون على جمر...
كشفت عن ساقها وهي تعبر ماء اللجين، لم أكن اعرف أنني هناك في خضم الموج مرصود لمشنقة من تراب ومرمر
أدارت وجهها وهمست في أذني
أيا قمري
تعال
قلت إلى أي بحر تودين رميّ
قالت إلى بحر العشق حيث ستنام وجفنك على صفيح حرائقي، سأكوي كل النساء اللواتي تعطرت بروائحهنّ في غيابي ، وأزرع في جلدك صوت عشاقي الذين...
- الفصل الرابع من رواية قصيرة -
«ربما الجوع
ربما العطش
ربما الجنس
...
الذي جعل جسدي
كفوهة بركان»
صالح الحربي
جنة تتلمظ السمك، أنا أتلمظ السمك.. ويأخذنا النوم لبرهة بالغرفة ثم نصحو، وحين أشعر بشيء دافئ يلعق ظهري، ألتفت لأجد جنة تلعق عمودي الفقري بلسانها، أداعب عانتها فتهتاج، يتصلب عضوي كما قلم...
مشت مسرعة لتلحق سيارة الشركة التي تعمل بها، ألقت نظرة خاطفة على حقيبة يدها التي تعلقها على معصمها في تباه، حقائبها كبيرة دوما من الجلد السميك لتتحمل ثقل محتوياتها العجيبة، كتابا لا تقرؤه بالضرورة - لكنها تخطط لقراءته يوما ما- عددا من المفكرات الفارغة التي بهتت أغلفتها بانتظار اليوم الذي ستكتب...
وجلس على الكرسي واستغرق في عالمه والآخرون يحملونه على محفة، ويدخلون به في قلب الحائط، وأنا من شدة خوفي نظراتي تلاشت حتى أنني لم أر الراقصة إلا بعد فترة طويلة من رقصها، وهي تهتز بعنف على وقع الموسيقى الوحشي.. وتساءلت: من أين تخرج كل هذه الموسيقى الوحشية.. وكيف تدمر الحب هكذا.. أريد أن أنسى كل...
ومما يحكى أيضاً أنه كان لبعض السلاطين ابنة وقد تعلق قلبها بحب عبد أسود فافتض بكارتها وأولعت بالنكاح فكانت لا تصبر عنه ساعة واحدة فكشفت أمرها إلى بعض القهرمانات فأخبرتها أنه لا شيء ينكح أكثر من القرد فاتفق أن قرداً مر من تحت طاقتها فأسفرت عن وجهها ونظرت إلى القرد وغمزته بعيونها فقطع القرد وثاقه...
الباب العشرون
الليلة الأولى:
حكى أنه كان بمدينة بغداد رجل من أولاد النعيم ورث من أبيه مالاً جزيلاً وكان قينة فأنفق عليها أشياء ثم اشترها وكانت تحبه كما يحبها ولم يزل ينفق عليها ماله وهو في أكل وشرب إلى أن لم يبق له شيء وأفلس فطلب معاشاً يعيش فلم يقدر على شيء، وكان الفتى في أيام سعادته يحضر...
وفي الليلة الأولى بعد المئتين قالت: بلغني أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان ملك يسمى شهرمان صاحب عسكر وخدم وأعوان إلا أنه كبر سنه ورق عظمه لم يرزق بولد فتفكر في نفسه وحزن وقلق وشكا ذلك لبعض وزرائه وقال: إني أخاف إذا مت أن يضيع الملك لأنه ليس لي ولد يتولاه بعدي، فقال له الوزير: لعل الله...