نصوص بقلم نقوس المهدي

في زمن الخليفة هشام بن عبد الملك، وفي صبيحة عيد الأضحى اعتلى المنبر «خالد بن عبد الله القسري»، والي الكوفة، وبعد أن أنهى خطبته قال: «أيها الناس ضحُّوا، تقبل الله أُضحياتكم، فإني مُضحٍّ بالجعد بن درهم» (الجعد بن درهم لم يكن خروفاً، بل كان إنساناً!) وبالفعل، نزل الوالي عن المنبر وحمل سيفه وذبح...
لست شاعرة أعشق الشعر , نعم و لكنني لست شاعرة .. يسحرني الشعراء , و لكن لم أقل أبدا : أنا شاعرة لأنني قتلت جرأتي .. جرحت ارادتي تظاهرت بعدم الانتباه فقط أصخت السمع لأنني تعلمت كيف أعيش , خادعة قلبي . و لأنني امتنعت عن التضحية في سبيل الحقيقة , و انحدرت نحو الأسفل . لقد قبرت مشاعري ...
مع تقدم العمر أنظر إلى أمى فأرانى أنظر إلى نفسى فأرى أمى مع تقدم العمر أصبحت أشبهها الخصلات البيضاء الروح الساخرة الزاهدة فى الأشياء مع تقدم العمر تذوب الحدود بينى وبين أمى أصبح لى فصيلة دمها النادرة ورنة ضحكتها الغامرة قلبها العفوى الطفولى رقتها المفعمة بالصلابة حيوية قتلتها أخطاء الأطباء...
مهما غبت عن عيون الليل و أصر السهاد يناجي طيفك مهما رسمت خطوط البعاد و نأيت برمش حارق عن مقلتي فأنت هنا في معبد عشقي تساكنين هواء أضلعي تسلكين مدارج الروح فعلى رسلك اغتري اغتري كما تشائين أنت التي نقشت رمال الوجد ملامحها على دفتي قلبي أنت التي سكنت كل البحور أرحل إليك كل مساء لاذوب أذوب باحثا...
ارحل كما شئتَ وسافر طائرا هاجر عمرا وما زال يهاجر سافر إلى كل القلوب فكل المطارات قلبي وكل النساء أنا وإن تغيرت الأساور حقيبة سفرك بها هداياي وبعض من أنفاسي ومرصد بحبي يفاخر فسافر متى شئت فأنت وإن سافرت لن تغادر مادمتُ المرسى منك والموج والمجداف والمخاطر وأحِب كل نساء المواني فأنا امرأة...
الثامن من مارس شعارات مزركشة على أريكة جسد امرأة تطالب بالعراء بالخواء عارية هي حتى من اسمها من لونها من ذاتها من بؤرة الألم كان الفراغ ورقصة العشق الليلي شاهدة على تفاهة القول الفعل: سرير مدجج بعاصفة الجسد المرهق بالنبيذ وبسمة امرأة تشاكس عمرها قبرها الدفين تحمل سفرها مجدها على ظهر رجل أكل...
يوم 25 فبراير 1980، كان رولان بارت يجتاز الشارع في الحي اللاتيني متوجِّها إلى مؤسسة كوليج دو فرانس، ليس بهدف إلقاء محاضرة، بل معاينة الاستعدادات التقنية والتفاصيل اللوجيستيكية بخصوص محاضرته المقبلة، التي سيتحدث في إطارها عن موضوعي “مارسيل بروست” و”التصوير”، بحيث يحتاج في سبيل ذلك إلى جهاز عرض...
كما أنا كما أنتَ لنختصِرِ الطريقَ ونحصِرِ الدائرة لنقطِفِ الثمارَ من أفواهِ الينابيع كانت لنا حياةٌ قبلَ أن نلتقي وكُنَّا هذه الحياة كانت لنا أصواتٌ تغمرُنا في النسيم وكُنَّا هذا النسيم كانت شعلتُنا تَقيْنا من برْدِ هذا العالم ونحنُ هذه الشُّعلة سماؤنا هنا، والأرضُ تعرفُنا من قبلِ مرورِنا… قبلَ...
ها أنذي أخلع جلدي وأتدثر بشهوة الموت الليل صيادٌ أعمى شبكة بلا صياد اللحظات نصالٌ تعربد بلا ضمير ثمّة من يسرق الأرواح ويضعها في سلةٍ مثقوبة أخشى أن تسقط تفاحة الحياة .! و لا أجرؤ على الموت بعد طاولة الليل طبقٌ من الأسى وكأسين فارغين من الفرح كرسيٌ مصنوع من عظام شجرة أعطايناه غريب للذكرى وأحرق...
أمرّ على البئر كي أتفقّد صوتي، وأنده: يرتدّ صوتك يندهني فأطلّ على صورتي كي أراكْ أنت في البئرِ؟ أم في القصيدة؟ أم في الجبال التي علّمتني الصعود إلى الشعر؟ أم في قميصي الذي يتورّدُ حين تلوّح من ألف ميل يداكْ أرى جيدًا في الغياب أرى امرأة لا ترى تتقمّص دوري وممسوسةً وتطلّ على البئر كي تتأكد منك...
يا حراس المخيلة ناموا قليلاً فنحن بحاجة لأن ننهض من سباتنا تدرك الفراشة و الزهرة أن استجداء الفكرة اختلاق للأعذار نجمة الصباح يعبث بذاكرتها الحلم فلا يغمض لها جفن إلى حد ما ثمة تناص بين الموناليزا وبيننا نلزم الجدران تلتهمنا الرصانة ولا نقوى على الالتفات لنمسك بالأمل نواري الحزن ببسمة تجتاح...
صديقي الذي أحبه كثيرا يفكر في الموت دائما ويتمنى لو يصل إليه بأمثل الطرق... كأنْ يموت وهو يدخن سيجارته ال light أو حتى وهو يقضم تفاحةً قرب النبع.. مستظلا بأوراق شجرة الأكاسيا حجَّتُه في ذلك أن ساعته غير مضبوطة كما يجب خبأتُ ساعات " دالي" في كل جيوب بيجاماتي والأخرى المرسومةُ سهوا على اللوحات...
تعود بي الذاكرة إلى مفارقة، لم أكن أتوقعها، حدثٌ لم ألتقه خلال عملي، ولا قَصَّهُ عليَّ أحد، ولم تَجُدْ به ذاكرتي. وبالرغم من هذا اتصل اتصالا وثيقا بجريمة، وكأن الموضوعات الجنائية، كُتبَ عليَّ أن ألتقيها، ولو كنتُ مستقلا "الديزل". بَدَتْ علامات الثَّراء جليَّة على مَظهرها، ثيابٌ بديعةٌ...
عرف الفكر الإنساني خلال القرون الماضية تطورات نوعية في جميع المجالات من فلسفة وعلوم وآداب وفنون وغيرها . وكان لا بد أن يرافق هذا التطور في هذه المجالات تطور مماثل ومواز له في الفكر الجنائي ، وكذلك في فلسفة القانون التي تعنى بأصول المرافعات ، سواء في الميدان المدني أو في الميدان الجنائي . انعكس...
الغزالة كلما ندبت حظها القصيدة صارت أكثر فتنة لقلب الندى الموسيقى غزالة تتوحش في الليل تجرح بأظافرها جسد الماء. الغزالة في دمي تشق الجلد فتُخرج ذئبته لبراري قلبك هذا الطين زفرة -وهذا الطين علة الطين يضرب الطين فيصير وحل صراع على الأرصفة. الصوت المبحوح في جسدي يشق الغبار فتخرج غابة بأكملها...
أعلى