أريج محمد أحمد

على الصخر تتكسر الموجات ومن لذة العناق تنسى وجعها وتعاود المجيء في كل مرة بوجدٍ جديد كوجع الولادة تمحوه صرخة الحياة الأولى يالهذا الصراخ مرادف الوجع والحياة مواجعُ الرحيل طريقنا نحو بداية مغلفة بالسوليفان وصراخُ الريحِ حناجِرُنا زادُ الناياتِ نحو قصيدة وليدة حديثُ الموج لا ينتهي...
أنا الغارقةُ في فوضى حُزنك والغياب تُرتبُ الفرحَ في مسام روحي كلما همستَ أنا هُنا ترحلُ المسافةُ وينام الوقتُ في روزمانةِ العمر يُراقص خصري حلماً هارباً من تفاصيلي اليومية على موسيقى سريالية الذات مُتسلسلةِ الأحلام وحينما أتعثر يدوسُ على قدمي فتصرخ اللحظة مِن سُخرية التوقيت...
امرأةٌ لا يلغيها الغياب تلك التي تُحدث خدوشاً في مرايا الروح تنسابُ مِن ثُقبٍ في الذاكرة تروي أنوثتَها المورقة في قلبِ النسيان بمياه النرجس تهمسُ في أُذنِ الليل يُغمضُ جفنيه على حُلم وتبتسمُ في وجهِ الصّباح يفتحُ راحتيه على أمل ومابين الحُلم والأمل تقفُ هُناك تجردُ الكونَ مِن الزحام...
ضحكة معلقة في زاوية أنيقة من متجر صغير للتحف مرت عليها خمس سنوات هنا تراقب المشترين المختلفين في كل شيء المشتركين في العبوس لم يقدم احدهم على شرائها ليس لارتفاع سعرها وانما هي لا تناسبهم هذا زمان لا يحتمل ابتسامة ناهيك عن ضحكة ورغم الاعتناء بها نسج العنكبوت بيتا له في رواقها...
أن أكتب لك رسالة طويلة ... هذا يعتمد على احتمال ان تقرأها حد الملل او حد السكر ... يعتمد على ان أجلب الكلمات من وراء ظهر اللغة لاني لن أعتمد قواعد النحو في الكتابة اليك لأني سأرتبك و اتبعثر أمد الحروف و أضمها كما يحلو لي ... هذا يعتمد على ان يغض الشعر طرفه او ينام في حنجرة البوح لأني لن...
أنا حين يغزونا الجفاف يصبحُ الغيابُ مِحبرة ً لقصيدةٍ لا تنتهي يصبحُ للجرح ِ الف مُفتاح ولا تكُف ذاكِرته عن النزيف ... ثم إنك أيها المتوغلُ في ذاتِ العمق الذي يلفظُك بمرارةٍ سيّان عِندي انصهارك في مواويلِ النشيج أو اندلاعك في الأزقة تلك التي شاخت ْ على عتباتها حفناتٌ مِن تفاصيلي...
الغيمةُ التي تفنى قطرات في جوف الأرض تعيش إلى الأبد في ذاكرة الأشجار ... ****** الليلُ الذي يكحل عيون المساء يراقب تشكل الحلم في ذاكرة اليقظة ... ****** الشمسُ التي ينتظرها الغروب مشغولة بإرسال ضفائرها إلى وكر طائر يحتضر في ذاكرة الصقيع ... ****** الصباحُ الذي يرافق...
كُل ليلةٍ أخلع عني صوتي أكابد انزلاق الشفاه في واحدةٍ مِن لحظات البوح تقطرُ مِن سِنة قلمي صرخات تركضُ صوبك تنطقُ اسمك نيابةً عن كل الآهات التي تسبحُ في صدري تعلن إني في حالة عشق... تعرِفُ الطاولةُ التي تحتلُ ركناً قصياً في ردهةِ الروح نقرات أصابعي حينما يبدأ طوفانك التسلل عبر المسام وتعرِف كيف...
لا عذر كافٍ لرتق هذا الجرح ولا عبارة تكفي لتروي ظمأ هذا الصمت ... اللغة التي استهلكها الغياب بات يشق عليها السير في رحاب اغنيتنا المفضلة فآثرت الوقوف بيني وبينك تشدها نحوك تئن في خاصرة اللقاءات ضحكاتنا أشدها نحوي تنزف من كبد القصائد اشواقنا فنرقص كل على حدا بعيدان عنا وما كل الرقص...
ها هي الأرض إرتدت سُمرتي وتهادت في مشيتها نحو المساء يفوحُ العطر مِن طيات فستانها يُشبه قُبلةَ المطرِ الأولى يُشبه بزوغَ الوردةِ الأولى مِن سُرة الجليد وعلى فِنجان قهوتها طبعتْ أولى قُبلاتها فمواعيدُ المساءِ طويلةٌ وشقيةٌ ... تتلالأُ في دلالٍ عينَاها وهي تستقبلُ أولَ القادمين...
يقتلني الليلُ خوفاً بصوت الفحيح من أسفل سريري الأناكوندا تنتظر ان أنزل قدمي لتبتلعني ... ثمة أيضا القطة ذات الذيل المقطوع* ترسمُ طريقاً متعرجا بنقاط الدم ومواؤها الجزع يطغى على الفحيح ... صورة الساحرة سونيا ممتطية المكنسة تغمز في الفراغ المظلم الا من عيني القطة ... وشارعٌ طويل مازالت...
مشغولة جدا أنا هذا المساء أكرر على رئتي شهيق زفير زفير شهيق خائفة جداً أن تنسى واحدة منهما فتُطبق على قلبي فينطفئ بناقص شهقة ربما أو يعلق في نافذة زفرة بلا بلور تكشف للمارة صدى السعال في تجاويفٍ منهكة بالتنفس شهيق زفير اليك عني أنت وترهاتك التي كم أضعت الكثير من الوقت في محاولات عقيمة لأخلق...
قالت له : أنا لن أعود مجدداً تعبتُ مني وأنا أمشط الليل بتنهيدات الحروف لم يكتف النص من مغازلتي بين كل ارتعاشة وأخرى يقبل جبيني بعنوان جديد ويحط على قلبي بنغم يكنس الفراغ من زوايا الروح لأمتليء بك في كل مرة وأثقل كاهل الوتر بأنين سافية الرماد ... أنا لن أعود مجدداً فالثقوب في ناي ذاكرتي باتت أكثر...
حينما صبغت شعرها بالأزرق نمت النجومُ على مرآتها بدت كسماءٍ على هيئةِ أُنثى ... مِن صدرها تنفجرُ غيومٌ حُبلى بفراشاتٍ تصنعُ نهراً من الوانِ الطيفِ السبعة تنفخُ فيه ينفلقُ لتخرج بجعة تنتعلُ الباليرينا تدورُ في حركةٍ لولبية سريعة محمومة على نغمٍ ملائكي يتدفقُ إلى أذنيها يعلو كثيفاً...
قالت لهُ : تشرقُ شمسي مِن تحت الرّماد مِن آخرِ الأنفاقِ في مُدنِ العشاق مِن جُرحِك المفتوح على امتدادِ القصيدة تُشرقُ شمسي مِنكَ وإليك فانتظار رجل لا يأتي يُجددُ الرغبةَ يلوي عنقَ الوقتِ يزرعُ على الشّفاهِ وعداً بقبلةٍ آخر كُل ليلة وينسجُ مِن الغيمِ خيمة تُدثرُ الحُلم مِن عبثِ...

هذا الملف

نصوص
101
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى