سكينة شجاع الدين

كلما مر يوم نعده آخر أيامه بيننا لنتخفف من ملابسنا الثقيلة ونرتدي ثيابا تليق بعذوبة أرواحنا يعود مجددا من أول السطر كاتبا : مادمت بينكم لن تنجوا مني هكذا أنتم نتفق في كل لقاء أننا حياة لبعض في كل حديث يدار نناقش نفس المأزق الذي نتعثربه ونترك المكان وقد شهد على إبرام عهدنابأننا سنخون نرتدي...
سنمنح الحزن وقتا إضافيا ونمنح الوجع فرصة للتقهقر سنرتب على لحظات بؤسنا لتكف عن النحيب لنظل بالقرب من صدفة تغرينا باللقاء نرمم جراحنا ونضمد تمزنا بعيدا عن روح تهوى اللقاء بنا لنستريح ساعة البوح عصية علينا حين نتجهم في وجهها ونكشر عن أنياب شتاتنا نعصر الألم في بوتقة الرق ونعيد غصة همت بالرحيل إلى...
كقلبي رقراقة أزاهير الصباح تلون ضياء البوح بتلات شوقي على حين غرة تجتاحها اللهفة لتغزو ماتبقى من غيوم الروح توازي خيوطها في قلبي جدائل النص ممتدة مابين جفني والحدق أوقات اللقاء بلسم يطوي جرحي المكلوم في ليل باهت الحنين
في زوايا عرفه العتيق سيله الجارف يحطم مايجده ولن اتصدع لن اتصدع حتى وإن تبللت مداميك قوتي بطوفانه لن أذرف البهجة حتى لو لم يدرك مدى الاشتياق لكنه الجلاد والملاذ ككيان واحد يأتلف النبض بالسكون واليباب بدموع الورد فأشكو منه إليه يقعد في مقاعد الغرباء وهو لي وطن ! ويمسح على بؤس الحاجة...
الحزن دين دائم الهذيان لايرتقي همس بلا عنوان الحزن نزف للمواجع كلها ونقيض حتف عامر متفاني الحزن طاوؤس يفاخر نوحه عند القصيد برتبة الربان الحزن جرح من مشاربه النوى بين الحنين وحرقة الخلان الحزن تيه لايجاريه سوى أسوار هم فائق الجريان الحزن طوفان به أرواحنا تلهو بلا خوف من الطوفان الحزن ذكرى...
يدثرني الحزن كل ليلة فأظلل الفراغات المنبثقة من عتمة وطني أسكن شغاف قلبه واتعلل بالخوف عله ينفث ماتبقى من شجاعته أكيل له الكثير مني وأخطه على أوتار نبضي ليس لدي خيار غير الإشارة لكل فرصة غمزتني ذات حرب اخفض جناح الوله فتوشك أنغامه على السقوط ووادي الضجوج يسكنه السغب كوادي مور لم يمربه الرخاء...
مقطع مختلف من تسابيح المساء يجثم على صدره عنوةْ كلما تفادى ارتطامه بمقصورته تمادى انتشاره في أوصال اللحظة نفسه الأمارة بالشر تداري وجعا يجتاح قبائل المفردات وتدعي مايجيده من شاعرية تعللت بالوهن والجيوب الخلفية للنص توارت خلف شجرة الذكريات علّها تدرك بقايا أزمنته أوتقله إليها فيعود...
شاعريتي الممهورة بتوقيعي لم تعدقادرةعلى إخفاء آخر خربشاتها عن عيون المارة كلما غمزني حرف بالسقوط نزلت خصلة من خصلات شعرها في عجينة تعمدت أمي وضعها أمامي لأجيد تقطيعها عروضياً بريئة أمي في أحكامها تظنها نصا أوكلت أمره إلي أثق بحكمتها أنها تعلمني الدروس بحس مختلف وإن لم أصل إلى بوادره الآن...
أفرغ مافي جعبته من الأرقام في دهاليز الوطن المكتظ بالوهم وحارات الأبطال المفعمين بالوهن في سيارات الإسعاف وهي تدور على حدود المدينة لنقل الجرحى في الأزقة المليئة بجثث القتلى وهم يؤدون آخر واجباتهم قبل الرحيل هناك عدد لا بأس به يكتب أسماء من تبقى من أصدقائهم في ليل الهزيمة الموحش وآخرين يلقون...
قضيتها في تأمل سرب حمام مر من هنا وأنا أرتل آخر تعاويذ المساء بين أعراف الماضي وشعوذة الحاضر تقف الخيبة في منتصف الحدث هل تراجع حسابات ما مضى على أنقاض ما كان؟ في زمن تلاشى فيه الوهم وخنعت عنه المزامير؟ لم يعد الرقص متاحا لمن يرغب لقد انكمشت طقوسه ليسارب في طابوره الطويل عله يجد قطرة موسيقى...
أداري جراحا تذوب لظاها وتجني عليّ سهام القوافي وتمرق ليلا تضيق رؤاها وتطفئ فيها بهاء الغواني مجاز غشيم النوايا غريب الدروب يغطي هواه مرامي فأهوي الهوينى على كاحليه ليرضى علي ويحيي هيامي بطرف كحيل الغواية يغمز للأفق في خفية وتعامي تراني الصبايا أروح وأغدو أطوف طوافي غريب المنافي وأطوي...
لتتمتع بالرائحة لا تكسر المفتاح ليصللك المعنى لا تقف عند المعنى وأنت تدرك كنه اللاشيء بين المعنى والمعني مسافات أخرى يدركها صمتك وخشوع الحزن بعينيك وتفاصيل لا تتلون مع تاريخ اللحظة ومعاني أخرى يدركها زمن أعمى قد تبقى من أجل المعنى في عين كتاب أو قلم تُخفي محبرته آخر قطرات البوح بين عيون الخيبة...
أنا ابنة الشرر المتطاير من عينيك في ليلة خريفية الملامح طويلة السهر كان مزاجك المعجون بالغضب يدرك فحوى رسائل مبعثرة أردت إيصالها لجدران ذاكرتك المثقوبة علّ اللحظات العالقة بزوايا أيامك الفارغة من النبض تهوي ساقطة مع لزوجة غضبك والشرر المتطاير من عينيك لم تعِ ماعليك القيام به بعد جنوحك غير المبرر...
كم هي تلك المستعمرات التي تسكنني أينما حاولت وضع أقدام قلبي أجد طريقي زلقا مليء بمخلوقات لا أدرك سر تواجدها أفر وأنفاسي المتلاحقة تتبعني فأجدني في بقعة ما رأيتها قبلي فتحوطني قوافل الدود المتناثر في أروقة قلبي المحتدمة بالدهشة تذرف عيون قلبي دموعها فزع آخر يضاف إلى رصيدي المتعدد أتذكر قدراتي...
معلقة تلك الابتسامة منذ زمن اتعلل بالشوق أبللها بالشجن لتظل طرية مع مرور الوقت اتلمظ مذاقها في فمي رشفة رشفة انسج حولها المثير من الخيال لتزهو أشقى وأنا أنفض عنها غبار اللهفة حتى لا تتمزق بين يدي احتراقا أناور قناديل الليل لتظل مضيئة كي لا تلف تلابيبها الوحشة ابلسم جراحها بخوف مدخر ذات غفلة من...

هذا الملف

نصوص
177
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى