نصوص بقلم نقوس المهدي

النساء اللائي تعبن من نشر الغسيل ومن تقشير الثوم في المطابخ المظلمة النساء اللواتي قصصن اصابعهن وهن يرتقن جوارب العصافير والنسور المتغطرسة اللائي تعبن من تذوق وجبات الملح والشاي المرّ الشاكيات من الدوالي ومن عرق الأسى ومن فراغ قاموس الحب الزراعات العطرشاء في أصص لا تخضر والغارسات شجرا من...
كثير من الافلام المصرية ، والمسلسلات العربية ، التي تركت معضلات المجتمع المستعصية من جرائم وبطالة وفقر مدقع وتجارة السموم القاتلة، وعكفت على موضوع واحد دون سواه، موضوع يستند على الصدمة الصاعقة الماحقة حين يكتشف المرء أنه ليس إبن أمه وأبيه ، ثم وعلى الصدفة الفانتازية السحرية ، حين يعثر على...
رحم الله أساتذتنا علماء اللغة والأدب الذين ودعناهم في السنوات الأخيرة، وهم وإن كانوا قد فارقونا بأجسادهم، إلا أن عطاءهم وعلمهم باق تنتفع به البشرية عبر العصور، وقد أحسنت شبكة الألوكة صنعًا في نشر قصائد رثائهم التي تبين مناقهم وعطاءهم العلمي. وسيعرض هذا المقال ست قصيدة في القصيدة الأولى ...
الرسالة الأولى: أعرض لمولاي بحر العلم، وكنز الأدب، وعباب البيان، من بين فصحاء العرب، وتيار الفضل الذي ينسل من كلِّ إرْب، أفضل مَن تضلَّع من الدقائق، وأجلِّ مَن اطَّلع على غوامض الحقائق، بعد تقبيل أياديه التي رَفعتْ للمجد رايات، ونالت من الشرف غاية الغايات، متعنا الله تعالى بحياته، ومعجز...
أيها الأخ الحبيب لبيب الرياشي أُقبِّلك مشتاقًا إليك، وبعدُ: فأسميتُ ابني محمدًا؛ لأن لسَمِيِّه النبي العربي مقامًا ساميًا في نفسي، وأحبهُ حبًّا جمًّا، وأعجب جدًّا بشخصيته الفذة، ولأنني كرهت — حتى الاشمئزاز — أن تكون أسماؤنا مثل «تذاكرنا». نعم، كرهت أن يكون اسم ابني طائفيًّا كاسمي؛ فرأيت أن...
بقلم: سري القدوة الثلاثاء 7 اذار / مارس 2023 تشكل تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش التي دعا فيها إلى محو بلدة حوارة عن الوجود، سابقة خطيرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني وتجاهل لحقوقه التاريخية وما اقرته الشرعية الدولية وتعتبر دعوته العنصرية الفاشية إلى محو بلدة حوارة عن الوجود،...
يقولون : " لا تبحث عن محام يعرف القانون بل ابحث عن عاهرة تعرف القاضي" ***** ***** ***** مع السواد الأعظم من المهووسين بتنا في بلاد عجابية المقابر الحية توازعت بيننا ... * المقبرة الأولى لازالت بضمير حي تزهر كلما رشوا المكان بالماء الملوث تكتم أنفاسها و تسبح في الأحلام...
هل أتاكَ حديثُ النهر يقول: أنا الجنوبيّ، صائغُ السُمرة أنا العارف بالخصب وبأمزجة نساء مصر من ماء ظهري، تكون الثمار والأناشيد العذارى، أطعمنني أسرارهن وتوضأن بتعديات أصابعي والثيِّبات تحمّمن بخطاياي المقدسة أقول لهن: في الصباح، تعالين كاشفاتٍ رؤوسكن وخُذْن من خُضرتي المُشربة بالزُرقة ما طاب لَكُن...
العشق بستان تنام على سطحه الفراشات قصيدة، ثملة، عندما تفرش جناحيها على وسادة ناعمة لايخدش حياءها غير حرف سقط عن مساره يطل فؤادك الطائر على باقات الورد، لكي تنساب الكلمات في اودية العشق سلسبيلا وردة حمراء يبتهج بها الحرف، تزيده بهاء، كلما اتسعت مساحات الصمت المشتل الذي تزهر فيه القصيدة يروض كما...
بصوت واهن ممزوج بالعتمة وطعم الغبار، توصيني بأختي .. يعبر الأنين الفراغ الضيق، ويتجاوزني إلى أمي. – هأنا أمسك بيدها، هي بجانبي، لا تخافي نحن بخير. يد أمي تتلمس صدق كلماتي، وبعض الأمل ،بالضغط على رجلي، فأبتهل إلى الله ألاينقطع الأنين. أختي كعادتها تترك لي يدها كي أكتشف مخبأها عندما كنا نلعب...
خُدْعَةُ اللُّغَةِ لَا تَنْطَلِى عَلَيْكَ تَخْرُجُ بِإِصَابَاتٍ عِدَّةٍ لَا تَرْقَى أَنْ تُخْفِضَ صَوْتَكَ السَّمْعُ يُخْطِئُ كَمَا البَصَرُ وَتِلك الحَوَاسُ الذَّائِبَةُ فِى كَيْنُونَتِهَا فَيَغْفُو لِسَانُكَ عَنْ اسْمِهَا المَنْطُوقِ كَأنَّمَا هُوَ نَائِمٌ وَمَا هُوَ بِنَائمٍ وَكُلَّما...
قسنطينة مدينة الهواء والهوى... جوهرة الشرق ، شاردة من شوارد الجمال وقطعة نوميدية خلّدها التاريخ لتُعرف باسم"سيرتا"، وحملت بعدها اسم قسطنطين العظيم، من أروع مدن الشرق العربي، ويُطلق عليها "عاصمة الشرق الجزائري"، فهي تُعدّ مكانا ساحرا لا يضاهيه أي مكان آخر في العالم ، بُنيت مدينة قسنطينة فوق صخرة...
تجرأتْ عليه وعلى غير انتظار قالت ما لا يتوقع سماعه: - أريد أن أحتسي القهوة، ممتزجة بالحليب، من صنع يدك! هزَّ كتفيه، ثم وقف صامتًا كما لو كان فاقدًا الوعيّ، فأردفت: - تذكُر أنك أعددت لي في الأيام الأولى من الزواج، بكل الحب، فنجانًا من القهوة، وتعلم أني لا أجيد صنعها؛ أتمنى أن أجلس، كأني ملكة...
واقفاً كنت فوق رصيف محطة قطار" طهطا " الأرصفة تتساقط عليها رذاذ مطرٍ خفيف والمحطة شبه خاوية , انقبعتُ في ثيابي , احتضنت حقيبتي , منكمشاً في نفسي من شدة البرد .... انا الان في شهر طوبى الوقت قبل شروق الشمس بدقائق, نظرت في ساعة المحطة , مللت الانتظار , توجهت لناظر المحطة أسأله عن تأخر القطار...
جاءتني أمه باكية، تندب حظها وتعض شفتها السفلى غيظاً، تتوسلني البحث عنه في أي مكان يمكن أن يفر إليه بعد عراكه مع والده غليظ القلب، لم تأخذه شفقة على حدة بلائه، تلك الصعقة الكهربائية التي تحتل جسده الثقيل، ترجه بشدة من شعر رأسه المنتصب حتى أخمصي قدميه المرتعشتين، أربعة رجال بالكاد يستطيعون تكتيفه،...
أعلى