د. أمل الكردفاني

كان حياً البارحة، وقال ماسح الورنيش بأنه كان حياً البارحة، مؤكداً كلام آخرين. أليس مدهشاً أن يموت اليوم وقد كان حياً البارحة؟..قبل البارحة بيوم باع دولابه الخشبي الوحيد ليتمكن من شراء الحشيش، لم يكن مدمناً، ولكنه قرر أن يجربه، وييدو أنه كان سعيداً بتلك التجربة الفريدة والتي طالما حلم بها منذ...
الفنان محمد الأمين هو موسيقار، وعندما نقول موسيقار، فنحن لا نعني أنه دارس للموسيقى فقط، ولكن يمتلك ذكاءً موسيقياً أيضا وهذا هو الأهم، وكذلك عندما نتحدث عن محمد عبد الوهاب، بليغ حمدي، وردي، الكابلي، عثمان حسين..الخ. غير أن اغلب من يقومون بممارسة التلحين اليوم لا يملكون الحظ الكافي من عبقرية...
لسبب ما قررت جمعية علم النفس الأمريكية وضع منهج خاص بها لتوثيق المراجع العلمية CITATION، وهو ما يتم اختصاره ل APA STYLE يبدو أن الجامعات العربية ومراكز البحث -على ضعف منتجاتها خاصة في حقل القانون- قد انبهرت بالمختصر الحرفي، فانقلبت تطالب الباحثين باتباعه، وهم لو دخل الغرب جحر ضب لدخلوا وراءه...
فلسفة السَّمَك أمل الكردفاني إنني شخص يحب السمك، ليس أكله، بل البيئة السمكية برمتها، سوق السمك يعتبر بالنسبة لي سوقاً فواحاً بالحياة وسط الأسماك الميتة، والبحر، وشباك الصيادين عندما تخرج ممتلئة بالسمك..هذه اللحظة تسعدني أكثر من الصياد صاحب الشبكة نفسه..ولا أعرف لماذا؟ يبدو لي انني أشعر بأن...
وكانت خطوات حذائها ذي العقب الطويل الرفيع تصدر صوت قرقعات على الأرض.. تسير بسرعة على الأسفلت..وينسدل خلفها ذيل حصان طويل.. توقفت أمام نافذة سيارة.. رفعت قدمها اليمنى برشاقة وعلقت العقب الطويل على حافة النافذة ثم انحنت مقربة وجهها من شبح وجه الرجل..وشعرتُ بعطر صدرها يخترق خياشيمه...لكنني لم أستطع...
"عندما تعتريني نشوة الفنانين، أفكر بجدية في المال، وأن اكون رأسمالياً.. بعبث طفولي تدور تلك الرغبات العابرة فوق بعضها كما لو كانت جمجمتي خلاط. أن اكون ثرياً..ثرياً جداً، وافكر بجدية في تحطيم ألوان الباستيل ودهس الزيتية بعقب حذائي. ثم الخروج شاهراً صدري لأنشئ شركة استيراد وتصدير...هل مررت بلوثات...
لقاء مع زوجتي السابقة - قصة أمل الكردفاني اليوم الأول: إن التغير المناخي بعد السفر يوترني قليلاً، من بلد حار إلى بلد بارد، تختلف الصورة تماماً، من صفراء بلون الشمس إلى زرقاء بلون الصقع. استيقظ مبكراً ، وأطلب كوب قهوة، متحركا نحو النافذة الزجاجية الكبيرة، فأزيح الستار لأرى عالماً جديداً،...
الطفل الذي أنجبناه وخرج إلى الحياة بصمت، ..ظل صامتاً..يوسف الصغير لم يتكلم أبداً، لم يبكٍ ولم يضحك..لكنه رغم ذلك كان بصحة جيدة، هكذا أخبرنا الأطباء..أذناه تعملان بكامل قدرتيهما، لسانه يتحرك، عيناه تريان بل هما صافيتان ونقيتان كالبلور. لكنه لم ينطق أبداً، يتجهم وجهه يبتسم أحياناً وغالبا ما يظل...
رمقه بنظرة سريعة وعبر من أمام باب غرفته، وقد لمح هو تلك النظرة السريعة ووجه وجهه إليها، كانت ترتق بنطالاً قديماً لكنها أحست بنظرته فرفعت رأسها والقت إليه نظرة سريعة، ثم عادت لرتق البنطال وظلا صامتين. جرّ نفسها حاراً من صدره، ونهض وعبر الردهة فلمحه في المطبخ يعد كوب قهوة، نظر إليه، فالتفت الآخر...
- ما هو اليوم يا زملاء السجن؟ - أعتقد أنه الثلاثاء.. - يا لك من ضائع.. إنه الأحد.. - كلاكما مخطئ فالكنيسة التي خلف السجن لم يضرب جرسها اليوم.. - ولا البارحة.. - إذا فهو يوم الأربعاء.. - ولماذا لا يكون السبت وغداً تدق أجراس الكنيسة؟ - إذا كان هناك احتمال بأن يكون اليوم السبت فلا مانع من أن يكون...
يا جرح التاريخ على قباب معابد القلب القديمة حيث تقبع غربان الحزن نازفة ذكراكِ كأمطار استوائية فتتبلل الأحجار تحت أقداميَ الواهنة وأنا أعبر آلامي أذكر حين كانت ابتسامتك تُـبــَــدِّل مناخاتيَ القاسية وتتشكل الجمل في أحجية حياتي بقصائد فرحٍ للغد حين أحدق في عينيك حيث الأفق ميلاد فجرٍ طازج والآن...
هناك الآتي: ١- نحات.. ٢- قطعة رخام.. ٣- فكرة طرأت في عقل النحات.. ٤- الصورة التي نحتها النحات على قطعة الرخام تطبيقاً للفكرة.. باختصار شديد هذه هي نظرية المثل الأفلاطونية، فالفكرة هي (الأصالة) الرابضة في عقل النحات..أما الصورة التي نحتها فهي النسخة غير الاصلية لتلك الفكرة... فعالم المثل هو...
الأيام السابقة بدأت قراءات في التاريخ الأوروبي والأمريكي على حد سواء، ذلك أنه لا يمكنك فهم الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الأمريكي دون العودة إلى أوروبا..قراءاتي كانت سببها قانوني محض، ثم اكتشفت أن الواقع القانوني الراهن نفسه ليس بمعزل عن حركة التاريخ بكل كثافتها الآيدولوجية والاقتصادية...
- إنني أبحث عن عمل مجيد..هل تفهمني..عمل مجيد.. يقول السيد حسنين، الذي يرفض العمل، حتى بلغ السابعة والخمسين من العمر. ويرد صديقه الذي يتجهز للدخول في مرحلة ما بعد الحصول على المعاش: - ولكنك تجاوزت السن القانوني دون ان تجيد اي عمل يا حسنين.. فيجيب حسنين وهو يدخن وعيناه تتأملان الافق بهدوء: - هذا...
أيها الوجه الخنزيري..لا تنظر نحوي هكذا..عيناك الحقودتان تحدجانني بلؤم..شفتاك الغليظتان ممدوتان بحيرة بلهاء.. رأسك البطيخي المغروس وسط ظهرك..كلك على بعضك مثير للغثيان..هذه هي المرآة العاشرة التي أكسر زجاجها حتى لا أراك.. فكيف أتخلص منك..ربما سأنحرك بشفرة الموس من الأذن إلى الأذن..من تحت خطمك...

هذا الملف

نصوص
934
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى