محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز)

(احمل من اللغة بقدر ما تحتمل من نوبات الشعر... ) ستقول القصيدة اكثر مما كتبه نواس عن الخمر.... ستقول القصيدة او ستقولك... فأنت ما تكتب... انعكاس أوجاعك على الورق هو عرق احمر او نصوص قلقة تتفاجأ وانت تكتب.... كم كانت المسافة مرهقة بين جرحك والنص كم انت غريب هنا في بيتك في فناء دارك وحدك تجلس...
في الذهاب عكس الأرجل، الظل يكون الضحية الأول اركعوا للبابا، اركعوا للمعبد، اركعوا للسلطان اركعوا...... لل....... اركعوا اركعوا جميعهم قالوا ذلك ولا نبيا قال قفوا، قبل أن تدعسكم الغيبوبة الابدية في طريقي نحو نهد الحبيبة خسرت الطفل في كيف ارضع المفطوم داخلي في طريقي نحو المشنقة، نحو الموت صدمتني...
هي المأساة، الجروح الضرورية لإيجاد الذات في زحام الآخرين الفائضين عن اللحظة مُحاولة طرق اُذن الحبيبة بطرفة اي مسرحية تلك التي أجبرتها على التصفيق، رغم حموضة النكته النكتة التي خدشت حميمية الكأس النكتة التي اضحكت الحبيبة عبر جرحها النكتة التي همس بها موسم مُسترجل النزف في عانة المساء الفوضوي...
اذكر أننا كنا محض شعراء كيف تحولنا هكذا الى فواصل ، وقطع نرد شظايا ابواب ترافق الزوار للغرف الممنوعة اذكر أنني كنت محض نخلة كيف سرقتني الخطيئة نحو الكأس لاجلس في مواعيد موصومة بالرغبات المتوحشة وبالنسيان الشهم اذكر أنني كنت مقعدا مهملا ، اجلس في عنق حديقة متبرجة العطر وادخن زحام الظهيرة حتى اخر...
في الذاكرة المحمومة النائمة في فِراش غير مريح ، اتنقل هنا وهنا بقلق فائض عن المخاوف اختبئ كلما طرقت نافذتي عصافير غير مؤدبة الشدو، ذلك أن الصباحات هنا لا تُجيد التقاط النعاس من الأعين المبذولة لغير النظر هذه الشكيمة التي فطرني عليها الرب، تثير هلعي دائماً، احياناً يُخيل لي أنني قد شهدت...
كالمهووس برائحة الحزن سأتعقب الوافدين لتوهم من المسالخ العاطفية بنصف رأس بعدة أصابع مفقودة بأجساد مكشوطة عن أجسادهم بمدية من الشتاء سأجمعهم جميعاً ثم أغرقهم داخلي ليغتسلوا من الحزن كجروح صادقة سأنزف فحسب ولا داعي لإيقاظ القصيدة كطريق مُهمل يجلس بين تقاطعات المدينة ليلفت انتباه المارة بأنه أيضاً...
لو أن للابواب ذاكرة لما اضطررنا لطرق الابواب اكثر من مرتين * لو تعلم الشاعر من القصيدة جرحاً لرمى حقيبته المكدسة بارواح عشيقات وقصص مهترئة عن النساء العابرات ورسائل ضلت طريقها اليه لو تعلم الشاعر شيئاً قليلا لحطم نفسه في الشتاء لكي لا يُجبر على مدح الدفء لو تعلم فيثاغورث شيئاً سعيداّ من رقصة...
سيكون عليكِ أن تُصبحي سيجارة الآن لا لُادخنك بل لاحب فيكِ احتمال الموت البطيء او أن تصبحي سيف لاعشق فيكِ فكرة أنني قد اصبح اثنين سيكون عليكِ أن تُجربي كل الرجال تتناولي من ذلك شارب، ومن هذا نصف شفاه عليكِ أن تجربي فهولتهم كم منهم سينسى قداحة في دفئك ومن سيخرج منك خالياً منه تماماً ربما عندها...
من الغياب الى الغياب المفرط الحضور تفرجين طريقاً تنثُرين الأوهام كحُبيبات ذُرة يسقط المطر وينمو الغياب حتى يبلغ مسافة اشتهاء الموت او استنطاق الذاكرة للطريق ليعترف تحت التعزيب أين يخبئ الغياب الغائبين ؟ لستِ من ديني ولستو من دينك ولكن الرب ، فك حبكة المعادلة حينا سلبنا الايمان وعوضنا بالبحر...
ليس للاحلام أيد لتتشبث حين يزلقها الصحو ستنزلق في باطن الوقت يغلفها حرير ضمني يكفنها الصباح ليس لي في هذه الضوضاء اذن تنتقي صوت الحمام ولا اجيد اغلاق نوافذي حين يضبطني الحنين عاريا استمني خلف ازقة الذاكرة حيث النهارات تحشد الضوضاء وتأخذني اليها عفيفا مثل قبلتها تماما ليس لي سترة ترد عني موسم...
لن اكتب الآن سابكي فقط ثم اغسل وجهي، بمزيد من الدمع ثم استعير وجه المهرج، واضحك وانا اقول كل الحقائق واكذب بكل الدموع التي اعرفها والتي لا.... ثم ساطهو ثياب النوم، لأكل شهوتي في العشاء ثم ساغلق النافذة بملاءةً من غبار، لكي اُعرق صفاء العبور القسري للبعيدة القريبة ساطقطق اصابع الكناية لتنهض...
تقف يلتف حولك ماضياً تصرخ وينكرك الصدى تبكي تُجفف ساعدي الموت عنك تجلس فينهشك الفراغ من أين يأتي كل هذا الليل من اي زاوية تتسرب الطرقات نحو حذائك وانت تجثو على صباحك وانت تبكي دون حنجرة ودون أن تحفظ خطوط يديك كاملة اكنت تُدرك أن سرتها طريقُ للمساء؟ اتجيد تقليم الصباح لكي ترتب...
ليس عليك القلق الآن لقد ابتلعتك العاصفة انت الآن لست سوى رياح لا يد لك لتلتقط من تقذفهم المشيئة نحو الفراغ لا فم يمتص من الحبيبة ما لم تقله وما تحاول قوله قُبل لا جرح يطعن القافية لتنزفك شاعر متشرد في فساتين سيئة الدفء ولا سراب يرطب صحراءك بالامل الزائف انت و حدائق المنفى السوداء...
كنا قبل خلق الزهور مجرد ابجديات مُهملة نستلقي خلف هاويات الفراغ نرتشف من كؤوسِ الصمت بعض الفحيح الحزين ونُراقب الشمس تحبو على ارضيةِ الوقت فلم تكن الشمس قد بلغت حينها مُراهقة الضوء ولزوجة الاحتلام الجريح وحين احتلمت وامتحنت دعارة البوح الفاحش الضوء تحولنا لقصص مثل كل القصص القديمة...

هذا الملف

نصوص
531
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى